في سابقة مثيرة لم تجد الدولة المصرية حلا لوقف السباق المجنون في زيادة أوزان المرأة المصرية, إلا أن تتدخل لوقف هذا التضخم.. فقد قرر المركز القومي للبحوث تحمل هذه المسئولية لإعادة النحافة والرشاقة وغصن البان إلي المرأة المصرية..
علي أن يكون ذلك بالمجان وعلي نفقة الدولة فقد قررت بدء حملة قومية لمكافحة السمنة, وتستقبل الآن صاحبات الوزن الزائد داخل وحدة خاصة, لهذه المهمة بالمركز بالدقي, حيث يتم عمل تحاليل طبية مجانية, ثم علاج لمدة6 أشهر باستخدام كل الوسائل وأهمها الإبر الصينية ثم إعادة التحاليل والميزان لإثبات فاعلية العلاج, وصولا إلي تعميم الرشاقة المفقودة إلي ضحايا المحشي المصري والوجبات الدهنية القاتلة.
ومن داخل وحدة العلاج بادرتني د. ليلي أبواسماعيل رئيسة مشروع علاج السمنة بالابر الصينية في المركز بالقول إن أخطر أنواع السمنة التي تؤثر علي القلب هي سمنة البطن.. فقد ثبت أن الخلايا الدهنية الموجودة بالنسيج الدهني المبطن لجدار البطن وحول الأحشاء أكثر نشاطا في رفع نسبة الكوليسترول القاتل, وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية, وعدم استجابة الجسم لهرمون الأنسولين.. وتشير الاحصائيات إلي أن هناك نصف بليون إنسان في العالم يعانون من السمنة.. وقالت المؤشرات إن عدد الذين سوف يموتون من كثرة الأكل أكثر من الذين يموتون من الجوع.
وقد أكدت الأبحاث ـ كما تضيف د. ليلي أبواسماعيل ـ أن الأسباب الرئيسية للسمنة في مصر هي الدهون المتحولة وهي الموجودة في جميع المأكولات السريعة, وهي الزيوت النباتية المهدرجة والتي توجد في المعجنات.. والدهون الموجودة في الوجبات السريعة إذ تترسب معظمها في أعلي البطن.
ويعتمد العلاج الآن داخل هذه الوحدة الحكومية المهمة علي استخدام الابر الصينية في آخر مراحل العلاج, فقد ثبت أنها تساعد علي إشباع نظام الرجيم القاسي والحد من الشهية.. وتساعد أيضا ـ كما تشرح المسئولة عن هذا العلاج ـ علي حرق الدهون وانخفاضها في الدم, خاصة في منطقة البطن وتقلل محيط الوسط.
وتحملت ميزانية المركز علاجا مكلفا جدا, وهو قياس مكونات الجسم لمعرفة وزن الدهون والعضلات والسوائل لأن هذه القياسات التي تجري الآن لها أهمية كبري في متابعة العلاج لايمكن أن يوفره مجرد الوزن العادي, لأن التغير في قياسات الجسم هو الذي يعطي قواما متناسقا بغض النظر عن الوزن, ولكنه مكلف جدا.. وعند قياس العضلات يمكن التعرف علي عدد السعرات الحرارية اللازمة والتمثيل الغذائي لكل سيدة ويتم إجراء هذه القياسات كل شهرين لمدة6 أشهر.
ولضمان عوامل الأمان في هذا العلاج الذي ثبت نجاحه في عديد من الدول التي حققت نتائج رائعة في تحاليل الدم بعدالعلاج. وكذلك قياسات الجسم والدهون والعضلات, لذا قام المركز ـ كما تضيف رئيسة المشروع الذي يتم الآن علي يد أساتذة مصريين تم تدريبهم في الصين.. قام بتجربة العلاج علي08 حالة من العاملين بالمركز القومي للبحوث, وقد أظهرت النتائج نجاحا بالابر الصينية بدون إتباع أنظمة رجيم قاسية.
د. أشرف شعلان رئيس المركز القومي للبحوث يؤكد انه بعد أن أقرت منظمة الصحة العالمية استخدام الابر الصينية كعلاج آمن للسمنة ومواكبة لدول العالم, فقد قرر المركز استخدام هذه التقنية لمحاربة السمنة بين سيدات مصر بعيدا عن العقاقير الكيميائية الضارة, وكذلك العمليات الجراحية بمضاعفاتها الخطيرة, قرر المركز تمويل هذا المشروع تمويلا ذاتيا حتي يوفر علي المرأة المصرية عبئا ثقيلا ويشجعها علي محاربة السمنة.. إذ إن مجرد التخلص من الوزن بنسبة01 ـ51% يقلل ضغط الدم, ومستوي السكر في الدم, والكوليسترول والدهون الثلاثية, وتتحسن آلام الظهر, وتختفي خشونة الركبة, وذلك بسبب انخفاض مستوي مواد الحساسية والالتهابات بالدم.
ولقد أثبتت الدراسات ان الاعتلال في إفرازات الخلية الدهنية يؤدي إلي أمراض في التمثيل الغذائي والدورة الدموية.
وأضاف رئيس المركز القومي للبحوث أن معدلات السمنة زادت في مصر بطريقة تصاعدية في الريف والحضر علي السواء, ونتج عن زيادة السمنة زيادة في مرضي القلب من النساء والضغط والسكر, ولذلك كان هناك ضرورة قومية لمحاربة السمنة في بلادنا, لتلافي هذه الأمراض وأيضا تلافي العبء المادي علي ميزانية الدولة والأسرة, ولذلك تبني المركز كثيرا من المشاريع التي تبحث عن مسببات السمنة, سواء وراثية أو بيئية وطرق علاجها ـ كما تدرس التغير في سلوكيات الأفراد واقبالهم علي الوجبات السريعة وأنواع الأغذية المسببة. للسمنة.