الترمل أقصر الطرق إلي معاناة المرأة صحيا ونفسيا, هذا ما أكدته أحدث الدراسات العلمية حول وضع المرأة بعد فقد شريك الحياة, ولعل أزمة الأرملة هي الاستنزاف النفسي, نتيجة لمواجهة أعباء الحياة وحدها بعد سنوات من وجود زوج في حياتها يشاركها الحياة بحلوها ومرها..
لذلك يقدم الخبراء النفسيون والاجتماعيون نصائح للأرملة, كي تتجاوز محنتها, وتتكيف مع حياتها الجديدة؟ حتي لا يكون فقدان الزوج نهاية المطاف .
جاء في دراسة للباحثين من جامعتي شيكاغو وأوهايو الأمريكيتين أن استمرار العشرة الزوجية عامل يرفع من المستوي الصحي للزوجين, وأن الانفصال وانتهاء تلك العشرة إما بالطلاق وإما بوفاة الشريك سبب في تدهور الحالة الصحية للمتزوجين.
ولكن اللافت للنظر في دراستهم المنشورة في المجلة الأمريكية للصحة والسلوك الاجتماعي Journal of Health and Social Behavior, أن الأشخاص الذين ينتهي ارتباطهم وعيشهم مع شريك الحياة في مرحلة ما من العمر, إما بالطلاق وإما بوفاة الشريك, كانوا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة, بالمقارنة مع أولئك الأشخاص الذين استمر تنعمهم بالعيش في عش الزوجية.
وقالت الباحثة الدكتورة ليندا ويت إنه يبدو أن للطلاق أو الترمل آثارا سلبية بعيدة المدي علي الصحة البدنية, بشكل يفوق آثاره السلبية علي الصحة النفسية.
والصحة النفسية تتفاعل بشكل أكبر مع الحالة الآنية التي يعيش فيها الشخص, أي في الوقت الراهن لديه, أما إذا ما بدأ المرء بإهمال صحة جسمه, عبر عدم ممارسة الحركة والنشاط البدني بالرياضة اليومية أو عدم الاهتمام بالحرص علي تناول الطعام الصحي وبطريقة صحية, أو عدم المتابعة مع الأطباء والاستماع بتمعن لنصائحهم وإرشاداتهم, وبخاصة حينما يكون الشخص مريضا, فإن هذا كله سيكون ذا تأثيرات سلبية علي صحة الجسم في المدي البعيد, وهذه السلوكيات السلبية تجاه الاهتمام بالصحة, هي غالبا ما يفعله الكثيرون بعد الطلاق أو فقد الشريك.
ولأن من السهل تعلم العادات السيئة وممارستها والاستمرار فيها, ومن الصعب ممارسة العادات الصحيحة والتعود عليها والاستمرار في فعلها, فإن الجوانب الصحية للجسم هي أول الأمور التي تتضرر بفقد وجود الشريك الزوجي وبفقد تنبيهاته الصحية وبفقد رعايته واهتمامه.
وقالت الباحثة إن هذه النتائج تستحق الاهتمام من الأطباء وأصدقاء وأقارب هؤلاء الذين عانوا الطلاق أو الترمل, وعلي وجه الخصوص, يجب علي الأطباء الاهتمام بشكل خاص بأولئك الأشخاص والنظر إليهم كأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة, مثل ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول, وهم يحتاجون إلي ترابط اجتماعي أفضل لتخفيف التوتر والضغط النفسي عنهم.
ومن ثم فانفضاض مؤسسة الزواج ـ ترملاـ قد يولد لديها معاناة تنطوي علي معان نفسية وعاطفية واجتماعية واقتصادية أعمق مما قد يتولد عند الزوج الأرمل. فالأرمل وبخاصة المسن قد يواجه مشاكل أخري تختلف عما تواجهه الأرملة, إذ يجد صعوبة فيما لم يعتد عليه مثل إدارة الشئون المنزلية وغيرها, وهذا ما قد يدفع به إلي الزواج مرة أخري. أما هي فقد يحدث لها مرحلة من ‘عدم الاتزان’, والانعزالية.. فإما أن تتماسك, لتقوم بتحمل مسئولياتها, والنهوض بأعباء إعالة أولادها لامتلاكها قوة الإرادة والعزم والمثابرة, والمقدرة علي تحمل وتجاوز الصدمات, فتقوم بدور الأم والأب معا. وإما أن تنهار.. استسلاما للعديد من الآلام.
