تعتبر الثعلبة مرضا شائعا نسبيا؛ إذ إنها تصيب ما يقارب 2% من الناس، وتظهر إما في شعر الرأس، وهذا ما يحدث غالبا، وإما في أي منطقة شعرية أخرى من الجسم. ومن الجدير بالذكر أن الثعلبة ليست مرضا معديا؛ حيث إنها لا تحدث بسبب أي ميكروب.
ما مرض الثعلبة؟ وما أسباب حدوثه؟ وما دور الوراثة في الإصابة به؟ ما وسائل العلاج المتاحة؟
الثعلبة (Alopecia Areata) هي مرض جلدي يظهر على شكل مناطق دائرية خالية تماما من الشعر في منطقة أو أكثر (مثل الرأس أو الذقن أو الشارب أو الحواجب والرموش أو الجسم والاطراف)، وتكون على شكل دائة أو بيضاوية، وتحدث في الجنسين من سن 10 – 40سنة غالباً .. وقد تصيب الثعلبة أي منطقة في الجسم، لكن فروة الرأس هي الأكثر عرضة. كذلك، تصيب الثعلبة الأعمار كلها من الأطفال إلى الكبار، لكن الأطفال هم أكثر إصابة بها، وتصيب الذكور والإناث على نحو سواء.
وتكون الإصابة بهذا المرض على شكل مناطق دائرية أو بيضاوية الشكل خالية تماما من الشعر، وهو ما يسمى بالثعلبة البقعية، لكن قد تنتشر الثعلبة لتصيب جميع فروة الرأس (Alopecia totalis) أو أنها تصيب جميع شعر الوجه من رموش وحواجب ومنطقة الذقن والشارب أو جميع شعر الجسم وهذا ما يطلق عليه الثعلبة العامة أو الشاملة Alopecia Universalis)).
ويعرف داء الثعلبة بانه داء عضوي أو مرض مناعة ذاتية أو انه من الفطريات، وقد تنتقل لعدوى من انسان الى اخر بواسطة اشياء لوثتها الفطريات مثل القبعات والامشاط أو كرسي الجلوس أو عند ملامسة القطط والكلاب المصابة، وثمة نظرية تقول أن الثعلبة داء غير معد ، وهو يصيب كل الأعمار لا سيما الرجال.
إنه داء يظهر على شكل بقع مستديرة في جلدة الرأس يتساقط منها الشعر وتتقشر ، وأحياناً يحمّر لون الجلد في اماكن الاصابة ويفرز بعض السوائل.
أنواع الثعلبة:
1- النوع الاول: يبدأ في سن مبكرة 10 سنوات ويستمر لفترة طويلة ، ويحدث الصلع الكلي في المستقبل بنسبة 75%
2- النوع الثاني: يبدأ في أواخر مرحلة الطفولة وبداية مرحلة البلوغ ويمتد لفترة أقل من 3 سنوات ، ويحدث الصلع الكلي بنسبة 6%
3- النوع الثالث: يبدأ في مرحلة البلوغ المبكر ، ويكون أحد الأبوين أو كلاهما مصاباً بارتفاع في ضغط الدم ، وهو سريع ويحدث الصلع الكلي بنسبة 39%
4- النوع الرابع: يبدأ بعد سن الاربعين ويمتد لفترة طويلة ويحدث الصلع الكلي بنسبة 10%
أسباب الثعلبة:
الأسباب الفعلية للثعلبة غير معروفة، ولكن هناك الكثير من العوامل التي تساعد في ظهورها. هناك دلائل كثيرة تشير إلى أن مرض الثعلبة من أمراض المناعة الذاتية، أي أن الخلايا المناعية في الجسم تهاجم بصيلات الشعر وتمنعها من النمو، مما يؤدي إلى تساقط الشعر.
