إدارة جديدة، نظرة جديدة، وانطلاقة جديدة، يحظى بها أسبوع دبي للموضة لربيع وصيف ،2012 وبحفل افتتاح جمع بين سحر التقاليد الإماراتية مساء الأربعاء الماضي، بكل تلك التلال الرملية التي غطت منصة عرض الأسبوع، جمعت عرضاً لفرقة شعبية، وعرضاً مبكراً لبعض التصاميم المشاركة في الأسبوع، ليكون اليوم التالي، أول أيام عروض الأسبوع يوماً حافلاً جمع أسماء عدة من مختلف دول العالم.
بين أسماء صاعدة تحمل من الأمل والحماسة أكثر من الموهبة، وأخرى استطاعت أن تثير إعجاب الحضور بابتكاراتها الذكية، قدم أول أيام أسبوع دبي للموضة لهذا الموسم كلاً من المصممة سكينة محسن، وميمسين، إضافة إلى مجموعة مبتكرة وذكية للمصمم السعودي خالد سويد عبر دار أزيائه «زوري كوتور»، لتبدأ عروض المساء مع المصممة ميريلا ستيليا، وعرض للمصممة كارتاس، وعرض للمصممة الهندية إيكتا سينغ، واختتمت بعرض محترف للمصممة الأسترالية إيستون بيرسون.
فساتين
انطلقت العروض بابتكارات تعد بالكثير للمصممة الهندية سكينة محسن، التي قدمت عدداً من الفساتين وابتكارات تجمع بينها وبين الجلابية، في تركيز على القصات المتموجة والكثير من الحرير، والتي مزجت بين ألوان مختلفة، يمكن أن تكون مناسبة للعيد والمناسبات، وتميزت بقصاتها الهادئة والرومانسية، بعيدا عن المبالغة في التطريزات والمشغولات الكثيفة.
تنوعت قصات الفساتين بين التقليدية ذات الأكمام الشرقية الواسعة، وبين ذات الحمالات المزدوجة دون أكمام، إضافة إلى تلك التي تزينت برقبة عالية مزينة بالكريستال والمناديل الناعمة ومن دون أكمام.
قدمت دار أزياء «ميمسين» في العرض نفسه مجموعة تزاوجت بين العباءات والجلابيات، والتي تفاوتت بين تلك المميزة ذات التنفيذ الجيد، والتي افتقرت إلى الابتكار والجدة.
«زوري»
بعد انطلاقته الأولى من خلال «استوديو خالد» وفوزه في مسابقة المواهب الصاعدة العام الماضي، انطلق المصمم السعودي خالد سويد، خلال هذا الموسم بخط أزياء جديد وهو «زوري كوتور»، الذي استوحى اسمه وبصمته من خلال صديقة يونانية تدعى زوري، فكانت ملهمته في إطلاق خط أزياء جديد يتميز بتلك الروح المرحة والأنثوية شديدة الرومانسية والتمرد في آن واحد، مستوحياً المجموعة الأولى لخط أزيائه الجديد عبر لمسة يونانية تقليدية واضحة، جمعت بين زرقة البحر الأبيض المتوسط اللازوردية وبياض ناصع للبيوت اليونانية، وبين ذلك الحجر المستدير الذي يؤمن اهل تلك البلاد بأنه «يحمي من العين الحاسدة»، الاعتقاد ينتشر أيضاً في ثقافات شرقية أخرى عدة، فكانت تلك الألوان المزينة للحجر «الحامي» بزرقتها الداكنة تارة والفيروزية تارة أخرى، واللمسة البيضاء الواضحة فيها، هي «باليتة» ألوان المجموعة التي لم يخرج عنها.
تنوعت القصات التي اعتمدها سويد في مجموعته، والتي غالبا ما تميزت بلمستها الصيفية البحرية الواضحة، دون أن يخرج عن أنواع خامات الحرير التي غازلت المجموعة بخفتها وشفافيتها، ومرحها المتموج على أجساد العارضات، مزيناً المجموعة التي افتقرت إلى الأكمام والتي غلبت عليها قصات تحت الصدر، بمجموعة من الأحجار الزرقاء الصغيرة الخام متفاوتة الأحجام، والتي وزعها بخطوط شبه دائرية راسماً بالتطريزات والأحجار حجر «العين» المستدير بألوانه الزرقاء فوق خامة من الحرير الهندي «شانتون» والشيفون الحريري، بينما اعتمد فكرة الخيوط الممزوجة بألوان المجموعة، مكونة قطعاً مغزولة أقرب بفكرتها إلى السجاد الدقيق الناعم.
