قالت لجنة الانتخابات الرئاسية كلمتها, و أصدرت قائمة المرشحين الثلاثة عشر لرئاسة مصر في الفترة المقبلة, والتي تعد من أصعب السنوات في عمر هذا البلد المقدر بآلاف السنين.
و بالرغم من التجاهل الشديد من كافة المسئولين لإشراك المرأة في الكثير من المواقف والمناسبات خاصة الفتيات, فإن فتيات الثورة اللاتي وقفن كتفا بكتف مع الشباب وتصدين لاعتداءات البلطجية في مواقف كثيرة, بدءا من موقعة الجمل ومرورا بماسبيرو ومجلس الوزراء ومحمد محمود, يصررن علي المشاركة في اختيار رئيس مصر القادم, و يؤكدن رغبتهن في تحقيق مطالبهن.
فتقول المترجمة آية سامي, والتي تبلغ من العمر23 سنة, أنها قررت مقاطعة الانتخابات لعدم اقتناعها بأي من المرشحين, إلا أنها لها مطالب من الرئيس القادم.. فهي تريد كامرأة- تعليما أفضل للبنات, ورعاية صحية, مع سن قوانين رادعة ضد ختان الاناث, وضد عمالة الأطفال وأيضا منع الزواج المبكر سواء للأولاد أو البنات.. وكذلك لابد من تغليظ العقوبات ضد التحرش, وتعيين حراس أمن في المواصلات العامة لمنع المتحرش من تصرفاته المشينة, و القبض عليه.. وترفض آية بشدة سن أي قوانين تفرض علي النساء ارتداء زي معين, وتتمني أن تسير في الشارع وهي فخورة أنها بنت.
أما رفيف محمد-24 سنة- فتفضل انتخاب الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لأنه رجل ثوري مستقل, شارك في الثورة وهتف مع الشباب, مطالبا بالعدالة الاجتماعية, كما أنه يؤمن بالاختلاف, كما أجمعت عليه معظم فئات الشعب علي اختلاف توجهاتهم وطوائفهم إسلامييين وليبراليين ومسيحيين.. وتعتقد أنه سيكون ولاؤه للوطن مصر وسيعمل علي تحقيق شعار الثورة عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. وتتمني ان يكون النهوض بالتعليم أول اهتماماته لو أصبح الرئيس.. وتؤيد بسنت محمد25 سنة رفيف في اختيارها الدكتور أبو الفتوح مؤكدة أنه ثوري ويحترم الشعب المصري, كما أن لديه خططا واضحة حول كيفية النهوض بالبلد.
مطلوب رئيس يحب مصر
إن مصر تحتاج رئيسا يهتم بمقولة الدكتور أحمد زويل إن الطاقة البشرية المصرية المهولة والمكونة من خمسة و ثمانين مليون مصري ما هي إلا طاقة بشرية مهدرة رغم عدم توافرها في أي دولة عربية أخري.. رئيسا يعمل علي تنمية المواطن ثقافيا وفكريا وعلميا واجتماعيا, لا يعمل علي تنمية المؤسسات والشركات فقط.. رئيسا لا ينافق ولايتلون حسب الموقف والأشخاص ولا يتاجر بالدين.. أي دين.. كانت هذه رؤية سالي حسني, مدرسة اللغة الإنجليزية بإحدي المدارس الدولية, و تبلغ من العمر26 سنة, والتي قررت انتخاب حمدين صباحي لإعجابها بوضوح موقفه وببرنامجه الانتخابي, الذي تتصور أنه سيحقق من خلاله الأمان للغلبان و الفلاح, الذي هو أصل مصر.
وتضيف قائلة: كنت قد قررت انتخاب أبو الفتوح لكنني صدمت في برنامجه الذي تضمن فكرة عمل المرأة6 ساعات بأجر كامل, وهذا سيؤدي بالتالي الي تفضيل شركات القطاع الخاص تشغيل الرجال عن النساء.. أما حمدين فبرنامجه لا يقلل من أهمية عمل المرأة, ومساواتها بالرجل من حيث عدد الساعات والأجر.. كذلك فإن حمدين هو مفجر فكرة الاعتراض علي تصدير الغاز لإسرائيل.
وتري بسمة تيمور23 سنة, وتعمل بدار الأوبرا- أن إدارة مصر يلزمها رئيس بيحبها بجد, مؤمن بالثورة, ومؤمن بأنه بيشتغل عند الشعب, وليس العكس, إنسان صبور لانه سيتعب جدا في البداية.. ولذلك لابد أن تكون له خطة واضحة ينفذها و يكون همه الأول مصلحة مصر, لا الوصول إلي كرسي الرئاسة.. لذلك فبسمة لم تقرر من هو مرشحها للآن, وإن كانت تميل لاختيار خالد علي لمعرفتها الشخصية به, وإعجابها بقربه من العمال والدفاع عن حقوقهم.. وهو بالرغم من صغر سنه وقلة خبرته إلا أنه لديه فكر جديد.
وتتوقع حنان فايد مترجمة فورية وعمرها25 سنة فوز الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح, لكنها سوف تختار إما خالد عليأو حمدين صباحي.. فخالد من وجهة نظرها شاب, وبالتالي فهو أقرب للشباب, ويستطيع مواجهة المخاطر, وإحداث التغيير الحقيقي, كما أنه يتقبل الرأي الآخر والنقد, ويستمع للنصائح عكس الجيل الأكبر سنا.. كما أنه غير متعصب لأي من الأيديولوجيات, وبالتالي يستطيع التعامل مع كل قطاعات المجتمع المصري بسهولة.. ولأن له ميولا اشتراكية فحنان تتمني أن يحقق خالد لشعب مصر العدالة الإجتماعية.
وعن موقف المرشحين من المرأة تؤكد حنان عدم تفاؤلها, فبرامجهم من وجهة نظرها لم توضح كيفية مشاركة المرأة في اتخاذ القرار, ولا موقفهم من المكاسب التي حصلت عليها رغم قلتها, فهل ستستمر وتزيد أم سيتم القضاء علي هذه المكاسب, وتعود المرأة للمربع الأول؟.. لذلك فإن أقصي ما تتمناه حنان أن يحمي الرئيس المنتخب الحقوق التي انتزعتها المرأة حتي الآن, وعدم الارتداد إلي الخلف, وأن يقوم بتطهير جهاز الشرطة مع تدريب أفراده وتعليمهم كيفية حماية أفراد الشعب, ومن ضمنهم النساء, وعدم الاعتداء عليهم مع مراعاة احترام حقوق الإنسان.
في النهاية.. فسواء اختلفت الآراء أو اتفقت سيتم انتخاب رئيس لمصر ومطلوب منه وضع المرأة نصب عينيه.