الزواج أهم علاقة تربط بين شخصين، بكل ما تتضمنه هذه العلاقة من معاني الحب والإخلاص والصدق والثقة.
ترجمة هذه المعاني بلغة الموضة والأناقة معناها أنها فرصتك للحصول على فستان مميز بتكاليف عالية، ومعناها أيضا أن حفل الزفاف هو أهم عرض أزياء في حياتك، لهذا لا تبخلي على نفسك بالوقت والمال لكي تكوني عروسا متوجة ونجمة متألقة بما يناسب شخصيتك وأسلوبك وطموحاتك أيضا.
فالموضة تأتي وتغيب، ويبقى مفهوم فستان الزفاف وشكله على حاله لا يتغير سوى في بعض التفاصيل الشخصية التي تضيفينها عليه، بدليل أن التنورة الفخمة التي تستحضر فساتين أميرات الأساطير حاضرة بقوة إلى جانب الفساتين المنسابة بنعومة حالمة أو بوهيمية منطلقة وبأطوال مختلفة.
إلى جانب تصميماته، مكانته أيضا لم تهتزّ على الرغم من التغيرات الاجتماعية التي مر بها العالم، وغيرت الكثير من المفاهيم وحررت المرأة من الكثير من القيود.
الدليل؟ لا يزال الحلم الذي يدغدغ غالبية الفتيات، بغضّ النظر عن مكانتهن ومستواهن الاجتماعي والثقافي، كما لا يزال التحفة التي يعبر بها المصممون عن خصوبة خيالهم ويستعرضون فيه إمكانياتهم.
حسب البعض، فإن هذا الصمود في وجه المتغيرات هو ما أنقذ الـ«هوت كوتير» حتى الآن، إذ لا يخفى على أحد أن عدد زبوناتها تقلص بشكل كبير في السنوات الأخيرة، لعدة أسباب أهمها أن تسارع إيقاع الحياة لم يكن في صالحها.
فالشابات المقتدرات وسيدات الأعمال حاليا، ليس لديهن صبر ولا وقت أمهاتهن، وبالتالي يردن قطعا جاهزة يمكن الحصول عليها سريعا.
الاستثناء الوحيد كان ولا يزال فستان العمر، فهو لا يقبل المساومة ولا أي تنازلات، سواء تعلق الأمر بالسعر أو بالوقت.
وبالنظر إلى هذا الإقبال، لم يعد غريبا أن يقحم الكثير من المصممين فستانا أو أكثر في مواسم الأزياء الجاهزة بعد أن اقتصر الأمر إلى عهد قريب على مجال «الهوت كوتير»، حيث جرت العادة أن ينهي المصمم عرضه بفستان زفاف، يكون التحفة التي يتفنن فيها ويستعرض فيها مواهبه، ويحاول من خلالها إغراء الأمهات والبنات على حد سواء، انطلاقا من معرفته المسبقة أن الكثيرات منهن يحضرن العروض أساسا لاختيار فساتين الفرح.
وتماشيا مع تغير إيقاع الحياة من جهة، ورغبة منهم في اختراق السوق من جهة ثانية، أصبح لبعض المصممين خط خاص بفساتين الزفاف مثل دار «لانفان» وغيرها.
الجميل الذي يصب في صالح العرائس أن معظمهن بتن يأخذن عامل السعر بعين الاعتبار، بطرحهم مجموعات خاصة بأسعار تتباين من 1000 دولار أميركي إلى 5000 دولار أميركي، وهي أسعار مقدور عليها وتنافس تلك التي تقدمها المحلات الكبيرة في شوارع الموضة.
فبادجلي ميشكا، مثلا، طرح تشكيلة تبدأ من 2000 دولار ولا تتعدى 4000 دولار، فيما أطلقت مونيك لويللر مجموعة باسم «بليس» تتراوح بين 2300 و3500 دولار أميركي.
موقع الإنترنت التسوقي الشهيرة «نيت أبورتيه دوت كوم» تجاوب مع هذه الحاجة أو الحالة بافتتاح قسم خاص بالأفراح والليالي الملاح يغازل العروس أيا كانت إمكانياتها. فيه ستجد تصميمات لستيلا ماكارتني أو لانفان أو تامبرلي وغيرهم.
تشرح هولي روجرز، مديرة الشراء في الموقع، أن فكرة افتتاح هذا القسم انبثقت من الحمى التي تلت ظهور سارة جيسيكا باركر في يوم زواجها في مسلسل «سيكس آند ذي سيتي»، في فستان من تصميم فيفيان ويستوود.
