في مرحلة عمرية معينة قد تشعر المرأة بأن العمر مر بها وان الكثير من الأمنيات لم تتحقق و لم يعد في العمر الوقت الكافي لتحقيقها بالإضافة الي الاحساس بضياع الحافز والهدف : انها أزمة منتصف العمر التي يؤكد د.طارق عكاشة أستاذ الطب النفسي كلية الطب جامعة عين شمس أنها تصيب الرجال والنساء علي حد سواء وتحدث نتيجة عدة تراكمات, بالنسبة للسيدات تبدأ بالأحساس بفقدان جزء مهم من الحياة وهي فترة الشباب التي تلتها فترة الزواج ورعاية الأطفال والعناية بالمنزل والزوج,
ثم تحدث بعض التغيرات في المسئوليات مثل رعاية الأب والأم المسنين مما يجعل السيدة تشعر بضياع فترة مهمة من حياتها, ويبدأ كذلك حدوث بعض التغيرات الهرمونية التي تزيد من بعض الأعراض الاكتئابية والعصبية ويجعلها تشعر وتتسائل في نفس الوقت أين ذهبت سنوات العمر وما هي انجازاتي في الحياة؟. يطلق البعض علي هذه الفترة سن الياس وهو أسم علي غير مسمي لأنها ليست فترة يأس بل فترة جديدة في الحياة بعيدا عن تربية الأطفال يمكن استغلالها في العمل والاستمتاع ببعض الهوايات والعلاقات الاجتماعية, حتي من الناحية الدينية فهي ليست سن يأس بل سن إلاياس أي يأست من الحمل وليست يأسا من الحياة ويضيف د. طارق عكاشة أعتقد أن مسمي سن اليأس كلمة ذكورية تعطي للرجل بوابة أخري للبحث عن الارتباط بعلاقة جديدة أو الزواج بأخري, وقد ترسخ هذا الاعتقاد الخاطيء في المجتمع عبر أجيال متلاحقة.. فنحن نري في أوروبا ودول أخري أن الفترة العمرية من45 الي60 في السيدات هي فترة النضوج والعمل والابداع, وتتقلد المرأة خلالها مناصب سياسية واجتماعية ومهنية, علي عكس الفترة الأولي التي تضحي خلالها بوقتها من أجل الأسرة والزوج والبناء.
ولذا علي حواء في تلك المرحلة أن تستمتع بحياتها الجديدة علي كل المستويات وتعتبرها فترة حصاد للجهد الذي بذل سواء من أجل الأسرة أو الأبناء فهي مرحلة تتخفف فيها من أعبائها.