اعتاد مصمم الأزياء المصري عمرو البنا مع كل موسم اطلاق مجموعة جديدة، لكل الأذواق والأعمار من أزياء السهرة وفساتين الزفاف، وقبل أيام قدم مجموعة خاصة من السواريهات واثواب العرائس تفيض رومانسية وشاعرية، وهي المرة الأولى التي يخصص فيها مجموعة كاملة للمرأة المحتشمة أو المحجبة.
جاءت تصاميم عمرو البنا متنوعة في أفكارها بينها الحنين للكلاسيكية والابهار، وأخرى تعكس حكايات حالمة تعزز الطلة الانثوية والرغبة في التفرد.
ويكشف الفنان التشكيلي والمصمم الشهير حماسه لإطلاق مجموعة متكاملة لأزياء المحجبات قائلا: اهتمام معظم مصممي الازياء ينصب على التحرر في وضع التصاميم والموديلات وعادة تكون الافكار مبهرة وجميلة لكنها تلائم فقط القوام المثالي، ولمست بنفسي حيرة الكثيرات وهن يبحثن عن موديلات مناسبة تلبي رغبة المرأة في التميز والابهار من دون التخلي عن الاحتشام، ولذلك قدمت عشرات الموديلات على مدى السنوات الماضية ضمن كل مجموعة ووجدت تلك التصاميم صدى كبيرا خاصة مع تزايد اعداد المحجبات من مختلف الأعمار.
مجموعة كاملة
وأوضح البنا أن وجد أن الوقت قد حان لتقديم مجموعة كاملة خاصة جدا من فساتين السهرة واثواب الزفاف جميعها تخاطب المرأة المحتشمة أو المحجبة والتي تريد طلة متألقة ومميزة وتتضمن الاكسسوارات المتنوعة التي تناسب كل تصميم.
وأشار البنا إلى تميز الموديل الذهبي والأزرق والأخضر، والروز بدرجاته بما يلائم لون البشرة، إلى جانب الاسود والابيض، مشيراً الى انه اختار ألوان الفساتين لتضفي جوا من التألق والاشراق في السهرة خاصة في الشتاء حيث تسيطر الألوان الداكنة مؤكدا ان اختياره للألوان الزاهية يعكس رغبته في ان تبدو المرأة اكثر حيوية وحضورا.
ويضيف: انحزت لاستخدام الحرير الطبيعي والشيفونات والخامات المترفة الناعمة التي تعطي التأثير الجمالي الذي انشده وخاصة مع الدرابيهات الرقيقة والطبقات المتطايرة المنسابة وكذلك استخدمت التول المطرز بأسلوب غير تقليدي والدانتيل واغلب الموديلات تعتمد على اكثر من خامة بحيث يكون الفستان الواحد من عدة أقمشة متداخلة ليمتزج الحرير مع الدانتيل مع الشيفون أو الكريب شيفون. وربما تتداخل فيه خامات من الوان احادية وأخرى أمبريمية.
لوحات فنية
وحول تأثره بدراسة الفنون الجميلة وانعكاسها على عمله في مجال تصميم الازياء يؤكد انه يتعامل مع الموديلات المختلفة باعتبارها لوحات فنية لكل منها موضوع وقصة وبعضها تعمد فيه الميل للكلاسيكية والترف ومنها ما حاول تصميمه لتلبية أذواق عاشقات الاناقة والبساطة معا بحيث تكون في المجموعة مساحة واسعة من التنوع لتختار المرأة ما يتناغم مع شخصيتها وطبيعة قوامها.
كما أكد المصمم عمرو البنا ان تصميم ازياء السهرة للمحجبات أصعب كثيرا من الفساتين العادية، التي تعتمد على الإبهار من خلال قصات جريئة ومتحررة، مشيراً إلى أن الالتزام والاحتشام دفعه لمزيد من الابتكار في شكل الأكمام وتفصيل الصدر مستوحيا العديد من الافكار من الطبيعة. وبين أنه صمم أنواعا متفردة من الأكسسوارات بينها غطاء الرأس و»المونتوه« إلى جانب الحقائب والأحذية واحيانا قطع الحلى الملائمة وهي عناصر مؤثرة ومكملة للفساتين يتم تنفيذها بأيدي فنانين مهرة على درجة عالية من الحرفية.
قصات متعددة
ويضيف: راعيت ان تبرز الموديلات جمال القوام وتخفي تفاصيله ولجأت للقصات المتعددة خاصة الطولية والموروبة التي تكسب الجسم انسيابية ورشاقة وتجعل المرأة كفراشة تسللت الى ليالي الشتاء بشكل مبهر ومفاجىء.
وحول الجديد الذي يحمله ثوب العروس المحجبة يقول: ثوب الزفاف له طبيعة خاصة ولابد ان يكون به العديد من التفاصيل الدالة على الفخامة والرفاهية بشكل راق وانيق وهناك لمسات بسيطة تجعله مميزا وأخرى قد تفقده سحره لذلك ابحث دائما عن افكار جديدة للعرائس لتشعر كل عروس بان الفستان صمم خصيصا لها ويختلف في تفاصيله وخاماته واسلوب تطريزه عن أي ثوب آخر.
ويشير إلى أن العروس المحتشمة أو المحجبة تملك نفس المشاعر والاحلام بفستان مبهر لا يجعلها تتخلى عن التزامها بأسلوب الاحتشام ولذلك ضمت المجموعة قسما لفساتين الخطبة والزفاف تعتني بالتفاصيل والخامات وبألوان جديدة ومبتكرة واعتمدت بشكل أساسي على الدانتيل والجوبير والتول والساتان والتفتاه وهناك جزء كبير من الجهد لوضع رسوم خاصة للتطريز بحيث تنسجم مع طبيعة الموديل وشكل غطاء الرأس واستخدم الخيوط الفضية أو الذهبية مع حبات الالماس واللآليء ليقدم مشاهد من الطبيعة تارة على كورسات الفستان وأخرى على أحد جانبية مع مراعاة أن تحمل الطرحة نفس الموتيفات الفنية لتبدو العروس في طلة ساحرة متناغمة.