دائما ما تحمل الهم, وتتحمل الاعباء وحدها, دائما ما تسعي لارضاء زوجها وابنائها, دائما ما تحاول الظهور أمام جيرانها وحماتها بأنها ست شاطرة إنها المرأة والزوجة والأم المصرية التي تضحي بحياتها في سبيل أسرتها…
هذا ما أكدته الحلقة النقاشية التي عقدتها الهيئة القبطية الانجيلية للخدمات الاجتماعية والتي دارات حول المرأة المصرية ودولة المواطنة, حيث قالت د. أماني الطويل الخبيرة بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام إن المجتمع ربط عمل المرأة بظروف أسرتها, ونظر إلي عملها خارج البيت علي أنه أمر ثانوي وهي بدورها ساعدت علي ترسيخ هذا المفهوم المجتمعي علاوة علي أن مراحل المرأة العمرية مرتبطة بأدوار مختلفة في حياتها فهي في بداية الزواج تهتم بالأطفال ودراستهم ومدارسهم وتنسي نفسها, أما في مرحلة الاربعينيات فتبدأ تتخفف من اعبائها وتنظر إلي نفسها إلي جانب بعض المشاركة, أما في مرحلة الكبر فتكون الاعباء تخففت عنها إلي حد كبير وتستطيع ممارسة دورها الاجتماعي.
وأوضحت د. أماني أن الدولة أيضا ساهمت في اهدار امكانات المرأة حيث تنفق الكثير علي التعليم ولا نجد في النهاية إلا قدرا قليلا عاملا من السيدات, علاوة علي سياسات الدولة الخاطئة في التعليم والصحة والدخول الضعيفة والحالة الاقتصادية المتردية وسوء الإدارة وغيرها من الأمور التي جعلت من المرأة الزوجة والمربية والمعلمة والطاهية, وأصبحت كما يطلق عليها زوجة بسبع عجلات من أجل ارضاء زوجها وأولادها ويأتي ذلك علي حساب عملها وهو ما يمثل قصورا في مبادرتها الذاتية التي تجعلها دائما ما ترضي بالمكسب السريع إذا وجد, وقل لديها المعرفة بالحق والاعتراف بالقدرة والرغبة في اكتساب الخبرة وبذل الجهد وتقبل الخسارة.
فعلي مستوي الأسرة نجد افتقاد المرأة منذ زمن بعيد ثقافة اقتسام المسئولية داخل الأسرة, وبالتالي تقوم هي بنفسها باداء كل المهام من منطلق أن البنت لسه صغيرة ولما تتجوز هتشيل هم بيتها وده كفايةو حرام نشيل عيالنا الهم دا زمنهم وحش وهكذا.. لكن الحقيقة أن الامور لابد أن تكون بالتعاون وتحمل المسئولية و ذلك بمبادرة من المرأة, فالزوج علي ما تعوده زوجته والابن علي ما تربيه أمه.
وأكدت أن تحقيق المسئولية المشتركة داخل المنزل والعمل يأتي من وعي المرأة بذلك وترتيب الاعباء مما يجعل لها حقوق في المسئولية المشتركة ويساعد علي ذلك أيضا أن السيدات انضج من الرجال ودائما ما يتعاملن مع التحديات بطرق مختلفة.
أما علي مستوي العمل فلابد من تفعيل المبادرة الذاتية والقدرة علي المنافسة علي المناصب العالية لأنها دائما ما تنظر إلي العمل علي أنه تحقيق دخل فقط وليس تحقيق مكانة وترق مهني, ويقابل ذلك بدوره باعباء منزلية وتحديات تضيع من فرصة استثمار المرأة في العمل وهو ما جعل نسبتهن قليلة في مجال العمل. وذكرت مثالا لذلك بجريدة الاهرام فالقيادات النسائية فيها تنحصر في قسم المرأة بالاهرام اليومي, ومجلة نصف الدنيا, ومجلة البيت, ومجلة الديمقراطية, وهي نسبة قليلة بالنسبة لعدد الاصدارات لمثل هذه المؤسسة والتي يحتل فيها الرجال نصيبا قياديا أكبر.
وذكرت أن المجتمعات تتقدم خطوة خطوة وأن الخطوات الصغيرة دائما ما تصنع الانتصارات الكبري, ومن هنا فإن للمرأة دورا كبيرا في دولة المواطنة ويجب ألا تتخلي عن دورها الاجتماعي والسياسي. وعلي الدولة أن تشاركها في اداء هذا الدور من خلال مجموعة من السياسات تتعاون فيها منظمات المجتمع المدني والحكومة والاحزاب والإعلام لدوره الخطير في عكس ما يحدث في المجتمع.