- لكل أرملة آلامها
تتألم الأرملة من افتقاد أجوبة عن أسئلة صغارها: ‘لماذ تأخر أبي؟, دعيني أكلمه في التليفون؟, هل هو غضبان منا ياأمي؟, أخبريه أن يعود فلقد أوحشنا كثيرا غيابه؟, هل سيكون معنا في العيد؟, أين ذهبت سيارته؟, لقد نسي أبي تليفونه المحمول وساعته في الدولاب, لكن لماذا ذهبتم بملابسه؟, لماذا يأتي والد أصحابي ليأخذهم من الحضانة ــ المدرسة, وأنا لا؟ الخ’.
ونراها تتألم حينما تري نظرات الشفقة في أعين بعض من حضروا لعزائها, وهي تتمني أن يعامل أطفالها معاملة عادية, حتي لا يتولد لديهم ‘شعور بالنقص’, وتتألم عندما تتسلم شهادة وفاة زوجها الأثير, وتتألم في إنهاء إجراءات الميراث والمعاش والوصاية و’المشكلات المالية’, وتتألم من طمع بعض الأقارب في الميراث, وتتألم من تصرفات بعض أهل زوجها, وتتألم لتعرضها للمجتمع بلا غطاء من زوج, وتتألم لابتعاد جاراتها وصديقاتها عنها وخوفهن علي أزواجهن منها, وتتألم من خشية أن يتكلم عنها الناس بسوء, وتتألم كل يوم مع أي شيء يذكرها بزوجها, في حين أن كل شيء حولها, وداخلها يذكرها به.
وهي تتعرض إلي صراع شديد, وبخاصة إذا كانت في مقتبل العمر, فتعاني صراعا بين شعورها بعدم الاستقرار النفسي والأسري والعاطفي, و’الحاجة’ إلي الزواج لسد ذلك الفراغ متعدد الجوانب, وبين الخوف علي الأبناء ومستقبلهم. وهي تواجه مشكلات ضاغطة اجتماعيا (لعل ما قد يخفف منها إذا كان الأبوان أحدهما, أو كلاهما حيين) تعتبر معاودة الزواج نكرانا أو جحودا منها للزوج الراحل. ولو أرادت أن تتزوج ولديها أبناء تبدأ مشاكل الحضانة, وأحيانا يطلب أهل زوجها الراحل منها الزواج من أحد أفراد العائلة, وذلك من أجل الأولاد, و’كرامة العائلة’.
وقد يتغلب حب الأبناء والخوف عليهم فتكرس بقية حياتها لهم. بيد أن صعوبات الحياة ومتطلباتها الحاضرة, وتمثل أعباء الأب والأم في نفس الوقت دورا ـ لا شك ـ صعبا. لذا قد تتطور تلك الصراعات إلي قلق وإحباط, وانعزال واكتئاب, مما ينعكس علي أبنائها, والمحيطين بها باعتبارهم سببا يحول دون سعادتها.
وهي تخشي ـ بعد سنوات سعت فيها للم شمل أسرتها ورعاية مصالحها ـ ذلك الوقت الذي يمضي فيه أبناؤها مع زوجاتهم ويتركونها وحيدة, أو يدعونها للعيش معهم ولكنها تكره أن تكون ضيفا ثقيلا علي أسرة حتي ولو كانت أسرة أحد أبنائها.
وبسبب كل ذلك وغيره نجد أن كثيرا من الأرامل (بعض الدراسات تشير إلي نسبة 35%) يتعرضن للعديد من الأمرض والحوادث. أو نراها قد تعايشت بصورة أو بأخري, مع واقعها وحياتها الجديدة, وبخاصة عندما تري أنها ليست وحيدة فحولها من العراقيات فقط نحو مليون ونصف الملليون أرملة, فضلا عن أرامل الشهداء من الفلسطينيين الذين يتساقطون يوميا جراء عمليات القتل والاغتيال الصهيوني, إضافة إلي الأرامل من الصومال ودارفور الخ.
