حمل المصمم اللبناني داني أطرش الأناقة بشفافية الربيع وسحره إلى فندق في باريس، التي يعتبرها وطنه الثاني ومنها انطلق. ولا تزال باريس عالمه الراقي الخاص، حيث قدم فهيا مجموعته بلغة فنية رقيقة مراعياً أصول التصميم الرشيق، المتحرر من التعقيد والذي يتخذ من زهور الربيع وصفاء الصيف شفافية مطلقة توحي بالعبور إلى زمن الأنوثة الصارخ وذلك في مجموعة “الشفافية” التي خصصت لموسم ربيع وصيف 2012.
مجموعة داني الأطرش الجديدة لصيف 2012 مستوحاة من الأسلوب البوهيمي، واتخاذ سلوك العيش بنمط حياتي غير مألوف في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين. إلى ذلك، قال الأطرش “أعجبني أسلوب الغجر أو الهيبز Hippies، وكيف يلبسون الملابس الملونة التي تتناسب مع ألوان الطبيعة، ويمشون حفاة على العشب”.
بلا حدود
قال الأطرش “بالرغم من أن هذه موضة الغجر كانت تعرف ببساطتها في السبعينيات من القرن المنصرم، إلا أنني حاولت العمل بها من منظار جديد وغريب وبعيد عن البساطة المطلقة وقد انفردت بالشفافية الموجودة في الدانتيل إجمالاً”.
وكل فستان من مجموعة أطرش يحوي أميرة بحد ذاتها، في هذا الإطار يقول “الموضة موجودة في كل شيء، في الملابس والديكور والأبنية والأفلام، وأحاول دائماً النظر والتأمل بملابس المارة، وأتأمل كثيراً وأستوحي من مختلف المدن وهندسة الأبنية”، مضيفا “بالنسبة لي لا حدود للموضة، إذ أجدها في كل شيء يحيط بي”.
وانتماء الفساتين إلى عالم أزياء زاهية ومتحررة برهافة الأقمشة، تركت انطباعها على عالم ساحر صممه أطرش، واتخذت المجموعة من الرقة والشفافية امتداداً لجماليتها، إذ يؤكد أنه ابتكرها وحاكها بأنامل رشيقة راعت أهم الاعتبارات في عالم الموضة، وازدادت شفافية بقماش الدانتيل الذي طغى على سائر أركان المجموعة بأبعاد جمالية مختلفة، وقصات مميزة و”موديلات” استثنائية تجعل من المرأة الأنيقة فراشة ضوء تضج أنوثة ورقة. أما قماش الجيبور فاستودع سرّ الربيع بجمالية هي أقرب إلى لوحات فنية تفجّرت وروداً متعددة الأشكال في نسيج الفساتين، فكانت نافرة بتقنية الأبعاد الثلاثية حيناً، وأزهاراً قائمة في روح التصميم أحياناً أخرى. ولعل السحر الذي تناهى إلى الفساتين، تجسد في “كروشيه” مشغول يدوياً بعناية ودقة متناهية.
انسيابية فائقة
مجموعة أطرش الجديدة انقسمت إلى فساتين كوكتيل رشيقة تناسب الصبايا وحفلاتهن، وفساتين سهرة طويلة تحاكي المناسبات والسهرات الضخمة، إذ برزت فيها الأكمام الواسعة التي احتلت جزءاً كبيراً من المجموعة، ومنحتها نفساً متحرراً وانسيابية فائقة تعبر عن رهافة الحس الفني في التصميم. وكرس المصمم أطرش رقته وشعوره المرهف في ألوان هادئة تعلن انتماء التصاميم إلى عالم الأناقة المفرطة، وتجعل المرأة عصفورة الفصل الحار في المساء، وقد تألقت بستة ألوان حيوية تتراوح بين لون السومو الفاتح، والزهري البودري الهادئ والأخضر البيستاش الفاتح، بالإضافة إلى لون الصيف الأبيض، والأسود سيد الألوان. ويقول أطرش “أفضل اللونين الزهري والذهبي، بالإضافة إلى الأسود. كما أنني أحب الألوان الصارخة كالأصفر والفوشيا”.
المجموعة الجديدة بأقمشتها الفاخرة التي تحاكي أحلام المرأة، إلى جانب إيحاءاتها الفنية المذهلة، عبرت عن رؤية المصمم أطرش الذي حرص على تطعيمها بتطريزات باهرة، غلبت عليها السلاسل المعدنية المعتقة باللون البرونزي وأشكال ورود أضفت على مساحات الأقمشة وميضاً خاصاً، بالإضافة إلى تطريز آخر من نسيج القماش نفسه بتدرجاته اللونية، لكن التميز برز في قطع “شارلستون” طرزت بسلاسل معدنية ناعمة، منحت التصاميم حراكاً فنياً مختلفاً. وتفردت بعض التّصاميم بالقصات النموذجية والألوان المبهرة، لا سيما بالمواد الحديثة التي استخدمها في بعض الفساتين والتي تتضمن لمعاناً مميزاً هو عبارة عن مربعات متلاصقة تضج سحراً.
السيدة العصرية
36 فستان من مجموعة “الشفافية” شغلها المصمم أطرش بإيحاء من فصلي الدهشة ورقتهما وشفافيتهما، وكان فستان الزفاف الذي اختتم فيه المجموعة أكثر انتماء إلى عالم السحر نفسه، حيث أعلنت الورود النافرة من قماش الموسلين التي زينته، عن انتمائه إلى عالم الجمال الراقي، ويحاكي هذا الفستان ليلة الأحلام برقة متناهية تنضم إلى شفافية المجموعة بتصميمها البوهيمي الفريد.
ويرى أطرش أن السيدة العصرية هي السيدة التي تناضل من أجل وجودها ومحيطها الأنثوي الراقي، ويضيف “نصيحتي لها عدم الانجراف وراء الموضة من دون معرفة ما يلائم ويتناسب مع عمرها وتكاوين جسمها. ويوضح “يمكن أن ترتدي ملابس ليست على الموضة، ولكن بطريقة أنيقة وتناسب مجتمعها وعمرها فبالتالي تلفت الأنظار”.
وعن مشاريعه الجديدة، يقول “بعد مجموعتي الأخيرة في باريس التي أهديها إلى عائلتي وإلى كل امرأة تتابع وتعشق الموضة، لدي مشاريع كثيرة قيد الدرس كتطوير الملابس الجاهزة التي بدأت بتصميمها منذ ثلاث سنوات، إضافة إلى تحضير عروض جديدة خارج عاصمة الموضة باريس مثل موسكو”.