كانت عندي عروس صغيرة دقيقة الملامح قادمة من اليابان حملها الي والدي من أحد أسفاره لها شعرأسود كالليل ناعم كالحرير مرفوع إلي الأعلي في غيمة من الجلال ووجهها شاحب بعيون صغيرة مسحوبة إلي الأعلي وفم منمنم وكانت ترتدي كيمونو حرير نصفه أحمر ونصفه الأخر أسود يتوسطه حزام عريض موشي بالزهور الذهبية وتحمل في يدها مروحة ورقية لم تكن أجمل عرائسي لكنها كانت أغربها وأندرها
ولعل العروس اليابانية التي تمثل فتاة الجيشا بردائها التقليدي وهي في كامل أناقتها وجمالها كانت دوما مصدر إلهام ووحي للعديد من الفنانين والمصممين العالميين وكان آخرهم تأثرا بها جيورجو أرماني الذي استحضر سحر الكيمونو في مجموعته للأوت كوتور لخريف وشتاء 2012 فقد قدم من خلال أزيائه رسالة حب وتقدير ومؤزارة لما مرت به اليابان وشعبها من كوارث هزت قلب العالم فنراه قد استخدم الحرير الأسود والأبيض والامبريميه المرسوم بالورود اليابانية فجعل منها لوحات حية من الرسم علي الحرير واتخذ من القبعة اليابانية الصغيرة التي يرتديها الفلاحون في مزارعهم اكسسوارا لكل عارضاته وأيضا القبعات اليابانية والشعر المستعار للجيشا فبدت لمسة غاية في الرقي وقدم تنوعا ما بين البدلة الكلاسيكية والفساتين الطويلة والانسامبل والتي اتسمت بالبساطة والأناقة والمعاصرة وفي الوقت نفسه حملت الكثير من روح الفن الياباني العريق في التفاصيل والألوان والخطوط فالكيمونو لم يظهر بصراحة في التصميم بقدر ما كان متضافرا مع الخطوط العادية لأية بدلة أو فستان وهنا تكمن عبقرية أرماني الذي يجعلك تتساءلين إن كان هذا الفستان يذكرك بالكيمونو أم هو كيمونو مبتكر بالفعل فنري فستانا طويلا صان بروتيل بكورساج حرير أبيض مرسوم بالزهور الوردية والزرقاء مع عقدة عملاقة علي الجنب مع درابيه علي الجنب الآخر وبقية الفستان من القطيفة السوداء وفستانا آخر أسود ايشانكريه من الحرير الأسود المطبوع بزهور زرقاء وبرتقالية وبيضاء وحزام درابيه عريض يمتد من أسفل الصدر وحتي بعد الوسط وفستانا أسود بكورساج من الباييت اللامع وينزل علي كلوش ببليسية مروحي من الحرير المنقوش عليه زهور وحروف يابانية وابتكر فستانا بديعا صدره وأكمامه مغزولة من أجنحة الفراشات الحريرية في حبكة وصنعة دقيقة باللون الأسود والمرجاني وينزل علي ضيق كما قدم الجونلة الحرير الشانيل ما بعد الركبة والمرسومة بالزهور مع التوب الباييت والكاب الحرير الأسود أيضا البدلة التي ترسم الجسم في رشاقة مع رسوم يابانية علي الكتف والوسط وحزام عريض كالكيمونو وجعل الشمس تشرق من وسط الجاكت المخنصر علي الجسم مع أرضية سوداء تمنح اللوحة جمالا واستخدم الأكمام الواسعة وأطلق طيورا مغردة في أرجاء سماء الحرير في بلوزات وفساتين غاية في الأناقة وجعل ذيل الجونلات مروحيا في كلاسيكية ويمكن أن نقول إنه استوحي من الجيشا والطبيعة اليابانية وتراث الياباني بكل فنونه وعجائبه فأبدع سمفونية مبهرة حملت توقيع مايسترو الموضة أرماني.