تقول إن الطلبات انهالت حينها عليه من كل صوب، في دلالة واضحة على أن المرأة العصرية لم يعد لها الوقت أو الصبر لكي تفصل فستانا على المقاس، بل تفضل أن تجده جاهزا، وأن يصل إلى عقر بيتها من دون تعب.
الموقع لبى هذه الحاجة ويقدم حاليا ما لا يقل عن 50 تصميما متنوعا بتوقيع دور أزياء عالمية مثل «لانفان»، و«فالنتينو»، و«فيونيه»، و«جيامباتيستا فالي»، و«كارفن»، وغيرها، عدا ما تحتاجه العروس من إكسسوارات.
أما إذا كنت تتساءلين عن موضة هذا الموسم، فهي لم تتغير بشكل جذري عما تم تقديمه في المواسم الماضية، باستثناء تركيزهم هذه المرة على عنصر البساطة التي تعكس روح شابات اليوم وما يملن إليه. البوصلة التي استعانوا بها لمعرفة أحوال السوق هي توجهات الموضة الحالية.
بعبارة أخرى، فإن كل ما قاموا به هو البناء على ما طرحوه على منصات العروض للأيام العادية، وأضافوا إليه تفاصيل تليق بليلة العمر، الأمر الذي يفسر أن الكثير من فساتين السهرة يمكن أن يليق بعروس عصرية فيما لو أضافت إليه تاجا وطرحة وجواهر مناسبة.
فالتنورة المستديرة لا تزال حاضرة، لكن حجمها تقلص بعض الشيء عما كان عليه سابقا، بفضل تطور صناعة الأقمشة التي أصبحت جد عصرية مثل التول الذي يبدو كأنه حرير شفاف، مما منحها حداثة تناسب إيقاع العصر.
الجديد يبقى انتعاش الفستان القصير الذي يخاطب شابة عصرية لا تريد قيود الماضي، وتميل إلى الحركة والعملية، وقد تفكر في إقامة عرسها على شاطئ البحر أو في مكان مفتوح، في وضح النهار، مع العلم أنها قد تفكر أيضا من ناحية اقتصادية هنا، بحكم أن القصير يمكن أن تستفيد منه في مناسبات أكثر بعد الزواج.
في ما يتعلق بالألوان، فقد استقت هي الأخرى درجاتها من ألوان الموضة مثل لون البشرة والذهب إلى جانب الأبيض والكريم بكل درجاتهما.
خلاصة الأمر أن التنوع هو سيد الموقف حاليا، وهذا ما تشير إليه هولي روجرز بقولها إن الموضة الآن تخاطب كل الأذواق، وهذا ما احترمته عند اختيار الفساتين المطروحة في موقع «نيت أبورتيه دوت كوم»: «فهناك الكلاسيكي والبسيط والبوهيمي والحداثي الجريء، وكل قسم يخاطب امرأة معينة»، وكل ما عليها هو أن تفهم شخصيتها وتختار ما يمنحها الراحة والثقة.
من النصائح التي جمعناها لك من خبراء، التالي:
– أهم شيء أن تجدي فستانا على مقاسك، يمكنك التحرك فيه بسهولة وحرية، ويمنحك إحساسا بالثقة.
– إذا كنت ستشترين فستانا جاهزا، اسألي المحل إذا كان يقدم خدمة خاصة لضبط المقاس على جسمك حتى يبدو كأنه فُصل خصيصا لك.
– قبل التوجه إلى السوق، وحتى لا تضيعي وقتك وجهدك، لا بأس أن تتعرفي على التصميم الذي تريدينه ويناسبك على مواقع الإنترنت أو المجلات المتخصصة.
هذا سيساعدك على تكوين فكرة واضحة عما تريدينه وأيضا يجعلك قوية لا تتأثرين بما تحاول البائعة إقناعك به.
– قبل التفكير في التصميم المناسب، فكري في مدى ملاءمته لمكان العرس. إذا كان سيقام مثلا في فندق فخم، فأنت تحتاجين إلى تصميم كلاسيكي، من المحتمل أن يكون بتنورة مستديرة وفخمة أو ذيل طويل، أما إذا كان سيقام على البحر أو في الهواء الطلق، فأنت تحتاجين إلى فستان بوهيمي عصري يتيح لك الحركة بسهولة، وهكذا.
