من القصص الخيالية يستعير المصمم عبد محفوظ إطلالة عروسه لعام 2011، فينسج لها من أشعة الشمس فساتين، يرصعها بضوء القمر وبريق عيني فتاة حالمة، مقبلة على فجر حياة جديدة.
مجموعة «الحالمة» الخاصة بفساتين الأعراس، منذ انطلاقها في عام 2001، وهي تلاقي ترحابا كبيرا من قبل الباحثات عن التفرد والتميز، مما حث المصمم على مواصلة تقديم المزيد، فـ «حالمة» تحتفل بعامها الثامن، بعد أن أصبحت طقسا سنويا بالنسبة لمحفوظ.
مجموعته لهذا الموسم تضم 12 فستان زفاف، ميزة كل تصميم فيها عبقه بالفخامة والرقي، ومفصل على قياس الأمنيات الطيبة.
فقد وفّق كعادته في التلاعب بالخامات، ودمج المواد المختلفة بحرفية عالية، حولت أحلام الفتيات إلى واقع ملموس، تجسده فساتين متوهجة «ولا الأحلام».
في حديث لـ «الشرق الأوسط»، أوضح محفوظ أن «الإصرار على عرض مجموعة «الحالمة» من خلال جلسة تصوير فوتوغرافي، كان الهدف منها إيفاء فستان الزفاف حقه من كل النواحي، سواء من ناحية الإطار الذي يحدده المكان المنتقى بعناية، لما يحمله من فخامة ورقي، إذ صورت المجموعة في فندق فخم، أو من ناحية خلق واقع عملي يسمح للعروس بتكوين فكرة عما ستكون إطلالتها في ليلة العمر. وهذه المحاولة تحتاج مجهودا كبيرا، وفريق عمل متخصصا لربط الخيال بالواقع».
الأقمشة التي استعملها في «الحالمة» لعام 2011 غلب عليها التافتا، والبروكار، والدانتيل، والتول.
ونسجت بخيوط ذهبية رصعتها اللآلئ وأحجار شواروفسكي، مما يعطي كل تصميم حقه من الترف والتميز، دون مبالغة.
كذلك كللت بعض التصاميم بعقد على شكل فراشة، أرخت بأجنحتها عند أعلى الصدر، وأخرى أحاطت الخصر.
وأشار المصمم إلى أن اختياره لتدرجات ألوان البيج والذهبي والعاجي لم يأت عبثا، بل جاء نتيجة الإقبال الذي شهدته هذه الألوان في تشكيلاته السابقة.. فهي ألوان ساحرة بالفعل، نظرا لتأثيرها القوي وقدرتها على إضفاء الدفء والنضارة على بشرة المرأة، وإحاطتها بهالة من الجاذبية، سواء كانت بيضاء، أم سمراء.
محفوظ لم يأسر مجموعته بعنوان معين، أو حقبة زمنية محددة، بل عاد بالذاكرة إليها لينهل ويبتكر، فمُلهمته تبقى على الدوام المرأة وأمنياتها العطرة، بشرط أن تبقى حالمة. فالموضة، خصوصا «الهوت كوتير»، هي الحلم الذي يغذي خيالنا وحواسنا ويسعدنا.
طبعا لم ينس محفوظ باقي التفصيلات، مثل الطرحة التي قال إنها «من العناصر الأساسية في فستان الفرح، وتلعب دورا كبيرا في إضفاء الجمال على العروس. لهذا، فالعديد من العرائس يستوضحن منّي عن شكلها وطريقة وضعها، قبل الحديث عن تصميم الفستان. وأنا شخصيا أعتبر أن الطرحة إكسسوار مكمل للفستان، يضيف إليه الجمال والفخامة، وهي أحيانا تأخذ من الجهد والعمل نفس القدر الذي يتطلبه تنفيذ الفستان».
أحلام محفوظ لعروسه ولنفسه لا تنتهي، فهو يعتبر نفسه في أوج عطائه، ولا يزال في جعبته الكثير من الأفكار التي ينوي تحقيقها، بدليل أنه يدرس حاليا مشروعا لتنفيذ فساتين زفاف جاهزة تحمل توقيع داره، الهدف منها إتاحة الفرصة لشريحة واسعة من الفتيات للاستمتاع بفستان متميز، يحمل توقيع مصمم عرف كيف يجسد أحلامهن بخيوط من ذهب ولآلئ. هذه هي المرة الثانية التي يطلق منها محفوظ هذه المجموعة من روما، الأمر الذي فسره بقوله: «إن لروما مكانة كبيرة في حياتي، فمجموعاتي للصيف والشتاء للخياطة الراقية تطلق سنويا خلال الأسبوع العالمي للموضة «آلتا روما آلتا مودا». وصودف أن أطلقت مجموعة «الحالمة» للمرة الثانية من هناك، ولكن هذا لا يعني أنها لن تطلق في بلدان أخرى في المستقبل».