لماذا تهاجم هذه الخلايا بصيلات الشعر؟
هناك نظريات أو افتراضات كثيرة، منها:
العوامل النفسية:
فلقد أثبتت بعض الدراسات أن العامل النفسي له دور في ظهور الثعلبة في بعض الحالات وليس له دور في بعض الحالات الاخرى. حيث لوحظ أن هناك علاقة للضغوط النفسية بحدوث مرض الثعلبة في بعض المرضى، وكذلك قد لوحظ وجود زيادة في إفراز بعض المواد في الجسم مثل (Substance P) و(Nerve Growth factor) نتيجة للضغوط النفسية. وهذه المواد تحفز الخلايا المناعية لمهاجمة الشعر، ومن ثم إيقاف نموه، وتؤدي بعد ذلك إلى تساقط الشعر.
العامل المناعي:
حيث ترتبط الثعلبة بدرجة كبيرة في الحالات التي تتميز بزيادة الحساسية الجلدية وحساسية الصدر والانف.
اضطرابات الغدد ذات السبب المناعي:
ترتبط الثعلبة باضطراب الغدد ذات السبب المناعي كاضطراب الغدة الدرقية ومرض اديسون ومرض السكر والانيميا الخبيثة.
العوامل الوراثية:
هناك دور للوراثة في حدوث هذا المرض؛ حيث سجلت بعض الحالات التي تحدث في العائلات بنسبة 10 – 20 %، والأبحاث تؤكد أنه في كثير من الحالات يوجد تاريخ لإصابة أحد أفراد العائلة بالثعلبة، وكذلك لوحظ أن الأقرباء من الدرجة الأولى للمرضى هم أكثر عرضة للإصابة بالثعلبة بـ10 مرات من غيرهم.
كذلك، هناك عدة موروثات اكتشف أنها قد تؤدي إلى الثعلبة، وهي موجودة في الكروموسومات 6 و10 و16 و18. كما رُصد ارتفاع في نسبة الإصابة بالثعلبة لدى الأشخاص ذوي التاريخ العائلي الإيجابي للربو، التهاب الأنف التحسسي، الإكزيما أو أحد الأمراض المناعية الأخرى مثل اضطرابات الغدة الدرقية، الداء السكري، الروماتيزم والبهاق
عوامل أخرى:
مثل امراض العينين والاسنان والبؤر الصديدية في مناطق الجسم المختلفة.
أعراض الثعلبة:
وتظهر الثعلبة إما في شعر الراس ، وهذا ما يحدث غالباً، وإما في أي منطقة شعرية في الجسم ، وتكون على هيئة دائرة محددة ويكون الجلد في هذه المنطقة ناعماً أملس وأبيض مثل العاج ولايحتوي على اي شعر، وعلى اطراف هذه المنطقة يكون الشعر على هيئة علامة التعجب ، وتستمر هذه العملية لعدة أسابيع، وبعدها ينمو الشعر في مدة تتراوح من 4 – 10 شهور ، وفي بعض الاحيان يستمر الشعر في السقوط من مناطق اخرى ، وهكذا .. وفي حدوالي 5 – 10 % من الحالات يسقط شعر الرأس كله، وفي 10% يسقط الشعر من اماكن أخرى غير الرأس مثل الرموش والحواجب والذقن وشعر العانة.
وفي حالات الثعلبة نجد الاظافر وقد اصابها بعض التغيرات مثل التنقيط في صفيحة الظفر مع تشققات طويلة.
تشخيص الثعلبه:
إن الاختبارات والفحوصات الروتينية ليست مفيدة في تأكيد الإصابة بالثعلبة، إن التشخيص غالباً مستند على ظهورها المفاجئ (خلال أيام أو أسابيع).
عموماً إن أغلب الحالات يتم تشخيصها بالفحص السريري ولكن الطبيب المعالج قد يطلب بعض التحاليل المخبرية لاستبعاد الأسباب المرضية وعند ظهور التحاليل ضمن حدودها الطبيعية فإن ذلك دلالة على أن العوامل والضغوط النفسية (مادية- اجتماعية- إدارية- دراسية…الخ) قد يكون لها دور في ظهور الثعلبة.
