وما يترتب عليه من مضاعفات صحية تنال أهم وظائف الثدي وهي الرضاعة والمخاطر الصحية لوجود جسم غريب تحت الجلد قد ينفجر في أي لحظة مما يعني العيش مع قنبلة موقوتة !!
لا تزال زراعة الثدي من أكثر عمليات التجميل التي يتم إجراؤها في الولايات المتحدة وبقية أنحاء العالم. ولا ينافسها إلا عمليات تجميل الأنف ويجب ان تعلم المرأة التي تفكر في زراعة ثدي صناعي أن الثدي الصناعي ليس عضوا بديلا يعيش معها طوال العمر.
وأكد تقرير ادراة الغذاء والدواء الامريكية أن الأثداء الصناعية ليست أجهزة من المفترض أن تبقي في الجسم طوال العمر. وكلما طالت مدة بقائها في جسم المرأة, ارتفعت أكثر احتمالات أن تحصل لديها مضاعفات تتطلب إما إزالتها كليا أو استبدالها. وتحتاج النساء اللواتي تمت زراعة ثدي صناعي لديهن, أن تتم مراقبة الثدي لديهن طوال حياتهن.
وأن المضاعفات والأحداث العكسية الأكثر ملاحظة هي: الشد في المنطقة المحيطة بالثدي المزروع, والانكماش الكبسولي capsular contracture. بالإضافة إلي الحاجة إلي إجراء عمليات متكررة للثدي. والاضطرار إلي إجراء عملية إزالة الثدي الصناعي المزروع. وتشمل المضاعفات الأخري التفتق أو الثقب في الغلاف الخارجي للثدي الصناعي, أي تمزق الثدي المزروع implant rupture وترهل تجاعيد الثدي, وعدم توافق حجم الثديين, وندبات جروح العملية, والألم, والالتهابات الميكروبية.
- السيليكون أو السائل الملحي
وفي عمليات التجميل بتكبير الثدي أو إعادة ترميمه, يستخدم الثدي الصناعي للزراعة مكان الثدي الطبيعي. ولا تتوفر اليوم سوي الأثداء المصنوعة من السيليكون, سواء كانت محشوة بهلام السيليكون أو محشوة بسائل مائي مالح.
أثداء السيليكون المحشوة بالسائل الملحي silicone saline filled breast implants هي فئة من الأثداء الصناعية. وتتكون من كبسولة مرنة ذات غلاف خارجي مصنوع من مادة السيليكون, ومملوءة بمحلول من الماء المالح المعقم. وبعض أنواعها مملوءة مسبقا من الشركة المنتجة, وأنواع أخري منها, تأتي فارغة ثم يملؤها الجراح خلال العملية حسب حجم الثدي المراد بروزه لدي المرأة.
أما أثداء السيلكون المحشوة بهلام السيليكون silicone gel filled breast implants فهي الفئة الأخري من الأثداء الصناعية. وتتكون من كبسولة مرنة ذات غلاف خارجي مصنوع من مادة السليكون, ومملوءة بهلام (جل) من سائل مادة السليكون. وتتوافر بأحجام مختلفة, وهي إما ذات غلاف طري أو صلب نسبيا.
- أكبر فضيحة لزراعة الموت
ولعل أكبر فضيحة كشفتها الصحف الألمانية والبريطانية فشل 40 ألف حالة من حالات زراعة الثدي بالسيليكون باستخدام أكياس السيليكون الفرنسيةPIP ونشرتها صحيفة الديلي تليجراف البريطانية.
ومن جانبه صرح الجراح البريطاني تيم جورديس بجامعة اكسفورد أو رئيس الهيئة الحكومية للتحقيق في شكاوي ضحايا عمليات زراعة الثدي بأن معدلات فشل زراعة الثدي بمادة السيليكون بلغت معدلات مرتفعة حتي أننا ننصح السيدات اللاتي تعرضن لأي تمزق أو تسرب في كيس السيليكون بضرورة إجراء جراحة لإزالة الثدي الصناعي فورا .
وأضاف جورديس أن آلاف السيدات تعرضن لآلام رهيبة ومضاعفات نتيجة لتمزق الثدي الصناعي وخاصة عند استخدام خامات رخيصة أو لا تخضع للمواصفات الصحية المقررة .
جاء ذلك بعد أن أبلغت الضحايا في جميع أنحاء العالم سواء في بريطانيا وألمانيا وفرنسا المضاعفات الخطيرة لإجراء هذه الجراحة حيث أعلنت الهيئات الطبية الفرنسية عن 8 حالات أصبن بسرطان الثدي إثر تمزق كيس السيليكون وتسرب مادة السيليكون إلي الأنسجة المحيطة بالكيس.