تفاوتت القصات بين المتموجة المتفاوتة الأطوال الجامعة لدرجات الأزرق، أو القصيرة الواسعة المزينة بياقة من الخيوط البارزة، أو الطويلة المطرزة بالكامل بالمربعات الزرقاء التي تزينت كل منها بحبة متدلية من «حجر العين»، بينما زين مركز الصدر في مجموعة أخرى بأحجار وتطريزات لهذا الحجر، بينما فاجأ الحضور بفستان تكون بالكامل من دائرة «حجر العين» بأطراف مكشكشة.
صيف ذهبي
فضلت المصممة ميريلا ستيليا، أن تقدم مجموعة صيفية ذهبية مالت أحياناً إلى أن تعكس شفق نهار حار، مركزة في مجموعتها الخفيفة والبسيطة على قطع الـ«جمبسوت» أو «الأوفرهول» ذات السراويل الواسعة، بجذع واسع غالباً ما قدمته بفكرة القصة الملتفة، والتي تفاوتت بين ذات الحمالات الناعمة، أو ذات الأكمام القصيرة، أو تلك التي تزينت بكتف واحدة، أو ذات الياقات الوحيدة المقلوبة ذات اللمسة الرسمية بقصتها والأنثوية المسائية بخاماتها اللماعة التي غلبت عليها قطع الشيفون اللماع، إضافة إلى قماش الجرسيه المطاط، وهي الخامات التي مالت إلى الذهبي النحاسي، والبرتقالي المحمر الهادئ، علاوة على البيج العاجي ذي اللمعة الذهبية، والبيج العاجي المبيض، والبني الممزوج مع التركواز. واعتمدت المصممة أيضاً على المزج المميز بين لونين، مبتعدة عن الخامات المطبعة.
مساء
بينما كان للمصممة كاراتس، مزاجها المسائي الخاص، المازج بين الفساتين الناعمة الرومانسية ذات الألوان الهادئة السادة والمطبعة، وبين تلك المسائية اللماعة، معتمدة قصات «الدرابيه» المتجمعة في أجزاء، مركزة على فكرة الطبعات النباتية التي تزينت بها التصاميم من خلال خامات أو تطريزات، فراوحت المجموعة بين قمصان وسراويل ذات قصات مبتكرة نافرة الأرداف، وبين فساتين ذات تنانير من الشيفون المكبوس، أو تلك التي تفاوتت بين السراويل المزينة بمعاطف شيفونية مطرزة، أو تلك التنانير ذات الطبقات المتعددة، وقمصان ذات جيوب كبيرة وأزرار كبيرة ولمسات شديدة النعومة من الدانتيل البني الذي تداخل بذكاء مع درجات اللون الزرقاء السماوية الهادئة.
وكعادتها، لم تخرج المصممة الهندية إيكتا سينغ، عن تلك التصاميم المسائية الناعمة التي تعتمد في الأغلب على الحرائر والشيفونات الناعمة التي تتزين بتلك المشغولات والتطريزات الناعمة التي تبرز من خلالها تلك التقنيات الهندية اليدوية في التطريز، على الرغم من أنها تبتعد في غالب تصاميمها عن التركيز على القصات الهندية التقليدية والساري، والفساتين الناعمة المنسدلة التي غالبا ما تميل إلى القصة المتسعة التي تتزين بأحزمة ناعمة تتزين بشرابات أو مشغولات لماعة.
أستراليا ملونة
قدمت المصممة الأسترالية إيستون بيرسون التي حضرت خصوصاً إلى دبي للمشاركة في أسبوع دبي للموضة لهذا الموسم، مجموعة شديدة التميز والابتكار، تكشف الحرفية والفهم العالي لما تعنيه تصاميم الملابس الجاهزة، المعروفة باسم «ريدي تو وير»، مبتكرة مجموعة تميزت بوفرة الألوان والطبعات التي مالت نوعاً ما إلى الإثنية، بين قمصان وسراويل أقصر من الكاحل ومعاطف قطنية خفيفة، وتنانير، وفساتين قطنية ناعمة تفاوتت بين الواسعة ذات الكسرات العديدة، وبين تلك المنسدلة، أو السادة التي تأطرت بالطبعات الإثنية المستوحاة من ثقافة القبائل الأسترالية الهندية، إضافة إلى القفطانات الحريرية الخفيفة التي تميزت بطبعاتها شديدة الابتكار واللمسات اللماعة للترتر التي تكحلت بها بعض تلك الخطوط المكونة للطبعات.