مافيش تفاهم بيننا هذه الجملة صارت سببا لكثير من حالات الطلاق الذي يراه أهل الطرفين أنه وقع بغير سبب, وهو تعبير أصبح شائعا بين الكثير من الأزواج و خاصة بعد مرور عدة أشهر علي زواجهما, ومن ثم يتسلل الملل و الفتور إلي حياتهما, ولا يبقي من فترة الخطوبة و أيام شهر العسل ذكريات جميلة.
تري هل يستطيع الأزواج الإبقاء علي مشاعر الحب بينهما وإنجاح حياتهم الزوجية؟ هذا ما توضحه لنا د. مروي عبد المجيد أستاذ مساعد الطب النفسي بجامعة عين شمس قائلة: إن الزوجين عادة ينظران لبعضهما بعد فترة من الزواج أن كلا منهما شخص عادي له عيوبه وأخطاؤه وتتلاشي نظرة الحب و الغرام التي كانت تسيطر عليهما في بداية علاقتهما مما قد يصيبهما بالإحباط و الملل و الفتور وتكاد تنعدم لغة الحوار بينهما, وأحذر من سيطرة هذه المشاعر و الأحاسيس لأنها بمثابة الوحش الذي يتسلل في الخفاء ليفترس كل من الزوجين ويقضي علي حياتهما الزوجية, ويقول الله تعالي في كتابه الكريم و من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة و رحمة- سورة الروم- من هذه الآيات نري أن الزواج رباط مقدس يجمع زوجين في بيت قوامه السكن و المودة و الرحمة, وما إن توافرت هذه الأسس صار بيتا مثاليا يخيم عليه الحب والحنان و التفاهم ومن ثم أبناء أصحاء نفسيا.
و من هنا تقدم د.مروي نصائحها للزوج أولا فتقول: المفروض أنك قيم علي زوجتك واستخلفك الله حارسا عليها فكل ما عليك أن تأخذ بيدها لتتعلما كيفية التحدث إلي بعضكما البعض بحب و مودة و لين في أي موضوع يتعلق بحياتكما صغر أم كبر, وإن أفضل لحظة في الزواج الناجح عندما تكون ــ عزيزي الزوج ــ منفتحا عاطفيا, و تعلم أن لزوجتك آراء مخالفة لك, وأن لها أيضا حقوقا ومتطلبات يجب أن تناقشها بحرية.
أما الزوجة في أول نصيحة لها أن تتجنب دوما إظهار حسرتها علي ما كان بينها و بين زوجها أيام الخطوبة و شهر العسل, لأن هذا لن يأتي إلا بنتيجة عكسية مع الزوج, و لن يحرك فيه أي مشاعر دفينة نحوها, كما يجب عليها ان تنسي حياتها في بيت أهلها قبل الزواج و تحاول التكييف مع حياتها الجديدة, و ما يستجد عليها من ظروف مادية و اجتماعية دون شكوي, و تنظر لزوجها كإنسان يخطئ و يصيب و تدعي عنها الرومانسية الشديدة التي تضع زوجها في مصاف الملائكة في خيالها فقط وتدرك ان الحياة لا تسير علي وتيرة واحدة, فالحياة بدون مشكلات لا توجد سوي في عالم الأحلام.