تفاصيل دقيقة وأساسية كفيلة بتأمين مثلث عمل مثالي تقلص عدد الساعات التي كانت تمضيها المرأة في مطبخها، حتى انها تكاد تنعدم، وذلك لانشغالها بعملها خارج المنزل وتسارع وتيرة الحياة. لكن هذا الوضع لا يعني بالتأكيد عدم الاهتمام بهذا الركن، فهو لا يزال يحتفظ بمكانته بالنسبة إلى أي امرأة، ويشكل شرطا أساسيا في شراء أي بيت بالنسبة للشباب. رغم مسؤوليات المرأة المتزايدة خارج البيت، فهي تحرص دائما على أن يكون مطبخها بمساحة معقولة، ومصمما بطريقة تعكس ذوقها وشخصيتها قدر الإمكان.
عوامل عدة تساهم في ابراز المطبخ بأبهى حلة، وتحافظ في الوقت ذاته على خصوصيته من دون المساس بأسسه وقواعده.
جامعة كورنيل الأميركية، اتخذت في عام 1950 صفة «مثلث العمل»، كتصميم أساسي في أي مطبخ، والمقصود بالمثلث المساحة التي تحتوي على أدواته الرئيسية: الثلاجة وفرن الغاز وحوض الماء، على ألا تتجاوز المسافة بينها الستة أمتار، ولا تقل عن 90 سنتيمترا، ليكون المثلث مريحا، والمركز الذي توجد فيه كل الأدوات الضرورية.
وفقا لمتطلبات أفراد العائلة ككل، وربة المنزل بشكل خاص. لأن موقع المطبخ يأخذ حيزا مهما بالنسبة للمرأة، يفضل اختياره على مقربة من غرفة الطعام، أو غرفة العائلة أو غرفة الجلوس الخاصة باستقبال الضيوف. واذا كانت هناك مساحة اضافية، من الأفضل تخصيص مطبخ آخر خارجي أو مغلق للقلي والشواء لتجنب الرائحة وتسللها الى أرجاء المنزل.
وبناء على موقع المطبخ ومساحته، يتم تحديد شكله النهائي وتصميمه، اذ هناك أربعة تصاميم أساسية يتم الاختيار بينها وفقا للمعطيات المتوفرة.
قد يأتي التصميم على شكل خط مستقيم، وهو مناسب للغرف الصغيرة حيث توزع الخزانات في مثلث العمل على جدار واحد لا تعترضه أي عوائق تذكر.
في الغرفة ذات الشكل المستطيل التي يتجاوز عرضها مترين وأربعين سنتيمترا، يكون على شكل خطين متقابلين، بحيث توزع الخزانات على حائطين متقابلين على ألا يقل عرض الممر بينهما عن 120 سنتيمترا. بسبب ضيق المساحة يفضل اعتماد التصميم البسيط ليؤمن الراحة ولا يعيق العمل، فبالإمكان استخدام الأبواب المنزلقة، مثلا، والرفوف غير المرئية والمركزة في الطبقات السفلية.
ثم هناك المطبخ الذي يأتي على شكل L ويناسب الغرف المربعة والمستطيلة الكبيرة أو الضيقة الطويلة، حيث يتم توزيع الخزانات على جدارين متصلين، حتى يسهل وضع طاولة طعام في منتصف المطبخ ويمنح مرونة في الحركة.
أما الشكل الأخير فهو على شكل U ويتم فيه توزيع الأدوات على ثلاثة جدران، شرط ألا تقل المسافة بين الحائطين المتقابلين 150 سنتيمترا ولا تزيد على ثلاثة أمتار، كما يسمح هذا التصميم بفتح شباك من المطبخ على الغرفة المجاورة وأيضا وضع مائدة طعام في الوسط، لكنه في الوقت عينه لا يناسب الغرف التي تقل مساحتها عن عشرة أمتار مربعة.
