قد تكون المرأة مظلومة في أشياء كثيرة، سوى ما يتعلق بالموضة. فهي هنا المدللة بلا منازع، سواء تعلق الأمر بمستحضرات التجميل والعناية التي تتوجه لها بشكل مباشر ومن دون مراوغة، أو الأزياء بألوانها وتطريزاتها التي لا تحاول أن تبرر نفسها، أو حقائب اليد التي لا تفارق يدها مهما صغرت أو كبرت.
فبعد سنوات من موضة رفعت شعار «كل ما هو كبير ولافت مرغوب» وهو أسلوب روج له الكثير من المصممين وخبراء الأزياء، وعلى رأسهم «رايتشل زو»، بدأ صناع الموضة يطبقون مقولة أن «الأشياء الثمينة تكون بأحجام صغيرة» مثل الماس والأحجار الكريمة الأخرى، على حقائب اليد. فهذه هي الوحيدة، إلى جانب المجوهرات والإكسسوارات، تحتمل التصغير، لأنها لا ترتبط بمقاس.
وهكذا، بعد سنوات من الأحجام التي كان من الممكن أن تحمل فيها المرأة ليس احتياجاتها الخاصة فقط، بل أيضا كل ما في خزانتها تقريبا، وبعد تعالي أصوات المحذرين من مخاطر أثقالها على الصحة، وعد المصممون بأنهم سيراعون هذا الجانب وأوفوا بالوعد.
لكن المشكلة أنهم بالغوا في الأمر، بتقديمهم حقائب بأحجام صغيرة دفعة واحدة، جعل النقلة صعبة على المرأة التي تعودت على الأحجام الكبيرة لسنوات طويلة، وتعودت عليها برغم افتقادها العملية ورغم الألم.
فالحقائب المطروحة لهذا الموسم، بالنسبة لها لا تكاد تكفي سوى لبطاقة الائتمان، والهاتف المحمول وربما أحمر شفاه ومحفظة نقود صغيرة جدا، وربما لآي بود.
لكن في الجهة الأخرى هناك عدة إيجابيات لهذه الحقيبة الصغيرة، بالإضافة إلى وزنها الخفيف وعدم تأثيرها على العمود الفقري والأكتاف، أنها توحي بأنها ثمينة كما لو كانت قطعة مجوهرات، حتى عندما لا تكون من جلود التماسيح والأفاعي ومرصعة بالماس، ويمكن استعمالها في النهار كما في المساء.
فيكفي أن تحمليها بين راحة يديك وكأنك تحضنين شيئا عزيزا عليك لكي تعطي الانطباع بتميزها، وثقي أنك لن تعبي في إيجاد ما يناسبك منها.
فـ«كلوي» مثلا طرحتها بأشكال مربعة و«فندي» علقتها على الأكتاف، وزينتها بإبزيمات ذهبية، و«دولتشي أند جابانا» نقشها بالورود والأزهار، أما دار «مالبوري» البريطانية، فلعبت على الحبلين، وقدمتها كالأخت الصغيرة لحقيبة كبيرة، فيما قدمتها «شانيل» بشكل يحمل أسلوب «شانيل» الأنيق، فيما طرحت «هيرميس» حقيبتها الأيقونية «البيركين» بحجم محفظة اليد تربط حول المعصم بشريط جلدي.