أمل سليمان عفيفي أول مأذونة مصرية بدأت عملها في42 سبتمبر8002 بعد حصولها علي ترخيص مزاولة مهنة المأذونية من محكمة الأسرة
عن مهنتها من واقع تجربتها كان حوارنا معها, والتي قالت فيه
إن المرأة فاقت الرجل في هذه المهنة, لأن لديها القدرة علي استيعاب المواقف المفاجئة, وتتذكر.. أثناء عقدي قرآن لإحدي الفتيات الريفيات والتي تجاوز عمرها الثامنة عشرة بقليل سألتها توكلين من؟ فنظرت الي نظرة فهمت منها أنها ترفض العريس فأخذتها في حجرة مجاورة وسألتها لماذا ترفضينه: قالت يا أبلة أنا مش عايزة العريس ده, ولأني كنت خايفة من أبويا فقلت موافقة وبدون أن أجرح شعور العريس قلت له إن العروسة حالتها النفسية سيئة وتعاني من دوار ولا أستطيع أن آخذ الأجابة منها شرعا وهي في هذه الحالة, لأنها لا يمكنها أن تعبر عن إرادتها بشكل شرعي.. وتم تأجيل عقد القرآن بناء علي رغبة العروس دون حدوث أي مشكل.. أما في حالة إذا كان المأذون رجلا في هذه الحالة أعتقد أنه كان سيقوم بعقد القرآن في الحال بدون أن يعرف ما تكنه العروس تجاه عريسها من مشاعر بالرفض.
<وماذا عن أغرب الحالات التي صادفتك في عملك؟
ـ هي حالة طلاق لزوجين يحبان بعضهما جدا ولكن حتي يتمكنا من تجهيز ابنتيهما للزواج اقبلا علي الطلاق, لكي تحصل الزوجة علي معاش والدها الكبير علي حد تعبيرها ليساعدها في ذلك, وكنت وقتها أقوم بتوثيق الطلاق وبكيت وكذلك كان حال الزوجة والتي قالت وقتها ضحيت بزوجي من أجل تجهيز البنتين واحترمتهما جدا لأنهما احترما الشرع والقانون ولم يلجآ إلي التحايل علي القانون بأي شكل من الأشكال.
< وما ردك علي ما قام به أخيرا وفد من المأذونين الشرعيين للقاء المستشار محمد منيع نائب وزير العدل لعرض مطالبهم والتي تتمثل في قصر العمل بالمأذونية علي الرجال فقط بحجة أن المرأة لديها موانع شرعية تمنعها من مزاولة المهنة؟
ـ قالت: هذه حجة واهية واستند في ذلك إلي الفتوي الصادرة عن الشيخ د. علي جمعة مفتي الديار المصرية وهي: للمرأة الرشيدة أن تزوج نفسها أو غيرها ما دامت تستند لشرط العدالة والمعرفة فهو يري أن عمل المرأة كمأذونة شرعية جائزة شرعا مثل أي وظيفة أخري تقوم بها النساء بالمشاركة مع الرجال وكل ما يقوم به المأذون كتابة العقد وتوثيقه فقط.
< وما هي المواصفات التي يجب توافرها لدي المرأة التي تقبل علي وظيفة المأذونية.. والخطوات التي يجب اتباعها لتحقيق ذلك؟ وبماذا تنصحينها حتي تكون مأذونة ناجحة؟
ـ لابد أن تكون صاحبة شخصية قوية ومحبوبة ممن حولها وحسنة السمعة وشخصية محترمة وحاصلة علي مؤهل عال من إحدي الكليات التي تدرس الشريعة الاسلامية في موادها الدراسية كمادة أساسية مثل كلية لحقوق أو كلية أصول الدين جامعةالأزهر أو غيرها, وتضع في اعتبارها أنه كلما كان مؤهلها ذا درجة علمية أعلي كالماجستير علي الأقل كلما كانت فرصتها في الفوز بوظيفة مأذونية اكبر كما حدث معي, فحصولي علي الماجستير في القانون أهلني أن أفوز بالمأذونية عن كل المتقدمين والذين كانوا أقل في مؤهلاتهم.. أما الخطوات فيجب عليها في البداية أن تحصل علي موافقة عشرين شخصية علي الأقل ذات السمعة الطيبة بموجب قسم الشرطة التابعة له علي عملها كمأذونة, بحيث إذا خلا مكان المأذون لديهم في الحي أن تتقدم هي بناء علي إعلان يعلن خلال ثلاثة شهور تحت صيغة مطلوب مأذون شرعي فمن يرغب في الوظيفة يتقدم إلي محكمة الأسرة سواء سيدة أو رجل.. والمحكمة بعد ذلك تقر الأمر علي مدي عدة جلسات مثل الدعوي في قضية ما, ثم يصدر القرار, والذي يستغرق مدة تتراوح ما بين9 شهور إلي أربعة سنوات حسب ظروف الدعوي.. وبعد أن تتسلم عملها كمأذونة يجب أن يكون عملها من خلال مكتب ويكون له مواعيد محددة وأن يكون قريب من منزلها وان تراعي الحالات الأنسانية ولا تغالي في أجرها وأن تأخذ حذرها عندما يطلب منها توثيق عقد قرآن في مكان ما فلا تذهب اليه إلا إذا كان من تذهب اليهم تعرفهم جيدا حتي لا تتعرض لأي مخاطر ممكن أن تحدث لها لكونها امرأة.
< بعيدا عن أمل المأذونة كيف ترين نونة المأذونة في مسلسل حنان ترك؟
ـ أنا مستاءة جدا من المسلسل لأن نونة وصفت نفسها بأنها أول مأذونة, وكان من الممكن ان تقول نونة المأذونة فقط ولا تذكر أنها أول مأذونة وماجستير في القانون مثلي تماما وترتب علي ذلك تعدي علي الحق الأدبي أو المعنوي لدي كريادة حيث إنها ذكرت أسما مخالفا كأول مأذونة في مصر التي أمثلها.. والمسلسل بشكل عام فيه إساءة لشخصي بداية من كلمات التتر والتي تضم كلمات غير لائقة مثل نونة المأذونة مجنونة ودماغها طقه.. وحيث إنها وصفت نفسها بأنها أول مأذونة إذن والدتها هي والدتي واختها هي أختي.. وفي الحقيقة أنا أمي فاضلة ووالدي علي قيد الحياة وأمي لا تبحث عن عريس كما تظهر رجاء الجداوي والدتها في المسلسل فأنا حزينة لأن أول تقديم لأول مأذونة في مصر يتم من خلال مثل هذا العمل الدرامي, فالمأذونة ترقص في الأفراح وتمزح مع الموظفين عندها بالأيدي وكل الرجال من حولها يغازلونها وهذا في حد ذاته إساءة الي المرأة المصرية بوجه عام عندما تخترق مجالات كانت مقصورة علي الرجال وتقليل من شأنها وطموحها.. كما أن المسلسل خلط بين عمل المأذون المحترم وعمل الخاطبة بتكوين شركة راسين في الحلال لدرجة أنه أثناء عرض المسلسل اتصل بي الكثير من الناس لكي ابحث لهم عن عروسه أو عريس حسب الطلب ظنا منهم أن نونة المأذونة تمثلني بالفعل وأنني لست مجرد مأذونة تؤدي عملها التوثيقي في عقد القران بل أعمل أيضا في جلب العرايس والعرسان لمن يريد وهذا أوقع بي الضرر في محيط أسرتي.