في العالم العربي.. انحصر التعليم ولسنوات طويلة علي المعلومات المكدسة في الكتب, وظل التلاميذ أسري المناهج التعليمية الخالية من اي تطوير. الخبراء يؤكدون ان التعليم بعد الثورة ينبغي أن ينظر إلي مجالات الفنون.
بصورها التعبيرية المختلفة من الفنون التشكيلية والغنائية والحركية والموسيقية كمصدر من مصادر المعرفة التي تحرك الوجدان والمشاعر الإنسانية وتهذب النفوس.
تقول د. وفاء إبراهيم استاذ علم الجمال كلية البنات جامعة عين شمس: ينبغي علي القائمين علي رسم السياسات التربوية بعد الثورة, الذين يسعون الي التغيير والتجديد في أنظمة التعليم العربي, أن يأخذوا في الحسبان البعد الجمالي للإنسان بتخصيص مساحة واسعة له في مناهجنا التعليمية وسياستنا التربوية من خلال ورش إبداعية تنمي الاحساس بالجمال والإبداع, بحيث تكون متكاملة مع الخبرات المختلفة التي تقدمها المدرسة للتلاميذ,
وتطالب د. وفاء إبراهيم بعودة المدارس للاهتمام بالأشغال اليدوية والعلوم ومبادئ الطبيعة والفنون بأنواعها والتاريخ, لأن هذه المواد تعمل علي توجيه ميول الطفل للخلق والابتكار بصورة جيدة كما تحافظ علي توجيهه وتهذيبه وتنمي لديه عادات طيبة في التفكير السوي, وبالتالي تساعد في الاشتراك الفعلي والجدي والبناء في حياته الاجتماعية, ولابد أن يمتلك المدرس وعيا جماليا يطور به الطرق المتنوعة لتدريس المواد الدراسية وبالذات مادة التاريخ التي يمكن ان تتحول لدراما تاريخية تتحرك وسط إيقاعات النصر والهزيمة, والشر والخير حتي تصل لإحساس الطالب وتزيد من وعيه وتجعل لديه نظرة مستقبلية تربط بين الحاضر والمستقبل بدلا من حفظ الأحداث والتواريخ, ومادة الرياضيات التي تنمي في الطالب روح الابداع والابتكار وليس التلقين والحفظ, فعلم الجمال في المناهج التعليمية يخلق إنسانا مبدعا في جميع المجالات وليس الفنان فقط, فهناك المهندس والطبيب والصيدلي المبدع الذي يحمل روح الفنان فيطور من تخصصه ليخدم بلده أو في أي مكان من العالم الواسع المليء بجميع علوم الجمال.