«ملامح بغيضة ونظرات حادة وضحكات خشنة وخمور كالأنهار ونساء ترقص»، هذا هو حال كفار قريش الذين لم يهتدوا للإسلام في السينما المصرية، التي استعانت بنجوم الصف الثاني في السينما، مثل “سراج منير وعبد الغني قمر ومحمد أباظة وكنعان وصفي ولطفي عبد الحميد”، فيما استحوذ نجوم الصف الأول على أدوار المسلمين أو الكفار الذين اهتدوا إلى الإسلام مثل محمود مرسي وأحمد مظهر.
محمود مرسي.. حينما دخلت الفتنة داره
“حتى داري دخلتها الفتنة” ثم يتقدم ليسحق رأس زوجته وهي تصلي، يعد هذا المشهد الذي قدمه العملاقان محمود مرسي وسميحة أيوب واحدًا من أشهر المشاهد في الافلام الدينية التي انتجتها السينما المصرية، ففي فيلم “فجر الإسلام” الذي عرض عام 1971، وأخرجه صلاح أبو سيف، وكتبه عبد الحميد جودة السحار، يقاوم الحارث -محمود مرسي- انتشار الإسلام في قبيلته، على يد ابنه هشام -عبد الرحمن علي-، وأحد شيوخ القبيلة وهو الفضل ابن مالك -يحيى شاهين- قبل أن يهديه الله للإسلام في نهاية الفيلم.
حاول محمود مرسي في أدائه شخصية “الحارث” البعد عن الافتعال والشر الظاهري، والتركيز على الفهم الجيد للشخصية، وظهر هذا جليًا في المشهد الذي جمع بينه وبين ابنه حينما يعرض عليه الإسلام فيجيب بهدوء “دين يفقدني أموالي ونفوذي وعبيدي ويجعلني أنا وعبيدي أما ربك سواء”، ربما كان هذا الفيلم الأكثر فهما لشخصية “الكافر” في الأفلام الدينية.
أحمد مظهر.. يعلن إسلامه على الجبل
في فيلم “الشيماء” –إخراج حسام الدين مصطفى، وسيناريو وحوار صبري موسى وعبد السلام موسى- المأخوذ عن رواية للكاتب الكبير على أحمد باكثير، قدم أحمد مظهر شخصية “بجاد” وهو زوج الشيماء -سميرة أحمد- ابنة حليمة السعدية -أمينة رزق- وشقيقة الرسول الكريم في الرضاعة، حاول مظهر أن يظهر جانب آخر في شخصية “الكافر” في السينما المصرية فبجاد الذي يعشق زوجته يقف حائرًا بين إسلامها ومكانته في قومه التي تفرض عليه محاربة الدين الجديد، ليظهر لك جانبًا خفيًا في شخصية الكافر، حيث أنه أصبح من الممكن أن نقتنع بأن الكافر يعشق ويحب وحياته ليست عنفًا ودم طيلة الوقت.
عدلي كاسب ومحمد أباظة وإسلام فارس.. كفار الملامح الغليظة
في عام 1964 قدم المخرج محمد عمار فيلم “هجرة الرسول” قصة وسيناريو وحوار حسين حلمي المهندس، وبطولة ماجدة وإيهاب نافع، والذي قدم شخصية “الكافر” بالشكل التقليدي حيث الملامح الغليظة والصوت الأجش والسادية المفرطة ليختار بناء على هذا الوصف اثنين من نجوم الصف الثاني وهما عدلي كاسب ومحمد أباظة، اللذان أجادا أدوراهما لدرجة تجعلك تجزم أنهما من الكفار بحق.
ويعد المخرج والممثل إسلام فارس أحد الكفار المنسيين في السينما المصرية حيث قدم في فيلم “هجرة الرسول” دور إبليس الذي يشير على الكفار بخطة محاولة قتل النبي الكريم قبيل هجرته، كما قدم نفس الشخصية في فيلم “من عظماء الإسلام” 1970.
وحشي الذي طردته والدته لقتله حمزة
في عام 1976 قدم المخرج مصطفى العقاد فيلمه العالمي الرسالة، والذي تناول قصة الرسول الكريم من بداية النبوة وحتى وفاته، وخلال العمل قدم العقاد شخصية وحشي العبد الحبشي الذي قتل سيد الشهداء حمزة أبن عبد المطلب، وقام بالدور الممثل الليبي “سالم قدارة” والذي كان يعمل في الأصل فني كهرباء بالفندق الذي نزل فيه العقاد في ليبيا إبان تصوير الفيلم، والذي حينما شاهده أصر على أن يقوم بالدور، وبالفعل قدم القدارة شخصية وحشي بإتقان شديد لدرجة جعلت والدته حينما شاهدته في السينما تطرده من المنزل وتحرم عليه دخوله، ولم ينجح في إقناعها أن الأمر مجرد تمثيل إلا حين استعان بعدد من مشايخ الحي الذي يسكن فيه.