في عصر ما قبل الإنترنت والفضائيات كان التلفزيون هو البطل الأوحد، إذ سيطر بـ«شاشته الفضية» علي وعي أجيال كاملة، منذ بدء إرساله للمرة الأولى في عام 1960، مروراً بعصره الذهبي في الثمانينيات والتسعينيات، حينما كان التفاف الأسرة أمام التلفزيون طقس يومي مقدس.
وفي مقابل محدودية فترة بث الإرسال التلفزيوني آنذاك، تصاعد شغف المصريين بجميع مفرداته، من مذيعين، وبرامج، وسهرات. ومع ما كان يصيب المشاهدين من خيبة أمل عندما كان النشيد الوطني يقطع عليهم الإرسال إيذاناً بانتهاء البث اليوم في تمام الثانية عشر صباحاً، كانت اللهفة هي أول ما يقابلون به البث الصباحي الذي يبدأ مع أضواء النهار الأولى في الصباح التالي، وعلي مدار اليوم.
لنعود بالذاكرة مع عشاق التلفزيون وتستعرض أهم وأشهر البرامج في عصره الذهبي في التقرير التالي.
18. صباح الخير يا مصر
مع دقات السابعة صباحاً يبدأ التلفزيون المصرى بثه ببرنامج «صباح الخير يا مصر»، والذى اعتبره مواليد نهاية الثمانينيات والتسعينيات بمثابة إيذان ببداية اليوم في صغرهم، بعد أن كانت الخلفية الدائمة أثناء تحضير الإفطار يومياً، علي أنغام أغنية «يا حلو صبح» الصادرة من الراديو.
كان «صباح الخير يا مصر»، أول برنامج صباحى فى العالم العربى، وكان يذاع على القناتين الفضائية المصرية والأولى والأرضية، يومياً من السابعة إلى العاشرة صباحاً، ويشترك في تقديمه ثمانية مذيعًا ومذيعة، بالتناوب علي مدار الأسبوع، بواقع أربع مذيعين كل يوم، بالإضافة إلى مذيع للفقرة الرياضية اليومية، ومذيع آخر للأخبار.
17. عالم الحيوان
مقدمة موسيقية مميزة لا تخطئها أذن وكأنها قادمة «طازة» من الأدغال، يعقبها صوت رصين لواحد من أهم الإعلاميين في تاريخ التلفزيون المصري: «مرة أخرى فى جزر نيوزلندا بالجنوب الغربى من المحيط الهادى نعرض لكم ….». إنه الإعلامي الراحل محمود سلطان الذي اقترن صوته بلقطات البرنامج الفريدة لصور مختلفة من الحياة البرية في مختلف أنحاء العالم.
وبمجرد انتهاء صلاة الجمعة، يُسرع الجميع إلى منازلهم صغاراً وكباراً، حتى لا يفوتهم مشهد «افتراس» أو لقطات جديدة للحياة البرية في صورة وثائقية جديدة علي الشاشات العربية. بدأ «عالم الحيوان» فى فترة التسعينيات وتابعه جيل كامل وحفظ مكانته بجدارة فى ركن الذكريات.
16. سر الأرض
«سر الأرض» مختلف في المحتوى والجمهور المستهدف، إذ أنه كان أول برنامج تلفزيوني يوجه بالأساس للفلاحين، ويعرض في إطار درامي نصائحاً وإرشادات زراعية. وعلي الرغم من أن البرنامج يستهدف الفلاحين والزراعيين في الأساس، إلا أنه حقق نجاحاً كبيراً، وحقق نسب مشاهدة عالية جداً بين مختلف الفئات.
وعرف المشاهدون شخصية «القرموطي» الكوميدية لأول مرة في حلقاته، وكانت من أسباب نجاحه الذي استمر منذ انطلاقه في 1994. كما اشتهر البرنامج بمقدمته الغنائية المييزة، بما يتخللها من مشاهد تعكس جمال الريف المصري.
15. طبق اليوم
«ولا حتى سمعنا عنه فى طبق اليوم» جملة نرددها كثيراً على سبيل الفكاهة، ولكن لا يعرف أصل الحكاية إلا أمواليد التسعينيات الذين تابعوه مع أمهاتهم، فبرنامج «طبق اليوم» واحد واحد من أشهر البرامج التلفزيونية الرمضانية التي قدمتها التلفزيون المصري.
