لكل منا ركن يخفي فيه أسرارا لايبوح بها لأحد وهذا حق لكل انسان. في أحيان كثيرة نرغب في البوح عن هذه الأسرار لكي نرتاح ويخف عنا عبؤها. والانسان يخفي الأسرار اما خجلا أو يرى بأنه لاحاجة لذلك لأن تلك الأسرار تهمه وحده ولن يبدي احد اهتماما بها. ولكن هناك مناسبات لانستطيع فيها الاستمرار في الاحتفاظ بالأسرار وبخاصة اذا كان الأمر يتعلق بالأمراض التي ان لم نكشف عنها سنتعرض لأخطار صحية ربما تعرضنا للموت.
في موضوع هام تطرقت اليه الطبيبة النسائية البرازيلية ايفيت جيو باتيستا /33 عاما/ صاحبة عيادة نسائية شهيرة في ساو باولو والمحاضرة في قسم التوليد والأمراض النسائية في جامعة / أوسب/ الفدرالية البرازيلية جاء بأن خمسة وخمسين بالمائة من النساء اللواتي تراجعن عيادة الطبيب النسائي لاتبحن عن كثير من الأسرار عن بعض المشاكل المتعلقة بالأمراض النسائية الأمر الذي يؤدي الى مضاعفات خطيرة لاحقا.
بناء الثقة مع الطبيب النسائي هام جدا:
قالت /ايفيت/ في موضوعها الذي نشرته مجلة /ميا فيدا/ التي تصدر في مدينة ساو باولو وتعنى بشؤون الأسرة والمرأة انه عندما تثق المرأة بطبيبها النفسي فانها تشعر بالأمان للكشف عن كل ماتعاني منه. وأضافت بأن الثقة بالطبيب النفسي أمر أخلاقي تتطلبه مهنة الطبيب ذاته وهو مطالب بأن يكون جديرا بهذه الثقة التي تمنح الأمان للنساء المراجعات.
وأوضحت الطبيبة بأن الطبيب النسائي يجب أن يحافظ على ويحترم أسرار المرأة وعليه كذلك اظهار التعاطف مع مريضته واعطائها الضمانات بان ماستبوح به من أسرار سيبقى سريا بينهما.
حذف المرأة لبعض النقاط غير وارد:
قالت /ايفيت/ ان هناك بعض النساء يتحدثن مثلا عن أعراض مشاكل نسائية ولكنهن يحذفن بعض النقاط خجلا أو اعتقادا منهن بأنها لن تفيد اذا كشفت عنها. وأضافت بأن هذا يعتبر من الأخطاء غير المقبولة فربما تكون نقطة حذفتها المرأة هي لب المشكلة. وتابعت تقول ان بعض النساء يشعرن بالضيق أو عدم الارتياح في الحديث عن سلوكهن في العلاقة الحميمة مع أزواجهن. وشرحت بأن ذلك يطيح بكل الجهود للكشف عن كثير من الأمراض النسائية الناجمة عن اسلوب العلاقة الحميمة مع الزوج.
وأضافت /ايفيت/ بأن العلاقة الحميمة للرجل تختلف عن العلاقة الحميمة للمرأة من حيث أن تأثير هذه العلاقة قد تجلب مشاكل نسائية. فالمرأة ليست كالرجل من حيث الاستعداد للعلاقة الحميمة لأسباب هي من نتيجة الطبيعة البشرية. وأضافت بأن كثيرات هن اللواتي تخفين نقاطا هامة عن العلاقة الحميمة كشعورها بأنها مجبرة على ذلك لارضاء زوجها دون أن تكون هي مستعدة. وأوضحت بأن المرأة قد تشعر بالآلام نتيجة العلاقة الحميمة ان لم تكن مستعدة لذلك عاطفيا وجسديا.
وشرحت الطبيبة بأنه اذا كانت المرأة صريحة مع طبيبها النسائي حول هذه النقطة وغيرها من النقاط المتعلقة بالعلاقة الحميمة فسيكون بالامكان اعطاء النصيحة الصحيحة والعلاج الصحيح.
الحديث صراحة عن أمراض وراثية:
فالت /ايفيت/ ان المرأة يجب أن لاتخفي عن طبيبها النسائي وجود أمراض وراثية تؤدي الى مشاكل نسائية ويؤكد أطباء الأمراض النسائية على أن هذه النقطة هامة جدا للكشف عن أسرار مشكلة نسائية تعاني منها المرأة. وأضافت بأن على المرأة أن تكون صريحة أيضا اذا كانت مدمنة على نوع من المخدرات أو مدخنة أو مدمنة على المشروبات الكحولية لأن الكشف عن هذه النقاط يعتبر حيويا اذا كانت المرأة ترغب في الحمل وعدم الحديث عنها يمكن أن يؤدي الى حمل غير صحي يؤدي الى تشوهات عند الجنين.
دون خجل:
أشارت /ايفيت/ الى أن المرأة يجب أن لاتشعر بالخجل من الحديث عن سلوك زوجها في العلاقة الحميمة وفيما اذا كان ذو خبرة أو لا في التعامل الصحيح مع الزوجة أثناء العلاقة الحميمة لأن هناك رجال تنقصهم الخبرة في هذا المجال أو يحملون أفكارا خاطئة عن شعور المرأة وعاطفتها واستعدادها النفسي والجسدي لممارسة العلاقة الحميمة. واذا تطلب الأمر فبمكن أن يعطي الطبيب النسائي جملة من التوجيهات للمرأة لنقلها الى زوجها وافهامه بأن هذا السلوك أو ذاك في العلاقة الحميمة يسبب مشاكل نسائية .
وقالت الطبيبة البرازيلية ان نساء كثيرات تخفين الحديث عن الآلام التي تشعرن بها أثناء العلاقة الحميمة وهذا يعتبر خطأ لأن عدم استدراك الأسباب يؤدي الى استفحال المشكلة. وأضافت انه ليس عيبا أو خجلا اذا ردت المرأة بصراحة على أسئلة طبيبها النسائي الذي سيحتفظ بأسرارها.