- كيف تستعيد الأرملة توازنها ؟
- لتتغلب الأرامل علي معاناتهن النفسية وتحولهن من ‘حالة الترمل’ إلي ‘حالة الحياة والاستمرارية’ عليهن: الإكثار مما يحقق لهن التوزان, والاستقرار, و’الأمن النفسي’ مثل العبادات, والبعد عن مسببات القلق والتوتر, فالحياة لم تنته بوفاة الزوج, فكل لحظة تعاش نعمة من الله تعالي غالية, من الظلم إهدارها في كثير من التألم من ابتلاء يمر به العديد والعديد من الناس. فلتغلق أبواب الحزن, ولتفتح نوافذ الرضا ليشرق الاطمئنان والهدوء لهن ولأبنائهن.
– عليهن اكتساب المزيد من المعارف والمعلومات التي تساعدهن علي التعامل مع واقعهن الجديد بنجاح. وعليهن طرد فكرة ‘قلة الحيلة’, والمسارعة إلي ‘الاستقلالية’, فالمبالغة في الاعتماد علي الآخرين, تجعلهن يسارعن بالابتعاد, هروبا من عبء إضافي علي أعباء حياتهن.
– الأرامل بحاجة إلي بعض الوقت للتكيف مع حياتهن الجديدة, خصوصا إذا ساعدهن المحيطون علي تنمية ثقتهن بأنفسهن وبقدراتهن. ويتوجب علي الأبناء توفير أوجه الرعاية, والتي تتمثل في رد الجميل تجاه والدتهم في هذه المرحلة الحرجة من حياتها, وبخاصة إذا تزامنت وأزمة التقاعد عن العمل; وإشعارها بالحب والحنان; وتنمية العلاقات الاجتماعية وتوسيع دائرة صداقاتها, والحرص علي ملء وقت فراغها; وتشجيعها علي ممارسة أنشطتها المحببة والمفيدة. وأن تعتني بنفسها وغذائها ورياضتها.
– بدلا من أن تجلس وحيدة تجتر الماضي وذكرياته, تحاول الأرملة أن تخلق لنفسها جماعات اجتماعية تكون بمثابة ‘إسعافات سريعة’ لتضميد جراحها, وضمان عودتها للبداية الصحيحة بعد ترتيب أوراقها.
– اذا افتقدت الكفالات المناسبة (من ابن أو أب أو أخ وغيرهم), وأصابها العوز المادي, وكانت لديها ما يؤهل للعمل فلها البحث عن عمل بما يتناسب مع خبرتها لتغطي المصاريف اللازمة للأسرة. والأرملة عندما تخرج إلي محيط العمل تختلف نظرتها إلي الأمور وتنجح أسرع.
– الصورة الإيجابية للأرملة تساعدها علي الانخراط والتفاعل الاجتماعي الصحي مع الآخرين في العمل, وبين الجيران, والأقارب. تسهم الأرملة في بلورة هذه النظرة لها سلبا أو إيجابا. فإذا كانت ‘وفية لزوجها, مكافحة مع أولادها’, فإنها غالبا ما تلقي التعاطف والمساندة والتأييد لاستكمال رحلتها في تربية أبنائها ورعايتهم.
