بالرغم من صعوبة الزواج بخلافاته ومسؤولياته إلا أنها خطوة يخطوها الطرفين بحثاً عن حياة أفضل ، والتطور الطبيعي لأي زوجين هو أن يشعر كل من الطرفين أنه يكمل الآخر بدون أن يحجر عليه أو يبدد أحلامه الوردية عن حياته الجديدة .

وتؤكد الباحثة الأمريكية ألكسندرا بورت اختصاصية في علم الجينات المتعلقة بالسلوك أن الرجل الذي يقرر ترك حياة العزوبية يصبح أفضل اجتماعيا ويحسن التصرف في المواقف المختلفة وتتغير سلوكياته بشكل ايجابي .

بلا عدوانية

ووجدت الباحثة خلال دراستها التي شملت 289 رجل ، أن زواج الرجال، الذين أبدوا أقل نسبة من التصرفات غير الاجتماعية بين عمري الـ17 والـ20، كان أكثر احتمالاً في سن الـ29، واعترفت بأنها لا تعرف سبب تأثير الزواج إيجاباً على الرجال، لكن لديها بعض الأفكار وهي أنه “عند الزواج يمضي الرجل وقتاً طويلاً مع زوجته، ولا يمضي وقتاً كثيراً مع أصدقائه المشاكسين الذين قد يشجعونه على الخروج ومواجهة المشاكل”.

وكشفت عدة دراسات أن الرجال المتزوجين يظهرون سلوكاً عدائيا أقل من الرجال العازبين ، ليتأكد بصدق ان الزواج يجلب الاستقرار للرجال ، وأظهرت الدراسات أن أكثر الرجال عدائية يصبحون اجتماعيين أكثر بعد الزواج

ولم تكن هناك أي مصادفة عندما يقال إن الزواج يجلب الاستقرار للمرء إذ أثبتت أحد الدراسات الأمريكية الجديدة أن الرجال المتزوجين يظهرون سلوكاً عدائياً أو غير قانوني أقل من الرجال العازبين.

وبحسب موقع “لايف ساينس” فإن باحثين من جامعة ميتشيجن الأمريكية توصلوا إلى أن الزواج يجعل الرجال أكثر ليناً بعد متابعة 475 مراهقاً من ذوي السلوك الخطر حتى مرحلة الزواج، حيث تبيّن أن الزواج قلل السوك الإجرامي لديهم بنسبة 35%. وتبيّن أن أكثر الرجال عدائية يصبحون اجتماعيين أكثر بعد الزواج، وان الزواج يقلّص العدائية تجاه المجتمع بنسبة 30%.

ولكن الدراسة لم تتوصل إلى معرفة ما إذا كان الرجال اللينون هم الأكثر احتمالاً للزواج من الأساس.

ومن جانبها، أكدت الباحثة ألكسندرا بورت وهى عالمة نفس واختصاصية في علم الوراثة السلوكي ان الباحثين ليسوا أكيدين من تأثير الزواج على النساء من هذه الناحية لأن هذا النوع من السلوك غير شائع كثيراً لدى الجنس اللطيف، وخلص الباحثون إلى أن ازدياد عدد المتزوجين يقود إلى تقليص الجريمة.

يطيل العمر

وإذا كنت تعيش حياة العزوبية إلى الآن في يدك أن تحصل على صحة جيدة وعمر مديد بالزواج وهذا ما أشارت إليه دراسة أمريكية بتمويل من المعهد الوطنى للشيخوخة أن الرجال الذين يصلون إلي سن الخمسين من دون تعرضهم إلي أية مشاكل صحية يعمرون طويلاً ويمتلكون فرصاً كبيرة لمواصلة حياتهما الطبيعية إلي ما بعد سن الخامسة والثمانين.

واستندت الدراسة إلى متابعة إحصائية لنمط حياة 5800 رجل في ولاية هاواي بلغت أعمارهم 54 عاماً عند بدء الدراسة سنة 1965،و تابع فريق الباحثين السجل الصحي لهؤلاء تبين أن فرص تعمير الرجال الذي يعيشون مع زوجاتهم أكثر من أولئك الذين يعيشون بمفردهم.

نشاط ومتعة

إيجابيات الزواج لا تقتصر على الرجال فقط بل تنعكس أيضاً على حواء ، بحسب دراسة بريطانية جديدة لجامعة ويلز التي أكدت أن الزواج مفيد صحياً ويساعد على جعل الدماغ في وضع أفضل، كما انه يحسن من الوضع الجسماني ويطيل من عمر المتزوجين والأمر يشمل الرجال والنساء على حد سواء.

قام على الدراسة علماء من مستشفى جامعة ويلز البريطانية ،وأوضحوا أن الرجال يحصلون على أجسام نشطة بسبب الزواج، بينما تحصل النساء على أدمغة تعمل بشكل أفضل والسبب هو الزواج. الدراسة التي أجراها الباحثون وتوصلوا من خلالها إلى أن الزواج مفيد صحياً لكلا الزوجين شملت متابعة مائة وثمان وأربعين دراسة سابقة حول فوائد الزواج الصحية.

كما توصلوا إلى أن الزواج يمنح الرجال الكثير من المتعة والسبب هو تأثير الزوجة الايجابي على أسلوب الرجل في الحياة، كما أن حصول النساء على عقول نشطة وحيوية عند الزواج يعود إلى تركيز النساء بشكل أكثر على تفاصيل الحياة الزوجية واعتقادهن بأنهن مفتاح النجاح للعلاقة الزوجية. وعزى الباحثون أيضاً تحسن الوضع الصحي العام للزوجين هو التأثيرات الاجتماعية الايجابية الناتجة عن ارتباطهما كزوجين والالتزامات والتفاصيل العديدة التي تجعل من حياة الزوجين أكثر متعة ونشاط.

الدراسة اشرف عليها عالمين هما ديفيد غالاتشر وجون غالاتشر خلصت إلى أن الزواج والارتباط العاطفي بين الرجل والمرأة وما يصاحبه من التزام بأشكال مختلفة يساعد على تحسين الوضع الصحي لكليهما، وأضاف الباحثون أيضاً أن فوائد الزواج تزداد من الناحية الصحية مع مرور الوقت.