لا شك أن الأمهات اللاتي يُرضعن أطفالهن طبيعياً اتخذن القرار الأصح والأفضل، لكن هؤلاء المرضعات قد يتساءلن عما إذا كان يحصل أطفالهن على ما يكفيهم من الحليب، وما إذا كانت التغيرات التي تطرأ عليهم بعد الرضعات أو فيما بينها طبيعيةً، وما الذي يتعين عليهن القيام به في كل حالة. يقول أطباء أطفال واختصاصيو تغذية أميركيون إن الأم المرضع لا يمكنها قياس كمية الحليب التي يتناولها الرضيع كل يوم وفي كل رضعة، لكنْ يمكنها مع ذلك التحقق مما إذا كان الطفل يحصل على ما يكفيه من الحليب أم لا.
يكفي للأم المرضع أن تطرح على نفسها بضع أسئلة لتظل على اطلاع دائم بمدى جودة تغذية رضيعها. وفيما يلي غيض من هذه الأسئلة:
◆ هل يزيد وزن الطفل؟ زيادة وزن الرضيع على نحو اطرادي هو العلامة الأكثر وضوحاً على أن الطفل يحصل على ما يكفيه من الغذاء عبر ثديي أمه. وعلى الرغم من أن غالبية الأطفال الرضع يفقدون جزءاً من وزنهم بعد الولادة، فإنهم سُرعان ما يُعوضون ما فقدوا ويزيدون عليه، وذلك خلال أسبوع واحد أو أسبوعين. وإذا كانت الأم تنتظم في التطعيمات التي يحتاجها رضيعها، فعليها أن تطمئن بهذا الشأن، لأن الرضيع يوزن عند كل زيارة أو مراجعة للطبيب، سواءً كانت من أجل التطعيم أو التطبيب. وإذا كنت قلقةً بشأن وزن رضيعك، فما عليك إلا ترتيب موعد مع طبيب أطفال وسؤاله عما إذا كان وزن رضيعك مقلقاً أم عادياً.
◆ كم رضعة يحصل عليها طفلك كل يوم؟ فمعظم المواليد الجُدُد يرضعون ما بين 8 إلى 12 رضعة في اليوم، وذلك بمعدل رضعة كل ساعتين أو ثلاث ساعات. وخلال دفقات النمو التي يمر بها الرضيع، يحتاج إلى الحصول على كمية أكبر من الحليب في كل رضعة، أو زيادة عدد رضعاته اليومية. وعلى المرضع في هذه الأحوال أن تثق بأن جسمها قادر على تزويد الطفل بحاجاته من الحليب مهما زادت. وكلما زادت كمية الحليب التي يرضعها الطفل، زاد معها إنتاج الحليب في ثديي الأم المرضع. ولكنْ مع نمو الرضيع تقل رضعاته، ويُصبح أقل اعتماداً على حليب أمه، لا سيما إنْ حرصت الأم على إدخال أطعمة صلبة في نظامه الغذائي بعد تجاوزه ستة أشهر.
◆ هل تُلاحظين بأن بطن طفلك ينتفخ؟ إذا كنت شديدة الملاحظة، فقد تُدركين متى ينتفخ بطن طفلك ومتى يكون ممتلئاً بشكل طبيعي، خاصةً بعد أن يحصل على رضعات متتالية في فترة قصيرة. كما قد تُلاحظين في هذه الحال أن رضيعك يأخذ فترات استراحة من الرضاعة ليتنفس أو يسترجع أنفاسه لبدء جولة جديدة من الرضاعة.
◆ كيف تشعرين على مستوى ثدييك؟ فعندما يُحكم طفلك إمساكه بحلمة الثدي، فإنك تشعرين بإحساس جر أكثر من شعورك بعض أو قَرْص. وقد تشعرين بأن ثدييك صلبتان أو ممتلئتان قبل الإرضاع، ورطبتان وأقل امتلاءً بعد الإرضاع. وإذا كانت ثدياك تؤلمانك، فلا تترددي في مراجعة طبيب أطفال أو متخصص في علاج مشاكل الإرضاع.
◆ ماذا عن حفاضات طفلك؟ في الأيام الأولى عقب الولادة، يزداد عدد المرات التي يُبلل فيها الطفل حفاضه يوماً بعد يوم. وفي اليوم الخامس بعد الولادة، يستقر عدد تبليل الطفل حفاضاته بمعدل لا يقل عن ست مرات في اليوم، ثلاث منها أو أكثر تكون بللاً مصحوباً بفضلات صلبة (براز).
◆ هل يبدو طفلك في صحة جيدة؟ إن الطفل الذي يبدو راضياً بعد كل رضعة ويكون نشيطاً وحركياً في الأوقات التي تتخلل ما بين الرضعات يعطي إشارةً مفادها أنه يحصله على ما يكفيه من حليب أمه.
ويجب على كل أم مرضع أن تعرف أنها هي أكثر كائن يعرف ابنها الرضيع. ولذلك فإذا شعرت بأن شيئاً ما يخص تغذية رضيعك أو راحته ليس على ما يُرام، فرتبي زيارة لطبيب أطفال. وخصوصاً إنْ كان لا يزيد وزنه، لا يُبلل حفاضاته ست مرات في اليوم على الأقل، لا يتغوط بانتظام، يتسم بوله بلون أصفر داكن أو برتقالي، يطرح بُرازاً صلباً وجافاً، يسوء مزاجه بانتظام بعد كل رضعة، يبدو عليه الشعور بالنعاس طوال الوقت، تظهر على مواضع في بشرته أو عينيه بُقع صفراء، لا تُغريه الرضاعة من ثدي أمه أو يُعرض عنها، أو يتقيأ مجبراً لمرات متكررة وبكميات غير مهملة كل مرة.
وتذكري أيتها الأم المرضع أن كل طفل رضيع فريد بطبعه. فقد تتفاجئين بأنماط رضاعة طفلك وتستغربينها. ولكنْ ما دام طفلك ينمو ويكبر على نحو طبيعي، فذلك أكبر دليل على أنك تُلبين حاجاته الغذائية على أتم وجه، وما عليك إلا تعزيز ثقتك بنفسك، والوثوق أكثر بحدسك.