– هذه النظرة الإيجابية للأرملة قد تتغير نوعا ما إذا أقبلت الأرملة علي الزواج مرة أخري. برغم أن هذا الزواج حق أساسي أجازه لها الشرع بعد انتهاء العدة, خاصة إذا كانت في مقتبل العمر, ولديها أطفال بحاجة إلي رعاية في ظل أسرة طبيعية. فلها أن تتزوج, لتكمل حياتها, وتراعي مصلحة أبنائها في اختيار الزوج الذي يرفق بهم ويتحمل مسئوليته نحوهم, ويمتلك القدرة علي التعامل معهم ليحل محل الأب في حياتهم. فمن يرعي الأيتام في بيته له منزلة ـ دنيوية وأخروية ـ رفيعة الشأن. وينبغي علي الأبناء الراشدين أن يراعوا أيضا والدتهم, وأن يحسنوا إليها إذا رغبت الزواج من جديد. أما بعض الحالات التي تظهر في الصحف السيارة من أن زوج الأم يقوم بطرد أولادها, أو أن الأم ‘الأرملة’ تتخلي عن رعايتهم ما هي إلا حالات استثنائية لا يمكن القياس عليها في تحديد موقف المجتمع من زواج الأرملة.
– وإذا ما آثرت الأرملة أطفالها علي حساب محاولة الزواج ثانية, فلتحسن رعايتهم, وتجيد التصرف والتفوق فيما تفعل. ولتكن أكثر حبا وعطفا وحنانا, وتدقيقا في أمورهم, ولتكن في عيونهم قدوة. ولتثبت كفاءتها لتستطيع تجاوز الأزمة.
– المرأة العربية عموما لديها قوة وإرادة, وتحمل للصدمات, وتستطيع أن تقوم بدور الأم والأب, خصوصا إذا كانت عاملة. بيد أن حالات النجاح لا يمكن أن تحجب حالات الفشل الذي قد يتجاوز ـ في حال الكثرة الكاثرة ـ نطاق الأسرة ــ العائلة إلي المجتمع فيهدد بناءه. لذا فثمة حاجة الي مؤسسات مختصة تعتني بدراسة الآثار النفسية والصحية والاجتماعية والاقتصادية علي الأرامل وخاصة الإناث وبخاصة في البلدان التي تعيش في ‘أزمات فقد وترمل’ مستمر, ويكثر فيها عدد الأرامل ومن ثم تؤهل الأرامل من الناحية النفسية والاجتماعية والاقتصادية, وتقدم البرامج التأهيلية وسبل الضمان الاجتماعي لهن. كذلك ثمة حاجة إلي مؤسسات لمساعدة ودعم الأرامل الراغبات في الزواج.
- الترمل والصحة النفسية
يقول الدكتور محمد المهدي عضو مجلس إدارة الجمعية الإسلامية العالمية للطب النفسي: تواجه الأرملة العديد من المشكلات التي تدفع بها نحو عديد من الأمراض النفسية, من أشهرها القلق والاضطراب الدائمان, وهذه الأمراض من أهم أسبابها التوابع الأولية لوفاة الزوج, وهي مواجهة الحياة بدون سند, فبعد أن كانت الزوجة تعتمد علي زوجها في العديد من الأمور التي هي أصلا من واجبات الرجل, تجد نفسها مسئولة عن تأدية دورها ودوره معا, ودوره يمثل بالنسبة لها صعوبة بالغة بلا شك; فقد قل الدخل المادي للأسرة, وانهارت منظومة تربوية كان الأب طرفا رئيسيا في إدارتها, ووجدت مشكلات مع هيئات إدارية حكومية مختلفة, كل هذا يؤدي بالأرملة إلي القلق والاضطراب, فضلا عن ضغوط مختلفة من أهل الزوج فيما يخص الميراث والأبناء, وربما رغبة أحد أقرباء الزوج في الزواج من الأرملة, ثم يظهر هم آخر يتمثل في ضغط المجتمع علي الأرملة, فكل شيء حولها يأمرها بأن تقلل من تحركاتها واحتكاكاتها بالناس, وأن تظل في بيتها حتي لا يساء بها الظن, فتعيش الأرملة -علي أثر ذلك- مأساة مغلفة بالخوف من الجميع.
أما إحساس الأرملة بالافتقار إلي شريك العمر فيؤكد د. ‘المهدي’ أنه من أشد وأقسي المشكلات التي تواجهها الأرملة, وهو ما يؤدي -بدوره- إلي حيرة المرأة وصراعها مع فكرة الزواج مرة ثانية, وهذه المشكلة علي وجه التحديد هي ما تؤدي إلي مرض نفسي آخر وهو الاكتئاب بكافة درجاته.
