التعرض للشمس لفترات طويلة يسبب التجاعيد والجفاف فيه وشيخوخته المبكرة
من منا لا يريد بشرة جميلة مشدودة لا تشوبها شائبة، ومن لا ينشد الجلد المرمري والمصقول كالمرآة، وفي سبيل ذلك ينفق الكثير من الجهد والوقت والمال لتصحيح تلك العيوب التي تظهر على الجلد لأسباب كثيرة. لذا من الحكمة معرفة كيفية التعامل مع البشرة وأنواعها.
الجلد هو العضو الأكبر في جسم الإنسان، حيث تبلغ مساحته مترين مربعين، وتنمو خلايا الجلد وتموت وتستبدل نفسها باستمرار بحيث يبقى هذا العضو يتابع وظيفته الرئيسية بكل فعالية. ويتألف الجلد من طبقتين اثنتين هما البشرة والأدمة، وتتكون هاتان الطبقتان من عدة أنواع مختلفة من الأنسجة لكل منها وظيفة أساسية لحماية الجسم.
البشرة
لعل أهم وظيفة للجلد أنه يشكل حاجزا طبيعيا ضد الإصابة والعدوى. وأهم جزء من هذا الحاجز، الطبقة العليا من الجلد المسماة بالبشرة (epidermis)، وتتكون من صحائف من الخلايا الميتة. تنمو الخلايا الموجودة في قاعدة البشرة بصورة متواصلة، ثم تنقسم وتهاجر إلى السطح، وأثناء مرحلة الانتقال تمتلئ هذه الخلايا ببروتين ليفي قاسٍ يسمى الكيراتين (keratin)، وهو ما يمنح الجلد قوته ومرونته، فيشكل غطاء واقيا لينا.
ومع مرور الوقت تصل خلايا الجلد أثناء تقدمها في العمر إلى السطح لتموت ثم تنسلخ عن الجلد عن طريق الاحتكاك، فتطرح على شكل قشيرات جلدية مفسحة المجال أمام ظهور جلد جديد. وتتم هذه العملية بشكل دوري شهري، بمعنى أنه يتم تجديد الجلد بالكامل على مدار ثلاثين يوما.
تحتوى البشرة أيضا على خلايا تسمى خلايا الميلانين (melanocytes) التي تقوم بتصنيع صبغة الميلانين المسؤول الأول عن ترشيح الأشعة فوق البنفسجية من الشمس وإضفاء اللون على الجلد. وبصفة عامة يعد لون الجلد خاصية وراثية لا تتحدد فقط عن طريق عدد خلايا الميلانين وإنما من خلال درجة نشاطها.
الأدمة
وهى الطبقة السفلية من الجلد وتتكون من نسيج قوي ومرن. وتحتوي الأدمة (dermis) على جميع الأوعية الدموية والأعصاب والأوعية اللمفاوية والغدد العرقية، والغدد الدهنية أو الزهمية، والألياف العضلية والمستقبلات الحسية (وهي عبارة عن أعضاء حساسة تكشف اللمس والضغط والحرارة والبرد) التي تجهز البشرة وتدعمها. كما تحتوي طبقة الأدمة أيضا على خلايا تقوم بترميم الجلد لدى تعرضه للأذى.
بالإضافة إلى دور الجلد المهم في حماية الأعضاء الداخلية للجسم من المؤثرات الخارجية، هناك وظيفة أخرى له ذات أهمية بالغة تتمثل في المساعدة على التحكم في درجة حرارة الجسم. فعندما يصبح الجلد حارا جدا بتأثير عوامل الطقس، تتوسع الأوعية الدموية الموجودة في طبقة الأدمة لتشتيت الحرارة. وتقوم الغدد العرقية بإفراز العرق لتبريد الجسم. والعكس صحيح، في حال البرودة الشديدة، اذ تنقبض الأوعية الدموية لتحافظ على الدم الحار، ويقشعر الجلد لحبس طبقة من الهواء الدافئ حول الجسم.
الشمس والجلد
يعشق الكثيرون الخروج إلى الهواء الطلق والتعرض لأشعة الشمس بما للشمس من فوائد ومتعة، لكن من الممكن أن يكون للأشعة فوق البنفسجية تأثير بالغ الضرر على البشرة، وهنا يأتي دور الميلانين بتقليص كمية الأشعة الضارة التي تصل إلى الأدمة، ولكن ليس بصورة كافية. حتى السكان الأصليون للمناطق الحارة، والذين يدل لون بشرتهم على وجود كميات بمستويات عالية من الميلانين المرشح لديهم، يبقون عرضة للإصابة بحروق الشمس، إن هم تعرضوا لأشعة الشمس لفترات طويلة.
وكما يدل اسمها، يمكن أن تكون حروق الشمس من النوع الخطير، وهي بالإضافة لكونها مؤلمة جدا، يمكن أن تسبب ندبا وترهلا مبكرا للبشرة.
إن التعرض بصورة منتظمة لأشعة الشمس بدون حماية كافية، يمكن أن يسبب ضررا قد يصل إلى طبقات من الجلد أعمق مما نتوقع، وقد تحفز الأشعة فوق البنفسجية على إصابة الخلايا الجلدية المنتجة للميلانين بأحد أنواع سرطان الجلد يعرف بالورم الميلاني الخبيث. ورغم كل ما سبق، فإن للأشعة فوق البنفسجية بعض الفوائد، وتعتبر كمية محددة من هذه الأشعة مفيدة وضرورية لإنتاج فيتامين دي المهم لتقوية العظام.
