ظاهرة انتشار تدخين الفتيات للشيشة لم تكن جديدة حيث بدأت منذ عشرات السنين ولكنها تزايدت هذه الأيام حتي وصلت إلي وضع مخيف ومرعب لما لها من مخالفات لعادات الشعب المصري وخاصة السيدة المصرية.. بالإضافة إلي الأضرار الصحية.
عرضنا الظاهرة علي علماء النفس والاجتماع فماذا قالوا:
الدكتورة عزة كريم – استاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث – تقول ان تدخين الشيشة ظهر منذ الستينيات والسبعينيات وكان يمارسها العمال فقط وكان لا يدخن الشيشة إلا الفئات الدنيا من المجتمع علي المقاهي الشعبية وأصبحت من مظاهر الطبقة الارستقراطية والمتوسطة ونوعا من العلاقات الاجتماعية.تشير الدكتورة عزة إلي انتشار الفراغ بين الشباب من الجنسين والدعاوي التي تنادي بالمساواة بين البنت والولد والندية الشديدة ساهمت في انتشار هذه الظاهرة بجانب غياب الرقابة من الأسرة علي الفتيات ومتابعة من هم الأصدقاء.
تضيف الدكتورة عزة أنه يجب أن تكون هناك توعية لمخاطر الشيشة وتوعية الأسرة للرجوع مرة أخري لمتابعة من هم الأصدقاء والرقابة علي المقاهي المنتشرة في الشوارع وإصدار قوانين بتحديد مواعيد لغلق المقاهي.
الدكتور منير حسن جمال – استاذ علم النفس بكلية التربية جامعة قناة السويس – يؤكد أن ظاهرة تدخين الشيشة من الظواهر الشاذة علي المجتمع خاصة للفتيات.
يضيف أن الظاهرة هي رغبة من الفتيات للخروج عن المألوف وعن حكم الآباء وإثبات الذات والتمرد علي كل ما هو موجود في المجتمع ولا يهمهم الأخطار الصحية التي تنتج عن تناولهم للشيشة.
يشير الدكتور منير إلي أن المنزل له دور كبير علي متابعة الأبناء بعد زيادة السماح لهم بالخروج والسهر لأوقات متأخرة من الليل.
الدكتورة سوسن فايد – استاذ علم النفس الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث تري أن انتشار تدخين البنات للشيشة والسجائر ظاهرة لها أكثر من عامل وكان من المعروف والمتبع أن المقاهي يجلس عليها الشيوخ وأصحاب المعاشات لكن مع انتشار الفراغ الثقافي والمهني والبطالة زاد رواد المقاهي من الشباب.
تؤكد الدكتورة سوسن فايد أن ثقافة الجلوس علي المقاهي والكافيتريات تغيرت تماماً وأصبحت للرجل والمرأة بالطبع بدأ تبادل الثقافات بين الجنسين ومفاهيم الحرية وإثبات الشخصية وبالرغم من أن هؤلاء الشباب أغلبهم يحملون شهادات جامعية لكنهم يحملون تخلفاً ثقافياً ولا يحاولون التركيز في الأضرار التي تصيبهم صحياً وامتثلوا فقط للسعادة المؤقتة التي يشعرون بها أثناء تناول الشيشة وشعورهم بأنهم يفعلون شيئاً مختلفاً عن المعتاد.
تؤكد الدكتورة سوسن أن هناك غيبة للوعي والتثقيف والردع الاجتماعي وهناك مؤسسات منوط بها المواجهة ويجب أن نضع أيدينا علي هذه الظاهرة ويجب مواجهتها وتوجيه برامج تثقيف وتوعية دينية للشباب وللمرأة علي الأخص ولابد أن تلتزم بالتقاليد وبصحتها لأنها أساس الأسرة.
– وزارة الصحة لها دور كبير ومهم بعمل حملة قوية ومستمرة لتوعية الفتاة لخطورة هذه العادة والأضرار الصحية الجسيمة التي تنتج عنها.