- فوبيا ثلاثية
أما الدكتور أحمد عبد الله -مدرس مساعد الطب النفسي بجامعة الزقازيق, وخبير مشكلات الشباب والأسرة بالعديد من المواقع- فيري أن الأرملة تعاني أيضا من فقدان للثقة في جميع من حولها; فالدولة في الوطن العربي قد تخلت عن الأرملة بالتجاهل والنسيان, وأهملت دورها الذي هو واجب عليها, والمجتمع قد أساء الظن بها, وسعي إلي تحجيمها, والعائلة تفرقت إما بالهجرة الداخلية أو الخارجية, ومن تبقي منها يلح عليها لتتزوج أو يتآمر بعض أفرادها علي الميراث والوصاية علي الأولاد, ومنهم من يحاول أن يدس أنفه رغما عنها في كل روافد حياتها دون مساعدة فعلية.
كل ذلك يؤدي بالأرملة إلي حالة من الرهاب والفوبيا تجاه هذه المؤسسات الثلاث: الدولة, والمجتمع, والعائلة, وهذا ما يؤدي إلي الشعور بالوحدة والعزلة عن الناس, وهو ما يجر خلفه أمراضا نفسية عديدة, علي رأسها حالة من الاكتئاب يولدها الكبت النفسي.
وعلي مستوي أعداد الزائرات من الأرامل فيري ‘ د.أحمد ‘أننا لم نصل بعد للدرجة التي نحصي معها أعداد فئات معينة من الحالات, وربما يكون ذلك وجها من وجوه التقصير تجاه هذه الشريحة من النساء, ولكنه يري أن الأرملة تحظي بنسبة لافتة في عيادات الأطباء النفسيين.
ويعود د. أحمد عبدالله ويؤكد أن من أكثر الأمور تأثيرا علي نفسية الأرملة الأم لأبناء ذكور هو ضغط أبنائها عليها ومراقبتهم لها, وتحولهم من موضع المتلقين للنصح إلي الناصحين, وأحيانا ناصحين عنيفين .
أما الدكتور يسري عبد المحسن -أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة- فيقول: إن عيادته ترددت عليها 20 حالة للأرامل, ولكنه يؤكد أن أضعافا مضاعفة لهذا العدد يصعب عليهن زيارة العيادة; بسبب الفقر, أو ربما للانطباعات السيئة المأخوذة عن عيادة الطبيب النفسي, فضلا عن تباين مستويات الوعي العلمي بين الأرامل.
ويري د. يسري أن الأرامل في عيادته تجمعهن شكاوي مشتركة, لكن هناك اختلاف واضح بين حالة كل منهن; فصغيرة السن التي ترملت بعد زواجها بوقت قصير تختلف عن تلك التي قضت زمنا مع زوجها وأنجبت منه أبناء وعمرت معه بيتا يحمل ذكرياتهما علي مدار أعوام, وكذلك طبيعة العلاقة بين الأرملة وزوجها تتحكم بنسبة كبيرة في الحالة النفسية للأرملة, مؤكدا أن حيرة الأرملة الصغيرة أشد وأقوي من حيرة الأرملة كبيرة السن أو الأم, لكن الأم مسئوليتها أشد.
وعلي رأس شكاوي الأرملة صغيرة السن يأتي الافتقار إلي الشريك علي شتي المستويات, وعلي رأسها المستوي العاطفي, ولذا يري د.يسري أن المرأة تظل -ولآخر يوم في عمرها- في حاجة إلي وجود رجل بعيدا عن أي احتياجات مادية بيولوجية, ويشير إلي أن من أهم أساليب العلاج لحالة الأرملة النفسية أن تجعل قرارها تجاه قضية الزواج بيدها هي وحدها, وتخرج منها كل من يحاول أن يتدخل فيها بالضغط عليها سلبا أو إيجابا; لأن عدم حريتها في تحديد موقفها من هذه القضية هو مفتاح لكثير من المشاكل مما يمثل لها معوقات في المستقبل.