ليست كل النساء تملن إلى حقن البوتوكس، فهناك من يفضلن وسائل طبيعية لا تحتاج إلى إبر أو مبضع جراح، وفي الوقت ذاته تعطيهن نفس النتيجة: وجه مشرق وبشرة نضرة خالية من التجاعيد. من أجل تحقيق هذا الهدف، فهن يجربن أي شيء ما دام طبيعيا وليست له أي مضاعفات جانبية، سواء تعلق الأمر بخلطات زيوت أو أعشاب أو تناول أطعمة غنية بمواد مضادة للأكسدة وغيرها، وأخيرا وليس آخرا ممارسة رياضة يوغا الوجه، التي بدأت تعرف شعبية متزايدة. فهي تعرف في الكثير من الأوساط بـ(بوتوكس يوغا) خصوصا بعد ظهورها على محطات التلفزيون الأميركية والفرنسية التي باتت تخصص لها مساحة مهمة. تقوم «بوتوكس يوغا» على نفس أساسيات اليوغا عموما، من ناحية طريقة التنفس معينة لمحاربة القلق والاضطرابات النفسية والتجاعيد.
وقد حققت أنيليس هيغان، وهي أستاذة اليوغا الأميركية الذائعة الصيت في مدينة نيويورك، شهرة واسعة ومتابعة عالية من قبل مشاهدي برنامجها التلفزيوني الذي يرتكز على تعليم النساء كيفية التخلص من التجاعيد من خلال تمارين رياضة اليوغا والتحكم بعضلات الوجه لتبقى يافعة لمدة طويلة وبأقل تكلفة ممكنة كما تقول.
في برنامجها، حددت هيغان حركات خاصة أطلقت عليها أسماء معينة مثل (ابتسامة السمكة) وترتكز على تحريك الفم بطريقة شبيهة لفم السمكة، والـ(مارلين) والتي تعتمد على زمزمة الشفاه وشدها إلى الأمام في إشارة إلى قبلة الممثلة الراحلة مارلين مونرو، والـ(ساتشومو) وهي كناية عن تجميع الهواء في الفم ونقله عدة مرات من الخد اليمين إلى الخد اليسار (من ناحية إلى أخرى وهو مقفل). والأهم كما تقول إنيليس إن لا نقوم بذلك بصورة عشوائية بل بإشراف مدربة يوغا وإلا انقلب السحر على الساحر وزادت التجاعيد وحفرت أخاديدها على الوجه أكثر.
في لبنان والعالم العربي، حيث تكثر الضغوط الحياتية وحالات القلق تتبع بعض النساء جلسات خاصة برياضة اليوغا التي ترتكز على عمليات تدليك بسيطة وحركات خاصة، إضافة إلى طريقة تنفس معينة مصحوبة بوقت للتأمل. وكلها تصب في خانة التزود بالهدوء والسلام النفسي واللذين بدورهما ينعكسان إيجابا على مظهر من يمارسها وطريقة تفكيره وتصرفاته في الحياة عامة.
تقول غادة غصن، وهي أستاذة في رياضة اليوغا في لبنان ولديها برنامج تلفزيوني خاص عن هذه الرياضة في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه بالفعل يمكننا أن نلاحظ قوة تأثيرها فور قيامنا بأول جلسة. وتشير إلى أن الأمر لا يقتصر على القيام بحركات وتدليكات للوجه فقط، إذ لا يمكن أن نحصل على نتيجة إيجابية وسريعة دون ممارسة رياضة اليوغا كاملة لتستفيد منها جميع أطراف الجسم بدءا من الرأس والرقبة مرورا بالصدر وطريقة التنفس ووصولا إلى القدمين وكيفية تحريكهما. وتضيف: «من المفروض أن نمارس هذه الرياضة على جميع الجسم، ومن ثم ننتقل إلى أقسام الوجه فنقف على رأسنا مثلا أو نشد عضلات وجهنا تماما وكأننا نضحك أو نبكي وندلكه رويدا رويدا. فنحن لا يمكن فصل رأسنا عن جسمنا أو فصلهما عن بعضهما البعض، وهذا ما يسمى في عالم اليوغا بـ(بوتوكس يوغا). فهنا نجد نفس الخصائص التي نحصدها من حقن البوتوكس مع فرق مهم وهو أنها لا تتضمن أي مواد غير طبيعية بل ترتكز على الحركات الرياضية فحسب». وتتابع: «نلاحظ أنه حتى الأشخاص الذين يمارسون رياضة اليوغا دون التركيز على وجوههم يتمتعون ببشرة نقية وناعمة لا نجدها عادة لدى الأشخاص الذين لا يمارسونها».
وفي هذا المجال تعتبر النجمتان الهوليوودياتان راكيل ولش (التي اشتهرت في السبعينات) وغوينيث بالترو نموذجان لهذه الظاهرة إذ إن الاثنتين تمارسان (بوتوكس يوغا) علنا وتفتخران بذلك.
من جهتها تشرح، كارلا مكرزل اختصاصية رياضة اليوغا في لبنان لـ«الشرق الأوسط» أن هناك 15 نقطة محددة في الوجه تتوزع ما بين الحاجبين والجبين والخدود والأنف والفم والحنك والذقن وخلف الأذن، تمارس عليها يوغا البوتوكس كما تقول. وتضيف: أن عمليتا التدليك والاسترخاء اللتين تساعدان على شد عضلات الوجه يمكن ممارستهما بين وقت وآخر في المنزل لتحفيز البشرة، خصوصا أن بعض هذه التمارين تدخل في عالم المسرح. كما تعلق بأن هناك عبارة بالإنجليزية معروفة (I am beautifull) تستعمل في هذا الإطار ومن خلال لفظها مقسمة إلى عدة أقسام يتم فيها فتح الفاه وزم الشفاه وشد الحنك وغيرها من الحركات التي تساهم في شد عضلات الوجه.
وتؤكد كارلا مكرزل أن كل ذلك لا يمكن أن يحدث أي تغييرات تذكر في الوجه إذا لم يترافق مع تمرينات يوغا لكامل الجسم لأن كل ما يظهر على وجهنا بالنهاية من ملامح وانطباعات يتأتى من حالتنا النفسية والتي تساعد رياضة اليوغا على توازنها.