بألوان الربيع الناعمة، ومجموعة أفكار رومانسية لا تليق سوى بموسم تفتح الأزهار، قدمت مصممة الأزياء العراقية زينة زكي مجموعتها الأخيرة لفساتين السهرة الراقية، الأسبوع الماضي، مقدمة أفكارا متنوعة للتصاميم الراقية، اجتمعت على القصة الأنيقة، والتنويع، لم تخرج عن فكرة الحرير المنسدل الرقيق، والقصات عالية التنفيذ.
على الرغم من أنها لم تكن أفضل مجموعات المصممة، التي تشتهر من خلال دار أزيائها «جوليا دوماني» بتقديمها فساتين السهرة الراقية، شديدة الفخامة، إلا أنها استطاعت من خلال هذه المجموعة أن تقدم بصمة جديدة لها، من خلال القصات الناعمة المنسدلة، بعيدا عن المنفوشة الفاخرة، على الرغم من تسريبها تصميمين أو أكثر بتلك الفكرة، مقدمة مجموعة امتازت بالبساطة والنعومة، والقدرة على التوافق مع مختلف الأجسام والأشكال، كما أنها فضلت التنويع في «باليتة» الألوان، مقدمة الهادئ منها، والداكن، والربيعي، والصيفي الصارخ، في سيادة للألوان السادة، مقابل القليل من التصاميم المطبعة، وتميز خاص جدا، في الخامات الراقية والفخمة.
تنوعت القصات، وتفاوتت أفكارها، إلا أنها لم تخرج عن الفساتين الطويلة، والقصة الراقية، وذلك الاتساع الذي يتدرج نزولا، مبتعدة عن فكرة الفساتين الضيقة بالكامل، ومعتمدة في الأغلب على فكرة قصة «الحورية» التي تضيق حتى أسفل الأرداف، لتتحرر في انتفاخ أو تموج ناعم، إضافة إلى فساتين ذات قصة تحت الصدر، تنسدل تحته أمواج ومناديل متفاوتة الأطوال من الشيفون الحريري الرومانسي، مع إضافات رومانسية خاصة بالمصممة، زينت بها الحواف والحواشي، إضافة إلى الفساتين التي انسدلت وانتفخت تنانيرها بطريقة مبتكرة وتنفيذ عالي الجودة، طويلة من الخلف، وقصيرة من المقدمة فقط، مع قصة حملت الحواشي إلى الداخل، ما جعلها تبدو أقرب إلى الغيمة.
إضافة إلى الأذيال، تنوعت أيضا قصات الصدر، التي غالبا ما كشفت بغواية عن منطقة الصدر والأكتاف، بأفكار مختلفة، منها المكشوف المستعين بفكرة «قصة القلب»، أو تلك المستقيمة الناعمة، إضافة إلى المعتمدة على فكرة الحمالة الواحدة المائلة، أو التي استعانت بأكتاف وأكمام قصيرة جدا، وفتحات صدر كبيرة، بقصات متعرجة، أو ذات زاوية حادة، أو المستديرة الناعمة، أو التي تناظرت فيها الحمالات في تحديد واضح لقصة الصدر، أو بحمالات ناعمة رفيعة، أو المزينة بقصة صدر مستديرة وطبقات متموجة ورومانسية من الشيفون، بلسمة صيفية هادئة، إضافة إلى التي تميزت بالرقبة العالية المشغولة مع صدر واحد وكم قصير واحد من جهة واحدة، والكتف المكشوفة من جهة أخرى، في تصميم شديد الأناقة ذي قصة متسعة الخصر تضيق بهدوء على الأرداف في أحزمة مشغولة ثلاثة، لتنسدل متموجة حتى النهاية، معتمدة الشيفون الحريري البيج الراقي.
هدوء صيفي
على الرغم من تنوع الألوان التي اعتمدتها زينة في مجموعتها، وتركيزها على تقديم مجموعة ربيعية صيفية واضحة، إلا أنها فضلت الالتزام بألوان غير صارخة أو فاقعة، تميل على الرغم من تنوع قائمة الألوان إلى الدرجات الهادئة غير الصاخبة، في تركيز على ألوان مثل الأخضر الفستقي الداكن، والأخضر الزمردي المزرق، إضافة إلى الأحمر الناري، والأسود، الذي قدمته بفكرة شفافة بالكامل فيما عدا أجزاء رئيسة رسمت بالترتر الكثيف خطوطا وتموجات وأنصاف دوائر متوازية وحواشي للتنورة الشفافة الطويلة، إضافة إلى ذلك قدمت المصممة مجموعة من الألوان الهادئة، مثل الوردي الفاتح جدا ذي الدرجة المغبرة، وآخر أكثر هدوءاً وأكثر قربا إلى الدرجة المغبرة، وآخر أقرب إلى الأبيض في هدوئه، والوردي ذي الدرجة الأدكن جزئيا والقريبة من لون الحلوى، إضافة إلى اللون الأزرق السماوي الفاتح، وذلك المقارب للون السماء المتدرجة بين الصفاء ودخول الغيم الأبيض، والأبيض المغبر، إضافة إلى الأبيض العاجي، والأبيض الفاتح المغبر، إضافة إلى البنفسجي الفاتح المتدرج مع الأبيض، وخامات مطبعة أنيقة منها الأبيض المزين بزهور حمراء وبيضاء أقرب إلى فكرة أغصان شجر الكرز، كما قدمت خامة راقية أخرى تزينت بضربات لونية فضية وزرقاء بنفسجية وسوداء لزهور كبيرة ومتميزة.
خامات ملكية
تميزت الخامات التي اعتمدتها المصممة العراقية في مجموعتها، إذ اختارتها بطريقة خدمت القصات المختلفة، فبين الشيفون الحريري المنسدل والمتموج، والتول الناعم المنسدل تارة، والمتجمع تارة أخرى، بقدرته الذكية على التشكل المرن، والتافتا ذات الملمس الحريري والخامة الثابتة نوعا ما والقابلة للانتفاخ والتشكل، والسطح اللوني المراوغ بين درجتين دائما، إضافة إلى الدانتيل، الذي زين بحياء مجموعة من التصاميم بلمسات بسيطة بين الصدر والحواشي، بينما انسدل في جزء كامل وشديد الرقة في أحد الفساتين يعينه التول في الجزء الآخر.
ازدانت الفساتين بأنواع مختلفة من التطريزات والشذرات التي تكثفت تارة ونثرت تارة أخرى، معتمدة التركيز على منطقة الصدر والأكتاف والخصر، بأحجار وكريستالات تفاوتت بين البيضاء، وتلك التي تماهت بألوان فساتينها، إضافة إلى اعتمادها فكرة قصات ولمسات بسيطة من الجلد الذهبي المتوافق مع الأحجار الذهبية التي زينت أحد الفساتين، إضافة إلى المشغولات الحمراء والسوداء الراقية.