قبل اختيار التصميم المناسب يجب التوقف عند نقاط مهمة، كأن يثبت حوض الماء في أسفل النافذة، وتجنب وضع فرن الغاز قرب البراد، الذي يجب أن يركّز بدوره في موقع يؤمن التهوئة اللازمة بعيدا عن الحرارة.
لا بد أيضا من مراعاة عدم كثرة النوافذ والأبواب في المطبخ بحيث لا يزيد عددها على الاثنين، على أن تتحرك في اتجاه لا يعيق العمل والحركة، ومراعاة أن تكون هذه النوافذ مصدرا للضوء الطبيعي، وبعيدة عن أماكن الطهي، وتساعد على الاحتفاظ على درجة الحرارة المطلوبة. أما الأبواب، فيجب أن تكون مفتوحة بعرض يسمح بادخال الأدوات الكبيرة بسهولة.
كثرة الخزائن في المطبخ أمر مستحب، لا سيما اذا كانت غير ظاهرة للعلن بشكل قبيح، فهي تقوم بدور فعال في حفظ أدوات الطعام ليبدو المكان منظما ومرتبا. وبما ان اختيار أنواع المطابخ الجاهزة وتصميماتها، التي أضيفت إليها تفاصيل تخرجها عن الطابع التقليدي، بإدخال بعض وسائل الترفيه كجهاز التلفزيون، وما شابه من تسهيلات وكماليات، تعود لذوق كل امرأة ومتطلباتها، إلا ان هناك عناصر أخرى تلعب دورا مهما في اظهارها بصورة تعكس ذوق صاحبة المنزل ودقة اختيارها.
من هذه العناصر طلاء الجدران والأرضية والانارة والديكور بشكل عام، لذا من الأفضل، مثلا، تقسيم الجدران الى قسمين: علوي وسفلي، ونظرا لابتعاد الأول عن متناول اليد من الممكن طلاؤه بألوان الدهان الفاتحة، مما يسهل عملية غسله وتنظيفه وتجعله يبدو أكثر اتساعا، فيما يغطى الثاني بالسيراميك أو الاسمنت الناعم الصلب والمقاوم للحرارة والبرودة.
ولا تقل الأرضية والسقف أهمية عما سبق، لما لهما من دور في حماية أثاث المطبخ من المؤثرات الخارجية، اذ يجب تغطية الأرضية بأنواع صلبة من البلاط كالموزاييك والسيراميك او الحجر والبورسلين، وطلاء السقف بلون فاتح يساهم بشكل أساسي في اعطاء شعور بالاتساع، ويعكس الضوء على المكان بنسبة مضاعفة، مع العلم أن ضيق المطبخ قد يعيق وصول الاضاءة كما يجب، إلا أن توزيع الاضاءة الصناعية بشكل مدروس ودقيق يخفف من المشكلة، كما أن الانارة المتدلية تناسب طاولة الطعام.
تجدر الاشارة هنا الى أنه، بالإضافة الى زيادة مصادر الاضاءة وألوان الطلاء الفاتحة، تساهم دقة توزيع الأثاث والانتباه الى بعض التفاصيل في التخفيف من مشكلة ضيق مساحة المطبخ، كأن تستغل الأركان والزوايا لأغراض هادفة بدل اهمالها، والاستعاضة بالأدوات ذات الأحجام الصغيرة عوض الكبيرة، واستخدام طاولة قابلة للطي كي توضع جانبا في حالة عدم استخدامها.
بعد تطبيق هذه التفاصيل العامة، يصبح من السهل اختيار تصميم المطبخ الجاهز، واجراء تعديلات بسيطة عليه بما يتلاءم مع طابع كل منزل واحتياجات صاحبته. ما يساعد على هذا أن الخيارات كثيرة، وان يبقى اختيار النوع الأفضل والأطول عمرا وإن كان سعره مرتفعا هو الاستثمار الذكي.