واعتاد المشاهدون، خاصة ربات البيوت، انتظار البرنامج يومياً في فترة الظهيرة، وعلي الرغم من أن مدة البرنامج لم تكن تزيد عن 15 دقيقة، إلا أنه كان يُقدم خطوات بسيطة لإعداد أكلات مصرية أصيلة.
14. العلم والإيمان
«30 جنية» للحلقة الواحدة، تلك هى حكاية برنامج «العلم والإيمان»، حيث قرر التلفزيون المصرى رصد 30 جنيهاً ثمناً للحلقة الواحدة من مشروع «العلم والإيمان»، الذى أراد أن يقدمه عالِم فى بداياته وهو مصطفى محمود كفكرة جديدة للربط بين الظواهر الكونية والإيمان.
وظلت الـ«30 جنية» تُلاحق مشروع العلم والإيمان، إلى أن علم أحد رجال الأعمال بالقصة فأنتج البرنامج على نفقته الخاصة ليصبح من أشهر البرامج التلفزيونية وأوسعها انتشاراً على الإطلاق. وعلي الرغم من أن البرنامج استمر لفترة طويلة وصلت إلى 18 عامًا، فإن الجميع ظل يذكر سهرة الاثنين الساعة التاسعة ومقدمة الناى الحزينة في البرنامج وإفتتاحية الدكتور مصطفى محمود (أهلا بيكم).
13. نافذة على العالم
«خمس دقائق» هى مدة عرض البرنامج الذى لا يزال عالقاً فى ذاكرة المصريين، ومشاهدي التليفزيون في نهاية الثمانينيات خاصة، وكأنه بلورة سحرية تُبين ما وراء العالم الآخر ثم تختفى فجأة، حيث كان يهتم بكل ما هو غريب فى العالم كعروض السيرك اليابانية، وعروض أزياء بأفكار مجنونة من باريس. وما على المُشاهدين إلا أن يحزموا أمتعتهم وينطلقوا فى رحلة الإنبهار.
12. الكاميرا فى الملعب
«لونجا 79» هى كلمة السر فى برنامج الكاميرا فى الملعب، الذى بدأ فى الثمانينيات وتوقف بحلول الآلفية الجديدة، «لونجا 79» هو اسم الموسيقى التصويرية للبرنامج الكروى الأشهر في مصر «الكاميرا فى الملعب»، فهى تُعد الموسيقى الأشهر فى تاريخ البرامج الرياضية، قدمها للبرنامج الموسيقار هانى شنودة وفرقة المصريين.
أخرج البرنامج حسن يوسف، أما براءة اختراع الفكرة فترجع إلى السيد قطب عبدالسلام، وقدمه أبرز الرياضين مصطفى عبدو، حازم الشناوى، ومحمد هلال.
11. أماني وأغاني
استقبل مشاهدو التليفزيون برنامج «أماني وأغاني» باحتفاء كبير، مع اختلاف وتنوع ما كان يقدمه من الأغنيات الجديدة المصورة بأسلوب «فيديو كليب» الذي كان مثابة فتحاً تكنولوجيا آنذاك من ناحية الصورة والمؤثرات.
وارتبط البرنامج بوجه المذيع أحمد مختار، الذي كان أبرز مقدمى البرنامج. واشتهر «أماني وأغاني» بتقديم أحدث أغنيات جيل الشباب الصاعد، وقتها، بمجرد صدورها، مثل عمرو دياب، وأنغام، ومصطفى قمر، ومنى عبد الغنى وغيرهم.
10. كلام من دهب
«دهب دهب دهب».. من لا يذكر تلك المُقدمة، فقد كان برنامج «كلام من دهب» للكاريزما الأشهر في فترة التسعينيات المُذيع طارق علام الذي كان ينزل إلى المواطنين فى الشارع ويسألهم سؤال في المعلومات العامة، وسعيد الحظ تُقدم له جائزة ثمينة «جنية دهب»، ومن خلال ذلك يحدث العديد من المواقف الطريفة والكوميدية نتيجة تفاعل الجمهور بتلقائية شديدة.
9. بانوراما فرنسية
يوم الثلاثاء على القناة الثانية، موعد المشاهدين مع برنامج بانوراما فرنسية، والمذيعة ميرفت فراج، من أهم البرامج التى اهتمت بتقديم ثقافة مختلفة للجمهور، تذوقها المشاهدين بحُب وحقق نجاح لم يكن يتوقعه صناع البرنامج أنفسهم.