علاج الثعلبة:
هناك عدة طرق لعلاج الثعلبة، لكن الطريقة المناسبة للعلاج يعتمد تحديدها على عدد من العوامل، نذكر منها: عمر المريض، مكان المنطقة المصابة من الجسم، مقدار مساحتها، مثل أن تكون في فروة الرأس أو في مناطق الجسم الأخرى مثل الوجه ويتضمن الحواجب ومنطقة الذقن والشارب.
بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات يفضل البدء بمحلـول المنوكسديل الموضعي 5%؛ حيث يوضع على المنطقة المصابة مرتين يوميا، مع محلول أو كريم الكورتيزون الموضعي ويكون متوسط القوة. وإذا لم تكن هناك أي استجابة بعد 6 شهور فيمكن إعطاء كريم الأنثرالين (Anthralin)، وهو مركب شبيه بالقطران يتم وضعه على المنطقة المصابة من 30 – 60 دقيقة ثم يغسل بالماء. إلا أن لهذا الدواء مضاعفات جانبية مثل تهيج الجلد وظهور تصبغات بنية في لون الجلد وعلى الملابس. ومن المستجدات في هذا المجال أن هناك دراسات جديدة بينت فعالية العلاج بالليزر من نوع إكسيمر (Excimer Laser).
أما المرضى الذين تكون أعمارهم أكثر من 10 سنوات، وكذلك البالغون، فيتم علاجهم على النحو التالي:
– إذا كانت الثعلبة أقل من 50% من مساحة الرأس فيفضل البدء بحقن الكورتيزون الموضعي كل شهر، وفي الغالب تتحسن حالة 70% من هؤلاء المرضى بهذا العلاج. وإذا لم تتحسن الحالة بعد 3 أشهر فيمكن إضافة:
– محلول المنوكسديل الموضعي minoxidil 5%.
– كريم كورتيزون مع تغطية الرأس بعد وضعه، وذلك لزيادة فاعلية العلاج.
– أما إذا كانت الثعلبة أكثر من 50% من مساحة فروة الرأس، فيوصى بعلاج هؤلاء المرضى بمادة DPCP، وهي مادة توضع مرة واحدة في الأسبوع، وتعمل على إثارة الجلد (أي تهيجه) وهذا التهيج يؤدي بدوره إلى تغير الخلايا المناعية الموجودة في المنطقة المصابة من الجلد من خلايا مهاجمة للشعر إلى ضدها، وبالتالي تتخلص بصيلات الشعر من هذه الخلايا المانعة لنمو الشعر.
عقاقير طبية مثل:
– محلول المنوكسديل الموضعي minoxidil 5%.
– من الادوية المستخدمة الكورتيزون cortisone الموضعي بالحقن أو بالفم حيث أنه يساعد مرضى كثيرين ويجعل الشعر ينمو مرة اخرى
– الأنثرالين Anthralin.
– هناك علاجات أخرى تؤخذ عن طريق الفم، لكن هذه الأدوية يجب أن تعطى تحت إشراف طبي، ومن هذه الأدوية عقار: Methotrexate،Sulfasalazine ،Azathioprine .
– استعمال بعض مضادات الاكتئاب وكذلك الدعم النفسي والاجتماعي، ويجدر بنا أن نشير إلى أن هذه العلاجات تساعد على تخفيف تأثير الضغوط النفسية عن المرضى وقد تساعدهم على حفظ التوازن النفسي والتخفيف من القلق الذي غالبا ما تعانيه المصابات من الإناث.
علاج الثعلبة الكيماوي غير كاف وغير فعال .. لكنه مساعد ونذكر منهم
– العلاج بالليزر
– كذلك جلسات الاشعة فوق البنفسجية (PUVA) مفيدة في بعض الحالات
إن تلك الوسائل لها بعض الاثار الضارة على الجسم ولا تحقق النجاح مع جميع الناس
عموماً فإن علاج الثعلبة يشمل:
– لعلاج الثعلبة يتم استخدام مخلوط متساوي من مرهم كبريت بتركيز 10% ومرهم سالسليك وزيت خروع (ملعقة كبيرة من كل منهما ) وتدلك به اماكن الاصابة لمدة 5 دقائق ( ويفضل أن تكون قبل النوم مباشرة ) وتكرر مرتين باليوم ولمدة شهر كامل مع عدم توقف العلاج حتى مع تحسن الحالة بعد اسبوع من انبات الشعر.
– يمكن علاج الثعلبة باستخدام المهيجات الموضعية
– استخدام دواء المونوكسوديل minoxidil : وهو يساعد على نمو الشعر عن طريق تأثيره على الخلايا الليمفاوية بالدم والانسجة وعلى خلايا القرنية ببويضلات الشعر، ولكن يصاحب استعماله ظهور شعر زائد في الوجه والذراعين والساقين مما يقلل من استعماله عن طريق الفم.
– استخدام عقار السيكلوسبورين ، ولكن هناك احتمال تاثيره السام على الكبد والكلى.
– استخدام مركبات الدامفيسيدون، وهو يؤدي إلى نمو الشعر مرة أخرى ويحتمل ظهور اثار ضارة له.
الطب البديل و خلطات منوعة لعلاج الثعلبة:
– وضع الفلفل مع عسل النحل والبصل على النار ، ثم تصفية الجميع بعد ذلك ويدهن به مكان الاصابة بالثعلبة مما يساعد على انبات الشعر
– دهن مكان الثعلبة بعسل النحل بعد تدليك المنطقة مسبقاً بالخردل
– خلط الصبر مع الخل ويدهن به موضع اصابة الثعلبة
– يفيد استخدام عصارة الفجل وتدلك مكان الاصابة
علاج الثعبلة بالنباتات:
– هناك مجموعة من النباتات تحتوي على مواد مهيجة للجلد ومنشطة للدورة الدموية كالثوم والخردل
– الثوم أو البصل: يسحق بعض الثوم أو البصل سحقاً جيداً ، ثم يدهن به مكان الثعلبة مرة واحدة في اليوم كل يومين وذلك حتى يظهر الشعر في مكان الإصابة.
– هناك استعمال اخر للثوم حيث يسحق بعض الثوم مع قليل من الملح الخشن ثم يضاف اليه قدر فنجان قهوة من الطحينية ويمزج جيداً وقبل إستعماله يفرك مكان التثعلبة بواسطة قطعة قماش ليحمرّ لون الجلد الجلد ثم يدهن بهذا المزيج صباحاً ومساء مدة ستة أيام.
– الخردل والماء: يموج بعض مسحوق الخردل بالماء الفاتر ويفرك مكان الثعلبة يومياً ، وعند الشعور بحرقة في الجلد يغسل بالماء.
– الصبّار: يعصر ويفرك المكان المصاب بعصيره يومياً.
– عصير القرّاص: تعصر النبتة الطازجة وتدهن الثعلبه بعصيرها عدة مرات في اليوم.
– مسحوق الحنظل: يسحق ويمزج ببعض الماء ويدهن به الثعلبه.
علاجات بديلة للثعلبة التي تفرز القشور:
اليود والسبيرتو وزيت الزيتون : يؤخذ حوالي 50 نقطة من اليود عيار واحد ونصف، وفنجان قهوة من سبيرتو نقي عيار (95) ، وملعقة كبيرة من زيت الزيتون ، وتمزج هذه المواد وتفرك بها جلدة الرأس بواسطة قطعة من القطن وذلك مرتين في الاسبوع ، ويستحسن عدم غسل الرأس إلا مرة واحدة في الاسبوع ويكون الغسل بمغلي حفنة من النخالة في عشرين لتراً من الماء يصفّى بعد الغلي ويضاف اليه كوب من الخلّ.
علاجات الثعلبة الناتجة عن التوتر:
– اكليل الجبل: تضاف ملعقة صغيرة من النبتة إلى فنجان ماء مغلي ، ويترك مغطى مدة 6 دقائق ثم يصفى بعدها ويشرب فاتراً على جرعات متعددة خلال المساء ، ويواضب على هذ العلاج 10 ايام متتالية.
التثقيف:
تثقيف الأسرة والمجتمع المحيط بالمريض بضرورة مراعاته نفسيا واجتماعيا مع التركيز على أن هذا المرض غير معدٍ.