بين العملية والرومانسية، استطاعت مصممة الأزياء الأميركية، سينثيا راولي، أن تجد ركنها الخاص، الذي استطاعت من خلاله أن تقدم مجموعتها لربيع وصيف 2012 للملابس اليومية، في أسبوع نيويورك للموضة، الذي اختتم أخيراً، مزاوجة بين تلك القصات اليومية المريحة، وبين الكثير من اللمسات الأنثوية المزينة بطبعات زهور ملونة أعطت للمجموعة لمسة ربيعية لا يمكن تجاهلها.

طغت على المجموعة عامة تلك الطبيعة المريحة التي لم تخل من خطوط الأناقة الأميركية الحديثة، سواء في القطع، أو قصاتها، أو اللمسات الفخمة الغنية سواء من خلال الخامات المستخدمة، أو ألوانها أو طبعاتها، التي كانت على الرغم من عمليتها أقرب إلى تلك المسائية اللافتة، معتمدة فكرة الخطوط ذات الألوان المتباينة مع الملابس، التي تقطاعت مكونة زوايا وأشكالا هندسية حادة على مختلف القطع، ما كسر حاجز التكرار أو الملل للخامات الربيعية الناعمة، أو تلك السادة.

تنوعت القطع التي قدمتها راولي، بين المسائية والعملية، مركزة في الغالب على مجموعة شديدة التميز من الفساتين القصيرة، التي تفاوتت بين الضيقة بتنانير متموجة، وبين المستقيمة ذات القصة المربعة، إضافة إلى مجموعة كبيرة ومتميزة من السراويل الضيقة بأطوال تكشف الكاحل، إضافة إلى سراويل قصيرة تفاوتت بين الضيقة الشديدة القصر، وبين تلك الشديدة الاتساع، إضافة إلى مجموعة من القمصان الواسعة التي تفاوتت في خاماتها، ومجموعة من السترات العملية، والبلوزات المحاكة الناعمة.

 

لوحات

الطبعات هي أكثر ما ميز مجموعة المصممة الأخيرة، وهي على الرغم مما توحي به من طبعات ورود ربيعية، إلا أنها في الواقع أقرب إلى لوحة فنية لربيع مبهم، فكان لنهايات الطبعات حدود نباتية، بينما امتلأت تلك الحدود بضربات ملونة لما يمكن تخيله، كحديقة ملكية ربيعية بين طواويس وأحراش ورود، تلونت بكل تلك الألوان التي يمكن رؤيتها على لوحة فنية مائية حالمة، والتي فضلت المصممة أن تبقيها في مناطق معينة من القطع، مكتفية بتركيزها في المناطق الرئيسة منها، بعيداً عن ملء الخامات بها، فرسمت جزءاً من سيقان السراويل الضيقة، والجذع وأطراف التنانير في مجموعة من السترات والفساتين، إضافة إلى استقرارها على الياقات وأكتاف السترات.

علاوة على الطبعات الربيعية، اعتمدت المصممة بصمة أخرى للمجموعة، التي تركزت في فكرة الخطوط المتقاطعة المكونة لأشكال هندسية، وتحولت في بعض التصاميم الحريرية السادة إلى طبعات ملونة شبه شفافة، بينما صارت في بعض القطع خطوطا محاكة ذهبية، بينما اعتمدتها المصممة أيضا عبر قماش لماع أقرب إلى الجلد، محولة تلك الخطوط الهندسية إلى تخريمات كونت منها تنانير وقمصانا ذات قصة مربعة من دون أكمام، وبفكرة التخريم ذاتها، قدمت المصممة من الخامة نفسها، لكن بلون ذهبي صارخ ومميز، تخريمات اتخذت أشكال تلك النقوش الربيعية الرومانسية السابق ذكرها.

فساتين

تحولت التخريمات الهندسية في بعض التصاميم، وفي تسلسل ذكي لتطوير المجموعة إلى فساتين حملت تخريمات مربعة في تنانيرها، وخطوطاً متقاطعة في الجذع، وخطوطاً ترسم الخصر بطريقة مبتكرة، وهي الخطوط ذاتها التي فضلت أن تبرزها المصممة أيضا من خلال الفساتين والتنانير السوداء الضيقة الجذع، التي أبرزت فيها الطبعات الهندسية باللون الذهبي، ما تحول تدريجيا إلى لون تركزت عليه طبعات البلوزات المحاكة، بينما مزجت المصممة بين هذه الهندسية ونظريتها الربيعية في بعض القطع، من خلال سراويل قصيرة مخرمة ومعرقة بنقوش نباتية، بينما انسدلت البلوزات المحاكة بتلك الخطوط المتناظرة فوقها واسعة ومريحة، كما مزحت بينهما أيضا من خلال خطوط «الزكزاك» الملونة على الفساتين الحريرية التي حملت تلك النقوش النباتية.

رخامي وأسود

كان اللونان الأبيض الرخامي، والأسود، مكانتهما الخاصة جدا، في مجموعة راولي الأخيرة، إذ غلب اللونان على مختلف القطع سواء بشكلهما السادة، أو باعتبارهما قاعدة ثابتة للطبعات والنقوش الملونة، النباتية، أو الهندسية، كما اعتمدت المصممة أيضا ألواناً أخرى ثانوية عززت من فخامة المجموعة، وتحديدا من خلال اللون الذهبي بدرجته القوية الصارخة والفخمة.

إضافة إلى الألوان الرئيسة اعتمدت المصممة ألوانا أخرى اقتبستها من الطبعات الرومانسية للوحات المرسومة على الخامات الحريرية، مكونة منها ألوانا تعزز أجزاء من القطع، مثل حواشي السراويل أو الياقات، كما قدمتها كاملة من خلال سراويل من اللون الأحمر الفاتح المقارب إلى البرتقالي، واللون البنفسجي الملكي، إضافة إلى لمسات بسيطة من الأزرق السماوي.

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *