مع إطلالة كل موسم تقدم مصممة الأزياء أمل مراد مجموعة جديدة ومختلفة من العباءات الراقية لكل النساء ومن كل الأعمار، معتمده على المزج بذكاء بين أهم سمات اتجاهات الموضة العالمية وخصوصية تصميم العباءة والشيلة، وما تمثله من حشمة ووقار، لتعبّر عن مفهومها الخاص للأناقة ورؤيتها المتفردة في عالم الموضة.
لأن أمل مراد مصممة متمرسة في مجالها، لها ذوقها وبصمتها اللذان تتفرد بهما عن الآخرين، فقد صنعت اسمها كما تريد وترغب، وصنفته ضمن رؤية محددة مثبتة نفسها وعملها على مدار الأعوام السابقة، مشاركة في عدة عروض محلية وعالمية، في أسابيع الموضة المختلفة.
عرفت مراد منذ دخولها في مجال تصميم العباءات بخيالها الواسع وأفكارها اللافتة، التي تعبر عن مدى شغفها الكبير بالموضة، وانحيازها الدائم لتراثها الشرقي والعربي، متأثرة بفنون الخليج وحضارته الإنسانية والثقافية، ومتمسكة ببيئتها الإماراتية وقيم العادات والتقاليد كعنوان يؤطر أسلوبها عملها، غير غافلة عن ضرورة إدخال لمسات من المعاصرة والحداثة على هذا الزي التقليدي الخاص، وتطويره بشكل مدروس ينسجم مع قالبه الكلاسيكي الذي يميزه. في هذا السياق، تقول “بالرغم من خصوصية العباءة والشيلة وتاريخها الطويل في موروثاتنا الشعبية، وطبيعة حياتنا في المنطقة، إلا أن إحداث التطوير وإضافة عناصر متجددة تواكب خطوط الموضة العالمية على تصميمها أمر لا بد منه، حتى نستطيع أن نتماشى مع أفكار الجيل الجديد من الفتيات الجانحات نحو التغريب، ونلبي احتياجاتهن العملية بموديلات أنيقة وعصرية تتناسب مع إيقاع حياتهن السريع، فنستقطب بذلك هذه الشريحة الواسعة من البنات، ونحثهن على الاستمرار في ارتداء العباءات الخليجية، وعدم التخلي عنها”.
وفي مجموعتها الجديدة لموسمي خريف وشتاء 2011/ 2012، والتي جاءت تحت عنوان (Funky Flowers) أدخلت مراد أفكاراً استلهمتها من عالم الزهور المبهج، آخذة استشراقات موضوعها من ألوانها وأشكالها، وما تمثله من رومانسية وفرح، لتعبر عنها بأسلوبها الخاص، وتتناولها بشكل مختلف ومبتكر ولأبعد المقاييس. وهي تشير إلى هذا قائلة “ربما يكون موضوع الزهور مستهلك وقديم عند البعض، ولكني تناولته بطراز آخر جديد ومثير، حيث إني لم أستخدم الزهور كما هي في الطبيعية، بل جعلتها مفهوماً للإطار العام للمجموعة، بمعنى استوحيت لمسات وأفكاراً من كل زهرة وترجمتها وفق ما أرغب، إما كشكل أو لون أو معنى أو حتى كرمز تمثله”.
وتضيف “في هذه التشكيلة من العباءات أردت التأكيد على عنصر المعاصرة والحداثة، فقسمتها إلى واحدة عملية تناسب أوقات النهار وأجواء العمل والدراسة، وأخرى أكثر تكلفاً وزخرفة لتتلاءم مع الأمسيات والمناسبات السعيدة، ولكن يجمعها كلها مفهوم واحد وانسجام متكامل، لأهديها لكل النساء من مختلف الأجناس والأعمار”.
دبي للموضة
تقول مراد “كانت لي عدة مشاركات في أسابيع الموضة، ولكن ذهابي لمدينة روما خلال أسبوع ربيع وصيف 2010 كان تجربة أعتز بها حقاً؛ لأني وجدت هناك جمهوراً مثقفاً وحضوراً متميزاً يقدر الفن والعمل، لم يهمه كوني مسلمة أو أني أصمم أزياء تعتبر تقليدية بحتة، بل نظروا إلى تفاصيل عملي، وتميز القطع، وشكل التطريز، ومفهوم العباءة ومصادر الإيحاء، ما جعلني أشعر بالفخر لأني أمثل بلدي في مناسبة عالمية كهذه، كما أنني شاركت ولعدة مواسم في أسبوع دبي للموضة، ولكني فضلت الابتعاد في الفترة الأخيرة، فالمشاركة لا تضيف إلى رصيدي كمصممة إماراتية”.
وعن سبب ابتعادها عن المشاركة في أسبوع دبي للموضة، تقول “أنا وغيري الكثير من الأسماء المعروفة لنا ملاحظات على طبيعة فعالياته، كونه يفتقر للمقاييس العالمية التي تدار بها معظم أسابيع الموضة في الخارج، وهو يفتقد حضور فئة المشترين والتجار المهتمين بشراء منتجات المصممين المشاركين فيه، كما يغلب عليه الوجود الآسيوي المكثف خاصة من دول مثل الهند وباكستان، في حين تتراجع مع مرور كل موسم مشاركات مهمة للمصممين الخليجيين والعرب، بالإضافة إلى عدم الدقة في مواعيد الانطلاق، وتغيير المكان بشكل مستمر وفي كل مرة، والكثير من التفاصيل التي تنتقص منه وتحوله إلى مجرد فعالية للأزياء وليس أسبوعاً حقيقياً للموضة”.
وتضيف مراد “أتمنى أن يرقى هذا الحدث العالمي المهم إلى مستويات أفضل وأعلى، وأتمنى أن أرى فيه وجوداً أكبر وأكثر للمواهب الصاعدة والمصممين المتميزين من الإمارات، الخليج، والعرب، كما أطالب بأن تتولى جهة رسمية لها صبغة وطنية إدارة شؤون هذا المشروع الواعد”