يبدو أن عمليات التجميل لها نصيب من اسمها، فقد أظهرت دراسة حديثة نُشرت في العدد الأخير من مجلة “أرشيفات جراحة تجميل الوجه” أن زبائن جراحي التجميل الكنديين أصبحوا يبدون أصغر سناً بمعدل 7,2 سنوات، مقارنةً بغيرهم ممن لم يخضعوا لأي عمليات تجميل جراحية.
ويميل بعض جراحي التجميل إلى استخدام عبارات وأوصاف من قبيل “أكثر شباباً، بشرة أكثر طراوةً ونضارةً”، وغيرها من النعوت التي يصعب حصرها. وسعياً منهم للوصول إلى قياس مدى نجاح هذه الجراحات التجميلية بطريقة معيارية، لا تعتمد على مدى رضى الخاضعين لهذه العمليات، فضل باحثون من جامعة تورونتو في كندا، ونظام نورثشور الصحي في الولايات المتحدة الأميركية، أن يطلبوا من طلبة السنة الأولى في كليات الطب النظر إلى صور 60 مُراجعاً ومُراجعةً لعيادات تجميل الدكتور بيتر آدامسون (54 امرأة و6 رجال تتراوح أعمارهم بين 45 و72 سنةً).
وكان 22 من هؤلاء المراجعين خضعوا لعمليات شد وجه وعنق فقط، و17 منهم خضعوا لعمليات شد أعلى وأسفل الجفون، و21 منهم خضعوا لعمليات شد الوجه والجفون والجبهة معاً.
وقُسم طلبة الطب الأربعون الأوائل إلى أربع مجموعات من أصل عشر. وأُطلع أفراد كل مجموعة على مجموعة من صور المراجعين أُخذت بشكل عشوائي، وكانت عبارةً عن 30 صورة من كل مجموعة، بما فيها صورهم قبل ستة أشهر من إجراء عملية التجميل وبعدها، ثم طُلب منهم تقدير أعمار أصحاب الصور. وحسب تقديرات طلبة الطب، فإن صور المراجعين الذين خضعوا لعمليات التجميل جاءت بمعدل 1,7 سنوات أقل من أعمارهم الحقيقية قبل الجراحة، وبمعدل 8,9 سنوات أقل من أعمارهم الحقيقية بعد الجراحة.
ولاحظ الباحثون أن المراجعين الذين خضعوا لإجراءات تجميلية جراحية أكثر بدوا عُموماً أصغر سناً في نظر طلبة الطب. فمراجعو المجموعة الأولى الذين خضعوا لعمليات شد الوجه فقط قُدرت أعمارهم بمعدل 5,7 سنوات أقل، والمراجعون الذين خضعوا لعمليتي شد الوجه وأسفل الجفون وأعلاها قُدرت أعمارهم بمعدل 7,5 سنوات أقل.
أما المراجعين الذين خضعوا لعمليات شد الوجه والجفون والجبهة، فقد قُدرت أعمارهم بمعدل 8,4 سنوات أقل.
وسجل الباحثون أنه بالنسبة لزبائن الجراح آدامسون مثلاً، ليس الخاضعون للجراحة التجميلية هم من يعتقدون فقط أنهم أصبحوا يظهرون أصغر سناً، فالأمر ينسحب على الآخرين من الناظرين إليهم، بمن فيهم الأطباء والمحيطون بهم من أصدقاء وأقارب.
ويخلص الباحثون إلى أن “نتائج هذه الدراسة تُفيد بأن هناك تحسناً محدوداً في هذه العمليات على مستوى تقليل السن المقدر بعد إجراء عملية التجميل، لكن هذا التحسن يبقى ذا دلالة مهمة. فعلى الرغم من أن الدوافع التي تحفز البعض للخضوع لعمليات تجميل جراحية قد تختلف من شخص لآخر، فإن الدوافع الأكثر شُيُوعاً هي الرغبة في الاستمتاع بمظهر شبابي أكثر والحفاظ على الصفات الشخصية الفريدة”.
ويؤكدون “إذا أخذنا هذه التوقعات بعين الاعتبار، فإننا نجد أن تقليل العمر المقدر للشخص بعد إجراء العملية بمعدل 7,2 سنوات يتماشى حقيقةً مع الأهداف التي يضعها خبراء جراحة التجميل إلى الآن”.