لكن لا تنسي أن يكون مبتكرا من كل الجوانب، بمعنى أن يكون لافتا وأنيقا من الظهر أيضا، سواء كان ذلك على شكل ذيل قصير أو ظهر مفتوح ومطرز، والسبب أنك ستتجولين بين الضيوف مما سيمنحهم رؤية ثلاثية الأبعاد للفستان إن صح القول.
– الفترة التي سيقام فيها العرس أيضا مهمة، كذلك أحوال الطقس. في الأيام الحارة يجب أن يكون بقماش خفيف ومن المحتمل أن يكون دون أكمام، أما إذا كان مساء وحالة الطقس لا تبشر بالدفء، فأنت أكثر أمانا بفستان بأكمام أو على الأقل جهزي إيشاربا يتماشى مع فستانك، لونا وقماشا.
– إلى جانب الخصر الذي لا يزال التركيز عليه واضحا، فإن الياقة وتصميمها أيضا يحظيان باهتمام المصممين ويجب أن يحظى باهتمامك أنت أيضا، لما يمكن أن يضفيه عليك من جمال ورشاقة وطول.
اختاريها بتفاصيل مبتكرة وعصرية في الوقت ذاته، كأن تكون مزينة بأشرطة أو بطيات «الدرابيه» تستوحي خطوطها من أميرات الأساطير اليونانية، خصوصا إذا كنت تريدين التمويه عن صدر ضامر أو كبير.
– لون فستانك يجب أن يتناغم مع لون بشرتك، لهذا اختاريه بالدرجة التي تناسبك سواء كان أبيض ثلجيا أو سكّريا، تجدر الإشارة إلى أن العروس قبل القرن الثامن عشر كانت تلبس كل الألوان، فالمهم بالنسبة إليها أن يكون جديدا وأنيقا.
وعرف الأبيض أوْجَه بعد أن ارتدته الملكة فيكتوريا في العاشر من فبراير 1840، في فستان يتكون من كورسيه وتنورة واسعة من حرير الساتان وطرحة بالدانتيل وبدرجة تميل إلى الكريم الذهبي. منذ ذلك العهد وملكات بريطانيا وأميراتها يرتدين دائما هذا اللون في أعراسهن.
– الدانتيل يزاحم الحرير هذا الموسم، إما على شكل تفاصيل خفيفة تظهر من فتحة على جانب التنورة أو الصدر، وإما كجزء مهم من الفستان ككل.
الجميل أن هذا القماش تخلص من إيحاءاته القديمة والتصاقه بالجدات واكتسب حيوية عصرية في التصميمات التي تعانق الجسد أو تنساب من تحت الساتان أو الحرير لتعطي الإحساس بازدواجية لذيذة بين المثير والمحتشم. لمزيد من التألق والفخامة يمكن اختياره مطرزا بالأحجار أو اللؤلؤ.
– هناك أيضا التول الذي أصبح أكثر نعومة إلى جانب الأورغنزا والشيفون وغيرها من الأقمشة الناعمة التي توحي بالرومانسية أو بالبوهيمية. المهم تجنب أقمشة تتجعد بسرعة والساتان بشكله القديم.
– اللون الأبيض لم يفقد مكانته، لكن تماشيا مع الموضة الحالية، أضيفت إليه تفاصيل بألوان أخرى مثل الأسود والوردي والسماوي كما في عرض كارولينا هيريرا.
أما إذا كنت لا تميلين إليه أو لا يضفي على بشرتك التألق، فلا بأس أن تختاري ألوانا أخرى مثل الوردي الخفيف أو السكري أو الذهبي.
– تميلين إلى القصير لكنك تواجهين رفضا واستنكارا من والدتك والمقربات منك؟ يمكنك التوفيق بين رغبتك ورؤيتهن بشبك ذيل طويل للفستان، يمكنك إزاحته في أي وقت تريدين.
للعروس العربية، ولأول مرة، سيقدم محل «فروست» في دبي المتخصص بأزياء العروس، مجموعة فساتين الزفاف التي قدمتها المصممة كارولينا هيريرا في نيويورك لموسم الربيع الحالي.
الهدف من هذه الفعالية تمكين كل من تحضر لحفل زواجها من معاينة هذه الفساتين عن قرب عسى أن تجد بغيتها في واحد منها. الفعالية ستقام في 13 من شهر مايو القادم لكن تحتاج إلى موعد مسبق.