قد تكون مدمنا على شخص من دون أن تعلم، وربما كلمة الإدمان مرتبطة بأمور أخرى غير العلاقات الإنسانية والعاطفية، لذلك لن تجد في الغالب كتابا على أرفف المكتبات يتحدث عنها، ولن يستطيع أحد وصف حالتك أو تشخيصها بهذه الكلمة إلا مجازا. إنها تصف سلوكا لك يضر بمصلحتك مقابل شخص آخر لإنك دائما تجد له الأعذار وتبرر أخطاءه وتقلل من شأنها، والأهم أنك أنت نفسك لا تعترف بمشكلتك ولا تواجه نفسك. وربما لا تكون منتبها أصلا لأنك مدمن على شخص معين وضعيف أمامه.
إليك بعض العلامات التي قد تساعدك على اكتشاف ذلك لتجد حلا بعدها:
– تميل دائما الى أن تقلل من شأن سلوكه المتمادي معك وتستخدم عبارات مثل «كل الناس يفعلون ذلك وهذا ليس غريبا»، بمعنى أنك تتقبل الإساءة العاطفية وتحاول ان ترضى بها.
– تحاول أن تخفي عن الآخر الأثر التدميري لسلوكه وأفعاله معك، فربما تشعر بالخجل من الطريقة التي يعاملك بها، لكنك في الوقت نفسه حريص على حماية سمعته أمام الآخرين.
– دائما تجد له الأعذار لمواعيدكما التي لم يحترمها وللمناسبات التي تجاهلها ولكلماته غير المناسبة التي قالها بحقك. تحمل نفسك المسؤولية عما هو مسؤول عنه وعن سبب سلوكه السيئ معك.
– تجعله يستمر في طريقته في التعامل معك ومع الآخرين بدلا من مواجهة الموقف، لإنك تخشى أن تفقده فأنت تشعر بأنك لا تستطيع العيش بدونه. وقد يكون ذلك السلوك موجها لك من جماعة أصدقاء وليس من شخص واحد فقط ولا تريد أن تفقد أصدقاءك جميعا.
– تقنع نفسك أن الآخر لا يستطيع أن يعيش من دونك أيضا، لذلك أنت مستعد للتضحية بسعادتك وراحتك النفسية من أجل سعادته هو.
بداية العلاج
العلاقات العاطفية والزوجية أعمق وأقرب العلاقات الإنسانية، لذلك يكون الثمن كبيرا لو كنت مدمنا على شريكك، وتعتقد أنك بذلك تحافظ على علاقتكما من المشاكل، ولكنه يكون يعاني كثيرا في الوقت نفسه من التغطية على سلوكه ومشاكله بدلا من أن ينظر الى ألمه ويطلب المساعدة، لأن الاستسلام للإدمان على شخص قد يقلل من احترامه لنفسه ويجعله يشعر بالذنب أو يصاب باكتئاب يتطور الى عوارض صحية.
إذا كنت في علاقة من هذا النوع فإليك طرق للتعافي منها:
– الخطوة الأولى للعلاج هي في الاعتراف بالمشكلة. ولكن العلاج قد يكون صعبا أن تقوم به وحدك، لذلك اطلب المساعدة من أشخاص قريبين أو من استشاري نفسي أو اجتماعي ليساعدك على اتخاذ وتنفيذ قرارات صعبة يجب أن تقوم بها.
– قل لا للسلوك السيئ، وربما يكون هذا أصعب ما في الموضوع لأنك تعودت على تقبل سلوك الطرف الآخر مهما كان صعبا. الطريقة الوحيدة لكسر هذه الدائرة هي في رفض تبرير السلوك غير المقبول. وافهم أنك تستحق الأفضل ولست مضطرا الى أن تقبل بما هو أقل.
– اسمح لنفسك أن تغضب ذلك الغضب الصحي، فإن ما كنت تفعله سابقا هو تقبل ما هو غير مقبول بدلا من الرد عليه بشكل ملائم. تذكر أنه من العادي أن تغضب عندما يستغلك أحدهم أو يتجاهلك أو يتصرف معك بشكل مهين أو لامسؤول. اغضب بدلا من أن تخشى أن تفقده إذا واجهته.
– أحط نفسك بالأسرة والأصدقاء، لأنه من المحتمل أن يبتعد إذا واجهته ووضعت حدا له وخرجت من حالة الاستسلام التام السلبية التي اعتاد عليها. قد يترك في حياتك فراغا والمقربون منك هم من سيشعرون بك وسيملؤونها ولن يجعلوك تبقى وحيدا.
اعتن بنفسك
– اعتن بصحتك جسديا وعاطفيا وروحيا. تناول طعاما صحيا ومارس الرياضة للحفاظ على صحتك، وافعل كل ما يفيدك روحيا كالتوجه الى الدين أو سماع الموسيقى أو ممارسة التأمل.
– تقبل ما لا يمكن تغييره. تستطيع فقط أن تغير سلوكك وفعلك لا سلوك وأفعال الآخرين. فكل شخص مسؤول عن شخصيته وسلوكه.
– انسحب من علاقتك مع الشخص الذي أنت مدمن عليه، وبما أن هذا النوع من العلاقات يتمحور حول التعلق بشخص والاعتماد عليه، فيجب أن تبتعد كلية عنه وتقتنع بأنك قادر على أن تكون بدونه. أما القول لنفسك ان شخصا ما لا يستطيع أن يعيش بدونك أو أنت غير قادر على الحياة بدونه فهذا تعزيز لفكرة إدمانك عليه.
أبعد السلبيين
– ابعد الأشخاص السلبيين عن حياتك تماما، فبعضهم يعيش على افتراس المدمنين على علاقتهم بهم بجعل العلاقة فيها كم كبير من الأنانية وأخذ كل مبادرات الطرف الآخر، بمجرد أن تأخذ تلك الخطوة وتقيم علاقاتك فإنك ستعرفهم فورا. هؤلاء لا يستحقون أن يكونوا في حياتك لذلك اقطع علاقتك بهم، وليس شرطا أن يكون ذلك بشكل دراماتيكي ولكن يجب أن يكون واضحا. فقط توقف عن الرد على تلفوناتهم أو مقابلتهم لشرب القهوة معا. أي باختصار ابتعد عن مؤثراتهم السيئة.
– يجب أن تعرف أن إدمانك على علاقتك بشخص ما وضعفك أمامه له علاقة بتقديرك لتقييم الآخرين ونظرتهم لك وهذا على حساب نفسك وعلى حساب من تريد أن تكون أنت في الحقيقة. يبدو أنك لا تستطيع أن تقف في وجه من يملكون التحكم. وقد يكون سبب الإدمان أنك لا تعرف من أنت حقا وماذا تريد او تشعر بعدم الأمان أو الاكتئاب.