في أسبوع باريس لموضة موسمي خريف وشتاء 2013/2012 للملابس الجاهزة، كان عشاق المصمم العالمي مارك جاكوبس على موعد مع الأناقة والترف، في عرض باهر ابتدع تحت اسم الماركة الفرنسية العريقة “لويس فيتون”، مقدماً من خلاله تشكيلة أنيقة ومختلفة من الأزياء الكلاسيكية التي تعود لزمن العشرينيات من القرن الماضي، ليهديها للمرأة القوية والواثقة.
و اعتبر عرض دار أزياء لويس فيتون الأخير محرضا واستفزازيا بكل المقاييس، حيث اعتمد مصممه مارك جاكوبس في استلهام موضوع مجموعته للملابس الجاهزة على أناقة أوائل فترة العشرينيات، وطراز الفخامة والترف الذي كان يميز ملابس النساء آنذاك، حيث كانت المرأة تعتني بمظهرها وتولي جمالها اهتماما خاصا، فترتدي قطعا متكلفة تعبر عن غنى ذلك العصر الجميل.
محطة القطارات
استقبل المصمم المبدع جمهور الحضور في مكان مميز كانت خلفيته على شكل محطة قطار قديمة مستوحاة من زمن العشرينيات، ومشهد ليلي مدهش لقطار يصل من الريف الفرنسي إلى مدينة النور باريس، حيث تنزل العارضات متواليات من بوابات القطار وهن بكامل أناقتهن العشرينية الرفيعة، يتبعهن حاملو الحقائب التابعون للمحطة بزيهم الرسمي الموحد، ليحيط كل الحضور هالة من الفخامة والغنى كانت تشع وتنعكس من خلال كل تفاصيل المكان، لتسود لحظات من الترقب والاهتمام بكل ما قد يأتي به رصيف المحطة من المسافرات، فتظهر عارضات “لويس فيتون” المتمايلات بين الفينة والأخرى، وهن متشحات بطراز كلاسيكي راق من الأزياء الجميلة والقبعات الزاهية التي تذكرنا بترف الأميرات.
موديلات كلاسيكية
جاءت مجموعة جاكوبس الأخيرة بموديلات وقطع مختلفة الطراز والشكل، ركز فيها المصمم بشكل خاص على وجود التايور الأنيق، الفستان المدي، والتنورة مع الجاكيت، مع حضور بارز للقبعات والمعاطف الشتوية معززا المظهر الكلاسيكي بشكله القديم، والذي استمده من ملابس النساء في مطلع العشرينيات، ليلتزم بموديلات تعد محافظة وصارمة نوعا ما، متميزة بطول الأكمام والياقات المرتفعة مع الأزرار البارزة والقصّات النظيفة، لتخرج التشكيلة تقريبا متسقة ومنسجمة إلى حد بعيد، تنسدل لتغطي الساقين بحيث لا يصل طول الزي حدود الركبة أبدا، كما أدخل المصمم الواعد على باقته الراقية عددا من القمصان الجميلة، وبعضا من البنطلونات التي تصل للكاحل، مع معاطف مزررة بياقات عريضة وشيء من طراز الصديري القديم الذي كان مشهورا في تلك الأيام، منسقا بين السادة والمطبوع، والغامق والفاتح بأسلوب جذاب.
ألوان دافئة
فضل مصمم “فيتون” لمجموعة خريف وشتاء 2012 /2013، مسطرة من الألوان الدافئة والحميمة، ليواجه بها كآبة الفصول الباردة وأجواء الشتاء الغائمة، مدخلا تدرجات وظلال لونية جذابة وساطعة، منها الأحمر الجوري، والأخضر الزيتي، والأزرق البحري، والبوردو النبيذي، والعسلي المشبع، والرمادي المطفي، والوردي النضر، والبني المحروق، مع الأسود الفاحم، مولفا بمهارة ما بين السادة والمطبوع أو جامعا عدة ألوان ضمن زي واحد، والتي قد تعطي الانطباع للوهلة الأولى بتناقضها الظاهر ولكنها في المحصلة تأتي بشكل منسجم ومتناسق، وكأن جاكوبس أراد للمرأة في الموسمين القادمين أن تتحلى بالألوان وتعيش ترفها المتغير، منفذا قطعه البديعة بتشكيلة من الخامات والأقمشة الشتوية المحبوكة، من تلك النوعيات التي تمتاز بالغنى والدفء، كالمخمل الوثير، والتويد المنسوج، والكشمير المثير، والجلد اللدن مع الصوف المغزول وشيء من الأورجنزا الشفافة، وبعض من الكريب الراقي بوجهيه المطفأ واللامع.
أكسسوارات تؤطر الأناقة
جاءت أكسسوارات لويس فيتون لموسمي الخريف والشتاء القادمين موظفة بشكل مدروس، حيث ظهرت فقط عند الحاجة إليها، بدون مبالغة أو تضخيم، ليؤطرها المصمم بباسطة وأناقة، مستعيضا بها عن المجوهرات التقليدية، حيث ظهرت الكثير من الأزرار المجوهرة الكبيرة والتي حلت محل البروشات، كما خرجت حقائب فيتون الشهيرة بأحجام وموديلات مختلفة مصنعة من الجلد أو الشمواه أو الصوف المنسوج، مع أحذية كلاسيكية عالية الكعوب يدخل في تفصيلها خامة المخمل مع جلد الثعبان، وباقة من القبعات الفخمة المزينة بلمسات الريش، وبعضا من الفراء المزغب، والذي أضفى مزيدا من الغنى والثراء على قطع منتقاة من كامل المجموعة، لتتوج جميعها الشكل النهائي لسيدة فيتون الجميلة التي تعشق الفخامة وتعيش الترف بكل تفاصيله.