8. الكاميرا الخفية
رغم من أنه لم يكن أول البرامج التي استخدمت تقنية «الكاميرا الخفية» الشهيرة، إلا أنه حقق النجاح الأكبر بين هذه النوعية من البرامج التي تعتمد علي تقديم مقالب مدبرة يتم تصويرها دون معرفة أبطالها الذين يكونون دائما أشخاص عاديون من المارة أو رواد المقاهي أو المحال التجارية.
وقدم الفنان إبراهيم نصر البرنامج محققاً نجاحاً كبيراً، وارتبط عرضه بشهر رمضان، مع انطلاق مدفع الإفطار. ويرجع الفضل للبرنامج في انتشار البرامج المشابهة مع تنوع أفكارها، لتصبح قاسماً مشتركاً في الخريطة البرامجية لمعظم المحطات التلفزيونية خلال الشهر الكريم.
7. حكاوى القهاوي
ارتدت الإعلامية الأرستقراطية سهير الأتربى جلباب بلدي ونزلت إلى الشوارع، فكان أبطال برنامجها البُسطاء على القهاوى، موظفُ أربعيني لم يتزوج بعد بسبب غلاء المعيشة، عاطل يبحث عن عمل، رجُل صعيدى قطع مسافات طويلة تاركاً أسرته وجاء يبحث عن حُلم العاصمة وأقل متطلبات الحياة، فنان بسيط، وغيرهم، هكذا نجحت المذيعة الإنسانه سهير الأتربى فى جذب الجمهور بتقديم نماذج منهم بعيداً عن نجوم الفن والمجتمع.
6.خلف الأسوار
أول برنامج يهتم بالحوادث علي التليفزيون المصري في فترة التسعينات، واستقبله المشاهدون باهتمام شديد، ليتابعوا من خلاله اعترافات المتهمين بتفاصيل جرائمهم، وتمثيل بعضهم الكيفية التي جرت بها، كل هذا يحدث والمشاهدين يلتقطون أنفاسهم بصعوبة أمام شاشات التلفاز، بينما تظل مذيعة البرنامج راوية راشد صامدة إلى النهاية.
لم يخلو برنامج “الحوادث” من الكوميديا، ففى إحدى الحلقات وجهت المذيعة لمتهم قتل شيخ مسجد سؤالاً “هو مصعبش عليك ؟” فجاء الرد “اللى يصعب عليكى يا أبلة يفقرك”، فلم تتمالك راوية راشد نفسها من الضحك أمام الكاميرا.
5. حديث المدينة
«المحاور» لقبُ فضله الإعلامى مفيد فوزى، دون أن يعلم أن هذا اللقب سيُعطى برنامجه شارة أول برنامج «توك شو» عربى، وحقق المعادلة الصعبة وهى النزول إلى المواطنين فى الشارع ومعرفة مشكلاتهم، ومواجهة المسئوليين بها. واستمر حديث المدينة من التسعينيات وحتى الآن، ربما قل بريقه ولكن لازال يحتفظ بإسم مُسجل فى ذاكرة المصريين.
4. اخترنالك
تبدأ السهرة فى الأربعاء من كل أسبوع ببرنامج «اخترنالك»، حيث يظهر وجه المذيعة فريال صالح لتقدم باقة مُختاره بعناية شديدة من المنوعات المختلفة، من كل أنحاء العالم، ويُختم البرنامج بحلقة من مسلسل أجنبى.
3. نادى السينما
تعلقت آذان المصريين بموسيقى برنامج نادى السينما، فكان يُبث على شاشة القناة الأولى كل سبت، وتقدمه الإعلامية درية شرف الدين، ويعرض أهم الأفلام الأجنبية التي لم يسبق عرضها علي الشاشات العربية بعد مناقشة سينمائية تسبق الفيلم كل مرة مع أحد النقاد الفنيين.
2. تاكسى السهرة
«تااااكسى».. تقولها المطربة المُبتدئة آنذاك «سيمون»، مُعلنة بدء البرنامج وتذكرهم بصوتها مره آخرى فى الفواصل الإعلانية، بالإضافة إلى موسيقى البرنامج والأفلام التى كانت تُقدم فى كل مرة بين مقاطع من الأفلام السينمائية التي مازالت في صالات العرض.
1. هذا المساء
مع حلول الساعة الحادية عشر يوم الأحد من كل أسبوع، يطلّ سمير صبرى على الجمهور من خلال برنامج «هذا المساء»، مستضيفًا فيه مختلف نجوم الفن والثقافة والسياسة في بعض الأحيان، فى سهراية بعيداً عن أضواء «البلاتوه».