الرجال بحكم طبيعتهم يختلفون عن النساء، فالنساء تعشق التفاصيل وتقدرها لأنها هي من تدير المنزل ومن ينجب الأطفال ويلبي طلباتهم التي لا تنتهي، أما الرجال فلا يقوموا بتلك المهام التفصيلية فربما يقضي رجل يومه كله يفكر في أمر واحد، بينما كل امرأة مطلوب منها أن تفكر في عشرات الأمور يوميا الخاصة بالمنزل والأولاد والمسكن والملبس والمأكل.. وهي تعرف جيدا أن تفصيلا صغيرا قد يقلب اليوم رأسا على عقب في حال تم نسيانه..
ولكن لا يمنع ذلك أن هناك رجالا أكثر تنظيما وتنميقا من السيدات أنفسهن.. وغالبا هم يشتكون أيضا من عشوائية أو قلة تنظيم زوجاتهم.. ومن الناحية الأخرى قد لا ترتاح المرأة مع زوج كثير التنظيم ويهتم بكل التفاصيل لأنه في هذه الحال سيكون زوجا مزعجا إلى حد ما كثير الطلبات وكثير الملاحظات.
ما يجب أن تأخذيه في الاعتبار هو أن تضعي نفسك في معادلة مع زوجك، فإذا كان هو قليل التنظيم لا يفكر في كل تفاصيل الحياة ولا يعد العدة لكل “فسفوسة” ستقابلكم في المستقبل فلتقومي أنت بهذا الدور.. وإذا كنت أنت منظمة للحد الذي لا تتركي فيه صغيرة ولا كبيرة إلا فكرتي فيها فلا تقحمي زوجك في هذا الجانب الذي أصبح من اختصاصك.. ولكن دون تأفف أومعايرة له كل فينة وأخرى بقلة تنظيمه وعشوائيته.
قد تسألين: وماذا سيفعل زوجي إذا كنت أنا سأفكر في كل شىء؟
هنا تأتي ميزة العشوائية.. فإذا كان زوجك عشوائيا على حد وصفك فلا أستبعد أن يكون هذا الزوج “خلاقا”، بالتأكيد سمعتي عن “الفوضى الخلاقة” فكل شخص غير منظم له لحظاته الإبداعية الخاصة.. فلا تستبعدي أن يأتيك بباقة ورد مثلا بدون أي مناسبة.. فقط لأنه فرح في هذه اللحظة ويريد أن يسعدك معه.. فقلة التنظيم أحيانا وعدم الارتباط بمواعيد وتواريخ ومناسبات وأي عوائق أخرى تجعل هناك مكانا دائما للاختلاف والابداع.
هذا لا يعني أن قلة التنظيم والعشوائية ميزة في حد ذاتها، ولكن قليل من التنظيم مطلوب حتى تسير الحياة.. فإذا كان كل شىء منظم وفي مكانه وفي تاريخه وفي لحظته أين ستكمن قيمة المحاولة والاختلاف والابداع في حل المشكلات.. الكثير من التنظيم مفيد جدا وفي أحيان أخرى ممل إلى حد ما.
ميزة أخرى نأخذها في الاعتبار.. فالزوجان المختلفان في نقطة واحدة يكملان بعضهما البعض دون أن يدري كلاهما.. فأنت كزوجة بلا شك تضعين جزءا من شخصيتك وتنظيمك في قلب وتفكير زوجك، وهو كذلك يبث فيك بعض من العشوائية حتى لا تصابي بالملل.. فأنتما تجذبان بعضكما وتقيدان بعضكما البعض كطرفي المغناطيس.. هكذا هو الزواج “شد وجذب وحياة”.
خطوات للتعامل
وإليك بعض النصائح البسيطة التي قد تفيدك في التعامل مع زوجك غير المنظم:
– في اليوم الذي يجلس فيه زوجك في البيت تحاوري معه ولا تهتمي بأن يكون كل شىء في مكانه كالمعتاد.. يمكنك ترتيب كل شىء في اليوم التالي عندما يذهب للعمل.. وبالتالي لن تصابي بالاحباط بعد أن تضعي كل شىء في مكانه ويتم نقله بعد ذلك بقليل.
– بعض الأزواج يهتمون بأن يكون كل شىء في مكانه وهم يجهدون زوجاتهم جدا بترتيب كل شىء خصوصا عندما يكونون بالمنزل.. وقد تجدي أن عشوائية زوجك هنا ميزة مقارنة بأخرى.
– عندما يكون هناك شىء ضرورى وملح ويجب الالتزام به.. ذكري زوجك قبلها بفترة طويلة حتى يستطيع القيام بهذه المهمة في ميعادها.
– التكرار على فترات متباعدة وبأساليب مختلفة بخصوص انجاز مهمة ما مطلوبة من زوجك مهم، وقد يأتي بنتيجة معه في حال كان مشغولا ونسي تلك المهمة.
– احذري الالحاح بخصوص شىء تطلبينه من زوجك فقد لا يناسبه هذا الأسلوب.. ولكن استخدمي أساليب مختلفة لتذكيره.. كإرسال رسالة بالموبايل أو بالبريد الإكتروني، أو أن تذكريه بشكل غير مباشر.. أو أي طريقة أخرى تناسبه.
– إذا كان زوجك مشغولا جدا في حين أنك تملكين الوقت لانجاز مهام عنه لا تترددي في طلب ذلك منه، وقولي له أنك ستكونين سعيدة بفعل ذلك.
– لا تذكري أمامه أنه عشوائي وغير منظم “مرارا وتكرارا”.. فالأمر لا يحتمل أن تكون هناك غضاضة بينكما بسبب شىء كهذا ناتج عن اختلاف في الطباع والتربية.
– لا تحاولي أن تغيري زوجك.. وإلا فالأفضل أن تغيري نفسك.. ربما يكون هناك تغيرا طفيفا ولكنه لن يكون جذريا.
– من خلال عشرتكما سويا أنت وزوجك ستعرفين مع الوقت ما الشىء المؤثر في زوجك وكيف ينجز المهام وبأي طريقة.. ولن تعجزي عن التكيف مع هذه الطريقة سواء بتذكيره قبلها أو الالحاح عليه أو بالتكرار أو أي طريقة أخرى قد تجدي معه نفعا.
– وأخيرا.. اهتمي بأن تعيشي الحياة كما يجب مع زوجك.. استمتعي بالحياة ولا ترهقي نفسك بكل التفاصيل والتفكير بها.. لأن كثرة التفكير أحيانا لا تدع لك فرصة لعيش الحياة نفسها.. يقولون: ” هناك فئة من الناس تعيش الحياة.. وفئة أخرى تفكر في الحياة”.. فاختاري أن تعيشيها مع زوجك الحنون والطيب كما تقولين.