شيخوخة الجلد
وهناك سؤال يطرحه الكثير من الناس، وهو إذا كانت الطبقة العلوية من الجلد تحل محلها طبقة جديدة تماما كل شهر، فلماذا يشيخ الجلد؟
إن الجلد يشيخ جزئيا لأن طبقة الأدمة التي تقع أسفل البشرة، تفقد تدريجيا موردها من مادتين أساسيتين لمرونة البشرة وهما الإيلاستين والكولاجين. فمن المعروف أن الألياف الطولية لمادة الإيلاستين هي التي تمنح الجلد مرونته وطواعيته، في حين أن ألياف الكولاجين تزوده بالقوة. وبمرور الوقت ومع تكرار التعرض للأشعة فوق البنفسجية تتعرض هذه الألياف للتآكل، فيفقد الجلد مرونته وقوته ويبدأ بالترهل والشيخوخة.
ثلاثة قواعد للعناية بالجلد
القاعدة الأولى:
من الحكمة خلال أشهر الصيف البقاء بعيدا عن أشعة الشمس المباشرة بين الساعة العاشرة صباحا والرابعة بعد الظهر، وهذا لحماية الجلد من التعرض للأشعة فوق البنفسجية قدر المستطاع.
الجلد الذي يتعرض للشمس لفترات طويلة يصاب بالتجاعيد، والجفاف والشيخوخة المبكرة، ويمكن أن ترى الفارق بين جلد الوجه وأي جزء آخر من الجسم لا يتعرض للشمس. بالطبع لا يمكن تجنب الشمس مطلقاً، ولكن هناك بعض الكريمات الواقية، التي تحمي الجلد من أشعة الشمس طوال النهار، ومن الأفضل استخدام هذه المستحضرات الواقية بشكل دوري يومياً.
وهناك ثلاث خطوات أساسية للوقاية من أشعة الشمس:
– أولا، وضع الكريمات الواقية من أشعة الشمس بانتظام.
– ثانيا، يجب ارتداء قبعة عريضة ذات حواف.
– وثالثا،ارتداء القمصان القطنية أو الملابس القطنية بشكل عام.
القاعدة الثانية:
الحفاظ على نظافة الجلد بصورة مستمرة، اذ يساعد استخدام الصابون الجيد والماء على عدم انتشار البكتيريا. ويعتمد نوع النظافة الشخصية للجلد وطبيعتها على كمية الزيوت الطبيعية الموجودة بالجلد.
وهناك أربعة أشكال للبشرة: البشرة الطبيعية المعتدلة، البشرة الجافة، والبشرة الدهنية، والبشرة المركبة.
– البشرة الطبيعية المعتدلة: هي بشرة متوازنة في نسبة الدهون ولكن يمكن أن تصبح جافة مع تقدم العمر. وتحتاج البشرة العادية إلى تنظيف معتدل، وفي الشتاء، من الأفضل استخدام صابون يحتوي على دهون عالية.
– البشرة الدهنية: هي نتيجة زيادة إفراز الغدد الدهنية، وهذا النوع من الجلد دائما ما يكون سميكاً ويحتوي على مسام كبيرة ويتعرض دائماً للإصابة بحب الشباب. وتحتاج البشرة الدهنية إلى تنظيف أكثر من مرتين في اليوم. مع مراعاة استخدام صابون مضاد للبكتيريا فهو يساعد على عدم تكون الرؤوس السوداء والبثور.
– البشرة الجافة: تحدث لقلة نشاط إفراز الغدد الدهنية وذلك نتيجة لعوامل بيئية مختلفة أو مع تقدم العمر، وعادة ما تكون البشرة رقيقة وتحتوي على مسام صغيرة ويسهل إصابتها بالخدوش والحكة والالتهاب،
والبشرة الجافة تحتاج إلى استخدام صابون من النوع الدهني، ليساعد على ترطيبها.
– البشرة المركبة: هناك أنواع من البشرة تكون مركبة أي أنها تحتوي على مناطق دهنية والتي غالباً ما تظهر حول الأنف أو الجبهة، ومناطق أخرى جافة. وأياً كان نوع البشرة يجب تنظيفها صباحاً ومساءً.
من أهم خطوات تنظيف البشرة لحمايتها مراعاة التالي:
إزالة مساحيق التجميل من على الوجه والعيون قبل غسيل الوجه وذلك عن طريق استخدام كريمات تنظيف البشرة، ولإزالة ماكياج العيون، يجب استخدام المستحضرات الخاصة بإزالة ماكياج العيون، مع استخدام الماء الفاتر لغسل الوجه. وينصح بالقيام بعملية تقشير البشرة لإزالة الخلايا الميتة بين حين وآخر بصورة منتظمة. كما يجب عدم استخدام الماء الساخن أو الصابون القوي عند الاستحمام.
القاعدة الثالثة:
استخدام الكريمات المرطبة، فهي تعمل كبديل للدهون الطبيعية في البشرة وتعمل كحاجز لمنع تبخر الماء من الجلد. وفي حال البشرة الدهنية فليس هناك حاجة إلى استخدام الكريمات المرطبة. أما إذا كانت البشرة جافة أو مركبة أو عادية، فينصح باستخدام الكريمات بعد غسيل الوجه وقبل وضع مساحيق التجميل. والجدير بالذكر، انه لا يوجد أي مرطب يمكنه أن يعيد عملية الشيخوخة إلى الوراء.
لكن في حال البشرة الجافة، فإن استخدام الغسول والكريم المرطب يمكن أن يخفي بعض التجاعيد الصغيرة التي تتكون على سطح البشرة، مع التأكيد على ترطيب البشرة بالماء قبل وضع الكريم المرطب.