كيف تدربين نفسك علي قبول وفهم الرأي الآخر بالثبات والهدوء؟ و هل يمكن أن تكوني واحدة من هواة الرفض دون أن تدري؟ وهل قبول الرأي الآخر يعلمنا بالفعل الارتقاء في التفكير ويقوي ملكة المحاكاة والتفكير المتزن؟
أسئلة كثيرة حول هذا الموضوع طرحناها علي د. رامز طه أستاذ الطب النفسي والأعصاب فأجاب موضحا: يجب أن تنمي قدرتك علي تحمل وفهم الرأي الآخر( المعارض) دون أن تسمحي له أن يثير انفعالاتك وأن تنمي قدرتك علي تجاهل المواقف والتفاهات والعداء والنبذ التي يتخذها البعض دون سبب واضح, ولتحقيق ذلك ينصح د. رامز بعدم الانفعال مع كل تعليق تسمعينه ولا يعجبك أو مع كل كلمة غير لائقة ترنو إلي أسماعك حتي لا تهدد طاقاتك, بل قولي لنفسك بحزم في مثل تلك المواقف:’ الآن.. سأخوض التدريب العلمي علي تحمل العداء بالتجاهل وأنا ثابتة, قوية, واثقة, هادئة الأعصاب تماما سعيدة أن أتيحت لي فرصة هذا التدريب العملي الشائق والمميز’.. ويستحسن أن تقدمي لنفسك مكافأة عقب كل موقف مثير للانفعال تجتازه بنجاح وهدوء وثبات, حتي ولو كانت المكافأة عبارات ثناء تقولينها لنفسك, لتدعيم عادة الثبات والهدوء في مواجهة المواقف المثيرة للانفعال.. وحاولي دائما أن تستمتعي بمثل هذه التدريبات لتنمية قدرتك علي الاحتمال والثبات.. وعلي تحمل العداء والغموض.. وحاولي تركيز جهدك علي احترامك لذاتك وأهدافك التي تسعين لتحقيقها, ولا تهتمي كثيرا بالتقلبات العابرة..
ويتطرق د. رامز إلي نقطة لا تقل أهمية عما سبق بقوله: بالنسبة للفكرة الخاطئة التي تقول’ لابد من عقاب هذا أو ذاك.. ولابد من الانتقام ممن يكيد لي’ فهذه فكرة غير صحيحة, بل يجب أولا أن نجرب أثر التسامح ونسيان الإساءة في تعديل سلوك الآخرين, وما دام لم يقع عليك أذي فعلي فلا تبدأي بالتفكير في العقاب أو الانتقام من أولئك الذين يسيئون إليك إلا بعد أن تجربي أسلوب التسامح والاقتراب الوجداني الصادق منهم بل ومساعدتهم, لأن أغلب من يتصرفون بعدوانية وعصبية ويبالغون في ردود أفعالهم يعانون من اضطرابات في تكوين الشخصية أو أنهم ضحايا غباء وجهل, وأن قناع العدوان الأحمق غالبا ما يخفي خلفه نفسا مضطربة في حاجة إلي الحب والمساعدة والتقبل, وأن التسامح لا يعني الانهزام والتسليم والخضوع أو الظهور بمظهر الانكسار والاستكانة لأن ذلك غالبا ما يؤدي إلي تدعيم السلوكيات السلبية عند المعتدي, وان التسامح هو النابع من ثقة بالنفس وقوة ومقدرة..