كثير من المعاطف.. سمة تميزت بها مجموعة دار الأزياء الفرنسية العريقة «لويس فيتون» لمجموعة ما قبل الخريف 2011-،2012 التي اعتمدت تصاميم الـ«آرت ديكو»، والكثير من خربشات «بيكاسو آسكو» التكعيبية، في احتفاء واضح بأناقة السبعينات من القرن الماضي الكلاسيكية، المستلهمة أفكارها هي الأخرى من لمسات العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، مقدمةً بذلك تصاميم، ذات أناقة أوروربية خاصة جداً.
لم تشتمل هذه الصيحة المعاصرة الساحرة على ما يوحي بالرجعية، أو العودة إلى الماضي، التي أصبحت في ما بعد نزعة مميزة للسبعينات، إذ مازالت موضة العشرينات والثلاثينات تلهم عالم الأزياء حالياً بطريقة لا شعورية بطلتها الأنيقة والقيمة والعملية أيضاً، وهذه ميزة كانت مفضلة في عصر آرت ديكو الذي جلب في كمّ من التصاميم المصنوعة كلياً من التويد والحرير والريش، التي جلبت بهجة إلى خريف 2011 بهالة من الترف والإغراء والقوة. وتلعب المعاطف دوراً في هذه الصيحة، إلى جانب السراويل المنتشرة في كل مكان، والأقمشة الحريرية القطنية المضلعة.
ألوان
تستلهم معاطف التويد المقلمة ألوانها من أقمشة لويس بورجواز التي يستوحى لونها الأزرق من زي العمال، ولكونه مصنوعاً من تويد غزلي خشن، وله وجهان يظهر الأزرق كأنه مزركش، وبأزراره المزدوجة يحظى هذا المعطف العملي الزاخر بالمواد النسيجية بأسلوب معطف الرجال، وما يتمتع به من مزايا أخرى تضفي مزيداً من الدفء والحماية، ما يفي بمتطلبات الحياة العصرية.
وللمعطف العنابي ذي الطبقتين الصوفيتين صور ظلية متعرجة، ويأتي الجزء العلوي المحشو ذو الطبقات المتناسقة المخيطة مع بعضها بعضاً، ليعطي روحًا رياضية. وعند ارتدائه مع بنطال شمبراي أزرق واسع ــ موضة العشرينات ــ يستحضر المعطف صورة المرأة الأنيقة، كما صورها هنري لارتيجو.
فساتين
تتميز فساتين آرت ديكو ديفا بالبساطة الخادعة تماما كالقمصان التي تحتوي على ياقات غير مزينة قصداً، لكنها تتشكل من أحزمة كشميرية محبوكة تشعرنا بالدفء. ورغم أن القميص قصير الأكمام يتناسق قليلاً، إلا أنه يوحي بمظهر الملابس المقسمة إلى طبقات كما يضفي دفئاً، ويبرز الظلال المتناسقة. أما نسخة المساء فتخطف الأحزمة المطرزة الأضواء وتتباين مع مات فينيش الدقيقة لأقمشة فورتوني الحريرية المخططة ذات الثنيات، إضافة إلى الخصر المرتفع وزركشة المواد.
على الفستان الملفوف المحبوك بنسيج الجرسي الحريري، نجد الطباعة التكعيبية تذكرنا ببيكاسو في باكورته، ولوحة ألوان دوناند. ومثل الفراء في شكل القماش يمنح وبر الأرنب وهي فكرة تصميم ملحة في فيتون الفستان نهاية ناعمة. وتضمن خلفية الفستان المتشابكة تعليقه النموذجي. إن فيتون العنابي والبني هما جزء من لوحة ألوان خريف آرت ديكو غير اللامعة باللونين الأحمر والأزرق القاتم المنعشين اللذين استعيرا من أعمال لويس بورجواز النسيجية.
وبقصة واسعة وثنيات عند الساق تتصف البناطيل بالسمة الذكورية، لكنها ليست بسيطة، خصوصا عند ارتدائها مع سترة عصرية أنيقة تعطي لمسة تمرد شبابية مميزة، والتي تظهر من قماش التويد، يناسب التصميم الجلدي من هذا البنطال المرأة المغامرة، إضافة إلى الحواشي التي تزين أسفل الركبة المزينة من التويد، والبدلة المكونة من سترة وتنورة مزدانة بالتويد أيضاً.
حقائب وأحذية
بقوالب ملونة من الجلد المصبوغ، وقماش القنب «لومنوغرام» تجمع حقائب آرت ديكو ديفا ومحفظاتها بين الألوان الداكنة والجلد الناعم الحبيبي المنقوشة عليه الحروف الأولى لعلامة لويس فويتون.
وكانت حقيبة اليد مظهراً رئيساً في تلك الحقبة التي أبرزت موضة آرت ديكو. وللمساء تكون المحفظة من جلد سمك الراي اللساع ــ إحدى الخامات المفضلة آنذاك ـ ومشبك إبزيمها على شكل علامة، وتأتي الحقيبة الكبيرة بأحزمتها التي يمكن أن توضع على الكتف في حجم أكبر من أجل أسلوب حياة مفعم بالنشاط ومعاصر، ويهتم بهذه التفاصيل الدقيقة حتى في الجزء الداخلي من الحقيبة، وبطانته الملونة.
أما الأحذية ذات الكعوب العالية؛ فمستوحاة من أحذية الرجل التقليدية، وتقترن التفاصيل ذات الخياطة اليدوية بالكعوب نصفها من الخشب المصقل ونصفها من المطاط المرصعة بمكعب صغير محفورة عليه علامة لويس فيتون الرجالية، ولمسة الآرت ديكو المكررة على جميع المجموعة تتكرر هنا أيضاً، للموازنة بين الفخامة والمتانة.
ويبرز تناسق قطع آرت ديكو المكونة من قماش الجاكار والتويد الكعب المرصع بـ236 بللورة، تم تركيبها يدوياً، أما أحزمة أحذية تي بار الرقيقة فمرصعة بالخرز. وتذكر قطعة الجلد القوية المقصوصة بدقة خلف منحنى الكعب بتأثير ترمب لويل الذي يشبه العمق الموجود في الجوارب ذات الخياطة الخلفية في العشرينات من القرن الماضي.