- ثدي بضمان 10 سنوات
وفي بريطانيا تروي كارين ارثر تجربتها مع زراعة الثدي عام 2004 عندما استشارت جراحا لزراعة ثدي صناعي الذي أكد لي أن العملية امنة تماما وأن الثدي يعمل بضمان 10 سنوات ودفعت 4600 استرليني لإجراء العملية في احدي مستشفيات لندن .
وبعد فترة بسيطة شعرت بآلام في صدري حول منطقة الجرح ورجعت إلي الطبيب وأكد لي أنها مسألة طارئة وستزول لكن بعد أيام أصبحت الآلام جحيما ولم أستطع النوم وعدت إلي الجراح وأكد أن العملية سليمة ولا يجب أن استخدم السوتيان.
لكن في يوم شعرت بورم تحت الإبط و3 أورام في الرقبة وشعرت بأنني مقبلة علي الموت فقمت بعمل أشعة وتبين أن كيس السيليكون تمزق وتسرب منه هلام السيليكون إلي الإبط والرقبة وقررت مقاضاة الجراح والمستشفي لأنهما طلب مني أموالا جديدة لإزالة الكيس وبعد خلاف طويل وافقت المستشفي علي إزالة الكيس مجانا.
وتقول كاترين كايد أم لطفلين قمت بزراعة ثدي صناعي في مستشفي للتجميل بتكلفة 4000 استرليني وبعد 6 أشهر شعرت بآلام لا تطاق في الصدر ونظرا لأن لي تاريخا عائليا في الاصابة بالسرطان تصورت انني وقعت ضحية لهذه المرض لكن عندما قمت بأشعة اتضح تمزق الكيس وتسرب السيليكون الي الخلايا المحيطة التي جعلتني لا أنام أياما طويلة وقمت بإزالة الكيس.
ومنذ هذا التاريخ أنشأت صفحة علي الفيس بوك للتواصل مع النساء اللاتي وقعن ضحايا لهذه العملية غير الآمنة وعانين من آلامها ومضاعفاتها الخطيرة وبخاصة بعد أن أعلن د. نايجل روبرتسون المدير التنفيذي لمستشفي زراعة الثدي ضرورة متابعة النساء اللاتي قمن بزراعة الثدي بمتابعة مستمرة حيث تلقينا 3000 شكوي في عام واحد لمضاعفات العملية.
- قنبلة موقوتة في الصدر
ومن جانبها ذكرت صحيفة شتيرن الألمانية في تقرير لها أن هناك كثيرا من النساء ضحايا لمستشفيات التجميل في مجال زراعة الثدي اللاتي دفعن مبالغ كبيرة ويعانين من مخاطرها الصحية طيلة حياتهن وصعوبة اتخاذ قرار بإزالة الثدي الصناعي, ومن بينهن ياسمين شاوفيل برجر 34عاما التي تروي قصتها مع الثدي الصناعي قائلة: لقد قررت بعد الإنجاب والرضاعة وما يستتبعه من تشوهات في الثدي إجراء عملية تجميل للثدي بحيث يبدو أصغر حجما لكنني عشت كابوسا لن أنساه.
وبعد فترة قصيرة من العملية شعرت بآلام فظيعة لم أستطع معها النوم وعدت إلي الجراح وبعد الأشعة علمت أن الكيس تمزق في صدري ولابد من إزالته حتي لا تتطور الأمور ويصاب الثدي بأورام سرطانية وبدلا من حلم الجمال أصبح غاية أملي أن أنجو بحياتي من السقوط في مأساة المرض الرهيب وبالفعل تمت إزالة الكيس لكن بعد أن عشت أياما لم أذق فيها طعم النوم.
أما أنجيا باربون 39عاما ــ من مقاطعة أخن الألمانية فتقول: لقد عانيت من مرض سرطان الثدي مما اضطرني إلي استئصال الثدي كله وبعد معاناة نفسية كبيرة تابعت علي الإنترنت المستشفيات التي تقوم بزراعة الثدي وتوجهت إلي مستشفي متخصصة عام 2006 وقمت بزراعة ثدي صناعي مقابل 5200 يورو .
وبعد 3 أعوام من الجراحة لاحظت وجود أورام صغيرة في الثدي الأيمن وبعد عمل الأشعة تبين أنها أورام حميدة هذه المرة ولابد من إزالة الكيس الصناعي حتي لا تتكرر ماساة السرطان مرة أخري.
وتذكر ايدا تيلجيدي 26 عاما عانيت طوال حياتي من صغر الثديين وعندما سمعت عن عمليات تكبير الثدي وبالفعل ذهبت لإجراء الجراحة بهدف التجميل لكن بعد أن تزوجت وأنجبت ابني الأول وجدت صعوبة في إرضاع ابني من الثدي الصناعي.