إذا كنت تعتقدين أنك ودعت ضفيرة الشعر إلى الأبد، وأنها لن تطالعك سوى في ألبوم صور الطفولة، فإن صور هؤلاء النجمات ستجعلك تعيدين النظر في اعتقادك من جهة، وفي جمالها من جهة ثانية. فهي لا تصبغ على هؤلاء النجمات مظهرا طفوليا، بل العكس تماما، فكل ما فيها يضج بالأنوثة والرومانسية. وكما ستلاحظين هذا الصيف، فهي لن تبقى حكرا على النجمات وعلى عروض الأزياء، بعد أن اجتاحت شوارع الموضة، ودخلت جميع المناسبات بما فيها حفلات الزفاف.
الضفيرة، كما تعرفين، مجموعة من خصلات الشعر، تتألف من 3 أقسام، مجدولة مع بعضها البعض وتنسدل من منتصف الرأس إلى الظهر أو على الجوانب، وتثبت نهايتها بحبل رفيع مطاطي، كما تأتي على شكل طوق يحيط بالرأس، كما روجت لها سابقا يوليا توميشينكو، رئيسة أوكرانيا المسجونة، وحاليا النجمة سكارليت جوهانسن.
طبعا هناك عدة تسريحات أخرى يتفنن فيها المصففون وأكدوا من خلالها أن دورها تجاوز العملية والجدية التي ارتبطت بالطفولة والصبا، واكتسبت جاذبية وأنوثة. فأشكالها تتنوع لتشمل موديلات مستوحاة من بلدان مختلفة. إلى جانب الضفيرة الإسبانية والأوروبية، مثلا، هناك العربية والبرازيلية والأفريقية والهندية، وكل شكل يخضع لنوعية شعر المرأة. بالنسبة للشعر الكثيف والمجعد الأفريقي تكون كثيفة، وللشعر الأشقر الأملس تكون رقيقة ولامعة مؤلفة من أكثر من واحدة، بينما تكون قصيرة أو طويلة، مبرومة أو مرتفعة سميكة أو ضعيفة تبعا لطبيعة شعر النساء الإسبانيات والعربيات والبرازيليات وغيرهن.
ويؤكد مصفف الشعر سيمون مندلق، أن الضفيرة إحدى أسرع وأسهل التسريحات التي يمكن للمرأة أن تقوم بها بنفسها، بالإضافة إلى أنها عملية. ويضيف أنها تلقى في الوقت الحالي إقبالا من قبل نساء العالم، وتزين شعر الفنانات كما سيدات المجتمع في السهرات وفي المناسبات العامة والخاصة على حد سواء، مشيرا إلى أن تلك التي ترتكز على فرق وسط الرأس ثم تجميع الشعر، فمعروفة بـ«الضفيرة العربية»، بينما تلك التي تلتف على بعضها بتسريحة شينيون منخفض فتعرف بـ«الضفيرة الإسبانية».
ويتابع أنها تسريحة قديمة، كل ما جد عليها بعض الإضافات والإكسسوارات، من زهور صناعية أو جواهر زائفة أو شرائط ملونة حريرية تضفي عليها جمالية أكبر وتتلاءم مع خطوط الموضة.
ويشير سيمون مندلق إلى أنها أصبحت تعني الأناقة البسيطة والأنوثة الهادئة، خصوصا أنها تظهر معالم وجهها بشكل واضح وتتيح استعمال الإكسسوارات والجواهر، مثل أقراط الأذن والقلادات بشكل جيد. ومع ذلك، لا بد أن تعرف المرأة ما يليق بوجهها حسب قوله حتى تحصل على إطلالة تبرز محاسنها وليس العكس. فالضفيرة العالية أو الشينيون المزين بالضفيرة لا يليق بكل أشكال الوجوه، بقدر ما يناسب الوجه البيضاوي، مثلا، بينما تناسب الوجه المستدير أو الممتلئ أو الطويل ضفيرة تبدأ من أسفل العنق أو من خلف الأذنين أو تتدلى إلى جانب الجبين مرورا بالحواجب.
ويتذكر مندلق أيام الستينات والسبعينات عندما راجت الضفائر البرازيلية بفضل الممثلة الأميركية بو ديريك، التي ظهرت بها في أحد أفلامها؛ وهي تسريحة تتألف من عدة ضفائر رفيعة على شعر مفروق في الوسط تنتهي بمطاط مزين بصدف البحر الصغير الحجم. اللافت فيها أنها كانت تتحرك يمينا ويسارا مع كل خطوة تقوم بها الممثلة. لكن الفرق بينها في الأمس واليوم، أنها تخلصت من تعقيداتها واكتسبت أناقة توحي باللامبالاة، كما انتقلت من مقاعد المدارس وأجواء البحر والإجازات إلى الأعراس. فقد أصبحت تتوج رأس العروس وتتزين بزهور الأوركيد والجواهر.