في دراسة حديثة نشرتها (رسالة هارفارد الصحية) أخيرا حول الصداع النصفي لم نتطرق إلى (البوتوكس)، فلم تكن هناك حاجة إلى ذلك.
إلا أن الدكتور كينيث أرندت الاختصاصي في الأمراض الجلدية وعضو هيئة تحرير «رسالة هارفارد الصحية» سلمنا نتائج الدراسة التي شارك فيها، والتي تشير إلى أن حقنة من البوتوكس ربما (مع التأكيد على كلمة «ربما») تساعد بعض الأشخاص المصابين ببعض أنواع الصداع النصفي.
سم البوتوكس
البوتوكس botox هو الاسم التجاري لنوع من السموم الذي تنتجه بكتريا البوتولونيوم، ويشتهر بالطبع في علاج التجاعيد.
وهذا السم قاتل، إلا أنه أظهر فاعلية ملحوظة في العمل على استرخاء مناطق صغيرة من العضلات عندما يتم حقنه بجرعات صغيرة.
وتختفي التجاعيد عندما يحقن البوتوكس في العضلات الوقعة أعلى العينين وفوق جسر الأنف.
وقد أجيز استخدامه لعلاج الحول غير الطبيعي strabismus وارتجاف الجفن blepharospasm والتشنجات في الكتف والعنق cervical dystonia، وحالات التعرق الشديد hyperhidrosis.
البوتوكس والصداع النصفي
وقد ظهر البوتوكس كمرشح لعلاج الصداع النصفي بمحض الصدفة، فقد شعر المصابون بالصداع النصفي الذين خضعوا لعمليات تجميل، أنهم يعانون أقل من نوبات ذلك الصداع.
وكان يعتقد أن البوتوكس له تأثيرات تتعدى العضلات، بحيث أن بإمكانه أيضا منع إرسال إشارات الألم واستقبالها.
إلا أن نتائج الأبحاث ظلت مخيبة للآمال.، فالباحثون الذين قاموا بمراجعة 11 تجربة إكلينيكية قبل عدة سنوات توصلوا إلى استنتاج مفاده أن هذا السم «غير فعال في أغلب الاحتمالات»، لعلاج نوبات الصداع النصفي وصداع التوتر المزمن.
إلا أن باحثين في مركز «بيت إسرائيل دياكونيس» الطبي في بوسطن التابع لجامعة هارفارد، أشاروا قبل عدة سنوات أيضا إلى أن البوتوكس يبدو وأنه يخفف من الصداع النصفي لدى المصابين الذين يصفون حالاتهم عادة بأنها مدمرة أو «متفجرة من الداخل» imploding، أو تؤدي إلى «خروج العينين من محجريهما» ocular، ولكنه لم يؤد مفعوله بشكل جيد لدى المصابين الآخرين الذين وصفوا نوباتهم بأنها تماثل ضغطا متزايدا يتراكم تدريجيا داخل رؤوسهم، أو نوبات «متفجرة من الخارج» exploding.
وقد قام الدكتور أرندت وزملاؤه بإجراء دراسة متابعة لاحقة بدعم من شركة «أليرجن» التي تنتج حقن البوتوكس، وترغب في الحصول على مصادقة وكالة الغذاء والدواء الأميركية عليها لعلاج الصداع النصفي.
وقد تطوع في الدراسة 25 شخصا. ولكن ولأسباب متعددة فقد تم تقديم تحليل نهائي لنتائج 18 مصابا منهم (17 منهم كانوا من النساء).
وقد أكدت النتائج على نطاق عريض من النتائج السابقة أن أكثرية المصابين الذين تحسنت أوضاعهم كانوا من المصابين بنوع النوبات «المتفجرة من الداخل» أو التي تؤدي إلى «خروج العينين من محجريهما».
كما وجد الباحثون أيضا أن جرعات البوتوكس المستخدمة في عمليات التجميل كانت فعالة، رغم أن جرعاتها كانت تقل بمقدار النصف عن الجرعات التي استخدمها باحثو المركز الطبي التابع لجامعة هارفارد في دراستهم السابقة.
إلا أن هذه الدراسة لم تكن سوى دراسة أولية وصغيرة. ونتائجها في أفضل الأحوال هي أبعد من أن تقدم برهانا نهائيا. إلا أنها قد تنعش الآمال بعلاج الصداع النصفي الذي يتسبب في الكثير من الآلام.