أمراض الأطفال وحديثي الولادة كثيرة ولكن أكثرها خطورة هو فيروس الروتا أو الفيروس الديمقراطي, وهو النزلة المعوية الحادة الذي يودي بحياة أكثر من نصف مليون طفل سنويا, كما يتسبب في احتجاز ملايين الأطفال بالمستشفيات علي مستوي العالم.
هذا ما قاله د. جمال سامي أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية لرعاية الأطفال حديثي الولادة والمبتسرين خلال مؤتمر أهم التحديات الصحية التي تودي بحياة الأطفال الذي نظمته الجمعية بالقاهرة مؤخرا بالاشتراك مع الجمعية المصرية لرعاية الاطفال حديثي الولادة والمبتسرين والجمعية الدولية للجهاز الهضمي والتغذية مع معهد المصل واللقاح ومؤكدا أنه لا توجد إحصائية محددة في مصر توضح مدي انتشاره, لذلك فهي علي أقل تقدير لا تختلف عن النسب العالمية. موضحا أن الاسهال الشديد سبب رئيسي في وفاة الأطفال دون سن ثلاث سنوات. واشار إلي أن فيروس الروتا يطلق عليه الفيروس الديمقراطي, وذلك لأنه يصيب غالبية الأطفال علي الأقل مرة واحدة قبل سن ثلاث سنوات, وعلي الرغم من خطورة الفيروس وانتشاره, فهو من أكثر الأمراض التي يمكن الوقاية منه.
وقال د. حامد الخياط, أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس والرئيس الشرفي للجمعية الدولية للجهاز الهضمي والتغذية إن المرض يصيب نحو30% من الأطفال في مصر, كما أن الأطفال دون سن عامين أكثر عرضة للإعياء الشديد نتيجة للإصابة بفيروس الروتا, كما أوضح أن المرض شديد العدوي وينتقل من خلال الطريق الشرجي والفموي, وعادة ما ينتشر عبر الماء الملوث والطعام والأدوات أيضا, وتشمل حضانة المرض نحو9 أيام وتكون أعراضه ثلاثية من الإسهال الشديد والقيء والحمي مما قد يؤدي إلي الجفاف الشديد. ومن الممكن أن يسبب جلطة في المخ لدي الطفل مما يؤدي الي شلل رباعي أو صمم أو صرع أو عمي وغيرها من العاهات والتشوهات التي قد تصيب الطفل من جراء مضاعفات فيروس الروتا.
ويؤكد د.حامد ان منظمة الصحة العالمية قد أوصت عام2009 بإدراج تطعيم فيروس الروتا في برنامج التطعيم القومي لكل دولة وفي مصر يمثل هذا المرض يمثل تحديا صحيا في ظل عدم وجود التطعيم علي جدول التحصين القومي, لذا تمثل الإصابة بفيروس الروتا خطورة شديدة علي حياة الاطفال وخاصة في المناطق الفقيرة فنحن في حاجة ماسة لتضافر جهود المجتمع المدني للقضاء علي هذا المرض من خلال توفير التطعيم في المناطق النائية وتكثيف الجهود لإضافة تطعيم الفيروس في برنامج التطعيم القومي. ومن ناحية أخري يري د. مصطفي محمدي مدير مركز التطعيمات بهيئة المصل واللقاح أن التطعيم هو السبيل الوحيد الذي يضمن الوقاية من الإصابة بالفيروس ويحمي الأطفال بنسبة85%-98% من الإعياء الشديد الناتج عن الإصابة,وأضاف أن لقاح فيروس الروتا يوجد منه الخماسي الذي يعطي للرضيع علي ثلاث جرعات خلال الفترة من6 أسابيع حتي الأسبوع32 من عمره والذي يضمن الوقاية من الخمسة أنواع الأكثر انتشارا للفيروس, والأحادي الذي يعطي علي جرعتين خلال نفس الفترة.