– مناهج التعليم سواء بالمدرسة أو الجامعات يجب أن يكون لها نصيب في التوعية من الأضرار لتدخين الشيشة والسجائر.
الدكتور سليمان نصار استاذ القلب والأوعية الدموية بمستشفي الجوي العام يؤكد أن تأثير التدخين يؤدي لأمراض قلب كثيرة وسرطانات الرئة بالنسبة للسيدات المدخنات فمعدل الإصابة يصل لارتفاع في ضغط الدم وضيق في الشرايين عن غير المدخنين.
يضيف الدكتور سليمان أن نسبة الكليسترول المؤكدة ترتفع عند المدخنين عن نسبة الكليسترول لغير المدخنين وهذه الذرات المؤكدة تؤدي لضيق في التنفس ولا يوجد فرق بين الأنثي والرجل في نوعية الإصابة بالأمراض الناتجة عن التدخين ولكن هرمونات الأنوثة عند المرأة تجعلها أقل من سرعة الإصابة بضيق الشرايين عند وصولها لسن اليأس وتظهر هذه الأعراض سريعاً وتعتبر فترة الحمل للمرأة وذلك إشارة للمرأة الحامل المدخنة فإن أول أكسيد الكربون ينتشر في الجسم مما يؤدي إلي قلة وصول الأكسجين للجنين وبالتالي يؤدي إلي ضيق في التنفس والحساسية الربوية ومن التأثيرات المهمة للتدخين علي المرأة أنه قد يكون له تأثير علي خصوبة المرأة ولكنها تختلف من حالة لأخري.
يضيف الدكتور سليمان أن التدخين سواء الشيشة أو السجائر هو بداية أشياء أخري قد تصل للإدمان فالشباب مخدوع بفكرة التجربة ومع انتشار الأماكن المغلقة خاصة المقاهي غير المرخصة أو في أماكن غير صحية أو تناول الشيشة لمجموعة من الشباب من حجر واحد يؤدي لسرطان الرئة.
مني محمد – طالبة – تقول ان تدخين الشيشة حرية شخصية للإنسان ولكن المشكلة في أن الناس لا تري إلا الرجل هو الذي يقوم بتدخين الشيشة أو السجائر وعندما يحدث خلاف ذلك تقوم الدنيا.
رانيا محسن – طالبة – تقول انها لم تفكر علي الإطلاق أن تتجه لتناول الشيشة برغبتها ولكن الأصدقاء أثناء الخروج سوياً بدأت في تجربة الشيشة ثم أصبحت عادة لديها تتناولها عندما تكون مع أصدقائها ولكن لا أنزل من المنزل مخصوص لشرب الشيشة.
هيام جابر – ربة منزل تدخن الشيشة بمساعدة زوجها – حيث تقول ان زوجها هو الذي جعلها تجرب تدخين الشيشة حيث كنت أطلب منه دائماً أن يتوقف عن التدخين ولكنه أقنعني أن هذه العادة تجعلك تخرجين كل ما لديك من ضيق وغليان من أعباء الحياة واتعودت عليها.
ماريان زكي – طالبة – تقول ان الموضوع في البداية كان نوعاً من التحدي بين مجموعة من الأصدقاء علي من يكون لديه القدرة علي تدخين الشيشة وسحب نفس لفترة أطول ثم أصبحت عادة نتناولها عندما نكون سوياً.
محمود سيد – عامل بكافيتريا – يقول أن الفتيات يأتين لشرب الشيشة بصورة أصبحت يومية وهناك بعض الفتيات يدخن الشيشة كنوع من أنواع التظاهر ويطلبن مني أن تخرج الشيشة دخاناً كثيراً أثناء تناولهن لها ونحن نستطيع أن نفعل ذلك أثناء إعداد الحجر لهن فهن يحبن التباهي بأنهن يخرجن دخاناً كثيراً ومنهن من تأتي لتناول الشيشة في نهار رمضان ولكنهن يجلسن داخل الكافيتريا.