تمتاز الملابس النسائية في موسم شتاء 2012/2013 بطابع يعكس أنوثة المرأة ونضجها وأناقتها؛ حيث تتخلى الموضة هذا الموسم عن القصات والألوان المتحررة التي تغازل الفتيات الصغيرات، أو المستوحاة من الموضة الرجالية، وتطل بتصاميم أنثوية تتسم في الوقت نفسه بالجدية التي تليق بمكانة المرأة في المجتمع.
ويقول الخبير بمعهد الموضة الألماني غيرد مولر تومكينس، إن «القصات محايدة الجنس والملابس الواسعة جداً التي تبدو كما لو كانت مستعارة من خزانة ثياب الرجل، خرجت من تشكيلات الملابس لهذا الشتاء، وحلت محلها القصات الضيقة المفعمة بالأنوثة وذات فتحات الرقبة العميقة؛ حيث يشهد هذا الموسم رواجاً كبيراً لتنورة القلم الرصاص التي تغازل القوام، والأحزمة العريضة التي تبرز جمال الوسط، مع عودة البلوزات التي تتحلى بالبساطة، والبلوفرات مستديرة الرقبة الملتصقة بالجسم، وكثير من الفساتين».
طلة جادة
إلى جانب القصات الملتصقة بالجسم، أشار تومكينس إلى أن بعض مصممي الأزياء لجأوا هذا الموسم إلى القصات المستقيمة وصندوقية الشكل، التي تمنح المرأة طلة جادة تعكس نضج شخصيتها، وإن كانت أقل أنوثة، مثل ماركة Sisley التي تقدم قطعة فوقية صندوقية الشكل ذات فتحة رقبة مستقيمة ومغلقة مع تنورة ذات حواف. وعن هذا الاتجاه يقول خبير الموضة الألماني: «القصات المستقيمة وصندوقية الشكل تمتاز بطابع رصين يوحي بالفخامة والأناقة، وهي بالطبع تناسب النساء الراشدات الناضجات، وليس الفتيات الشابات».
أحجار كريمة
وتقول مستشارة المظهر الألمانية، إنيس مايروزه، إن «موضة هذا الشتاء تنطق بالأناقة والفخامة، الأمر الذي يتبدى جلياً في الألوان التي تتربع على عرش الموضة هذا الشتاء»، موضحة أن ملابس هذا الموسم تزهو بألوان الأحجار الكريمة، مثل اللون البنفسجي المستوحى من حجر الأماتيست والأخضر الزمردي والأحمر بلون حجر الغرانيت. وأشارت مايروزه، عضو الرابطة الألمانية لمستشاري المظهر والألوان بمدينة هامبورغ، إلى أن هذه الألوان تتناغم مع درجات البني والتوتي المشبع وألوان التوابل، والأخضر الداكن الذي يُعد من الألوان الرائجة بشدة هذا الموسم. وأوضحت مايروزه أن كتالوجات تشكيلات الموضة لهذا الموسم تعكس شغف مصممي الأزياء باللون البنفسجي؛ فإلى جانب درجة الأماتيست تسود درجات الأرجواني والبنفسجي الفاتح والبنفسجي الداكن بلون البرقوق.
طبقات عدة
بالنسبة لطرق التنسيق، أوضحت خبيرة الموضة الألمانية مايروزه، أن طلة الطبقات اللونية المتعددة تمثل أحدث صيحات التنسيق هذا الشتاء، مشيرة إلى أنه من المثالي أن تظهر كل طبقة لونية بشكل واضح. ويتجسد هذا الاتجاه في تشكيلات الماركات العالمية؛ فماركة Bette Barcla تنسق سروالاً موف مع بلوفر ذي تقليمات بالأصفر الخردلي والرمادي والبنفسجي مع شال بني فاتح. كما تنسق ماركة Minx بين تنورة وبلوفر بدرجات الأحمر مع جورب وجاكت كارديجان طويل بدرجات البنفسجي مع شال بني داكن.
ويقول خبير الموضة الألماني تومكينس إن هناك طريقة تنسيق أخرى تنتشر هذا الموسم، ألا وهي تنسيق الألوان الصارخة والفاقعة مع الألوان الداكنة والهادئة كالأسود والأبيض، فماركة United Colors of Bene مثلاً تنسق سروالاً بدرجة الأحمر البابريكا مع جاكت ذي لون أخضر داكن.
مشاهد طبيعية
بالنسبة للنقشات تقول خبيرة الموضة الألمانية مارا ميشي، إن «الملابس الحريمي تزدان هذا الشتاء بنقشات الزهور، وكذلك النقشات التي تصور مشاهد طبيعية والتي تظهر في اللوحات الفنية القديمة؛ فتنورة ماركة Marc Cai تزدان بنقشة تصور مجموعة من الأيائل في قلب الغابة، بينما تقدم ماركة H&M جورباً طويلاً يزدان بنقشة تجسد صورة بانورامية لإحدى المراعي». وأشارت ميشيل، المدير التنفيذي لرابطة مصممي الأزياء والأقمشة الألمان، إلى أن قطع الملابس ذات النقشات المستوحاة من الطبيعة، والتي غالباً ما تزهو بالألوان الجذابة، تتناغم مع قطع الملابس ذات الألوان الداكنة والهادئة، مثل الأسود والأبيض. وفي ما يتعلق بالخامات، أوضحت ميشيل أن مصممي الأزياء يظهرون هذا الموسم شغفاً كبيراً بالفراء الطبيعية والصناعية إلى جانب الصوف والجلد، مشيرة إلى أنهم غالباً ما يستخدمونها في الجواكت على وجه الخصوص، مع تنسيقها مع الملابس الأخرى الخفيفة؛ فماركة Comma تنسق جاكت من الفرو مع تنورة قصيرة وخفيفة، بينما تنسق ماركة(أوليف) صديري من الفرو مع فستان خفيف. وبالمثل ينسق المصممون الجلد مع قطع الملابس الخفيفة، فعلى سبيل المثال يتم تنسيق السروال الجلدي الأسود، الذي يتربع على عرش الموضة هذا الشتاء، مع البلوزات الرقيقة، أو مع فساتين خفيفة.