للأهل أساليب خاصة يتعلم من خلالها ابنائهم القيم والسلوكيات الصحيحة, وهذه السلوكيات تضاف إلي مفهوم القيم والأخلاقيات السائدة في المجتمع فنحن الأن نلاحظ من الصغار عدم احترام الكبير و كثرة تمردهم و تدهور سلوكياتهم.
وزيادة عصبيتهم في مواجهة أهلهم د.احمد جمال ابو العزائم مستشار الطب النفسي ورئيس الاتحاد العربي للوقاية من الادمان يقول: إن دور الأسرة في رعاية الأبناء له اهمية كبيرة, فكل أسرة تريد من أبنائها أن يتعاملوا في الحياة بطريقة تتفق مع مقاييس سلوكية خاصة توارثوها وتعلموها منهم مع الأيام, ومثال علي هذا الأبناء الذين يرفضون المخدرات إنما يفعلون ذلك لأنهم اقتنعوا بموقفهم ضدها وهذا الاقتناع يستقر نتيجة لثبات حصيلة سلوكهم وقيمهم وأخلاقهم.
ولذلك فلابد وان يعرف الأهل ان سلوكياتهم سوف تنعكس علي أخلاق أبنائهم, فهناك أسس تجعل مفاهيم الأسرة واضحة أمام أبنائها, وهي تبدأ بالتحدث معهم دائما عن الأخلاق والقيم والأمانة والأعتماد علي النفس وتحمل المسئولية وكيف أن هذه القيم تساعدهم علي اتخاذ قراراتهم في الحياة وتجعل قراراتهم القادمة أكثر دقة.
علي الأباء ان يعرفوا أن ابنائهم يقلدونهم في كل سلوكياتهم وأقوالهم بل وأفعالهم ايضا فألأب المدخن إنما يرسل رسالة إلي أبنائه بالموافقة علي التدخين مستقبلا ومن المتوقع أن أبنائه يدخنوا مثله.
كما أن الأهل الذين يستخدمون الحبوب المهدئة كلما كان هناك مشكلة وبدون استشارة طبيب أنما يزرعون مفهوم إباحة استخدم المهدئات والمخدرات لدي أبنائهم فهو بمفهوم الطفل يعتبر رسالة سماح له كطفل صغير في سن مبكرة لا يفرق بين الصواب والخطأ بأن يتعاطي المخدرات وان أي معلومات أو أوامر لن تمنعه في المستقبل من الإدمان.
وأن يتذكروا أن الأطفال يميزون بذكائهم بين أفعال آبائهم وما يصدرونه من أقوال… مثل أن تقول لطفلك أن يقول لمن يسأل عنك في التليفون أنك غير موجود فأن ذلك يعلمهم عدم الأمانة وعدم الصدق.
أن بعض الأهل يعتقدون ان أبناءهم يفهمون الدين أو الجوانب المختلفة للقيم والاخلاق… ولكن يجب أن يختبروا أبناءهم ويسألوهم ويدعوهم للصلاة مع اعطائهم بعض الأسئلة الاستفسارية مثل ماذا تفعل لو وقع من شخص أمامك حافظة نقوده., فأننا كآباء علينا أن نضع القواعد لسلوكيات أبنائنا, والحزم والحكمة هم أساس لمثل هذه القواعد الأخلاقية.
ومن جانب أخر يري د.احمد أن العلاقة الجيدة بين الأهل والأبناء هي السهل الممتنع الذي يحتاج لبذل الجهد من قبل الأهل والذي يدعم تلك العلاقة هو الاستماع الجيد لهم والحديث معهم, فهو بداية لتكون شخصية تجيد الاستماع, وذلك يعطي الأبناء فرصة التزود بالثقافة والمعلومات واستشارة الآخرين, كما أن الاستماع للأبناء سوف يساعدهم علي التخلص من الخجل والقدرة علي التفكير وتعلم الاحترام المتبادل وهي عناصر هامة في بناء ثقتهم في أنفسهم, وهوعلامة اهتمام و بداية هامة للتواصل وبقبول الأبناء ما يلقي عليهم من أوامر,ولذلك يجب أن نعطي انتباها كاملا لأبنائنا عندما يتحدثون الينا.
و ألا نقاطعهم أثناء الحديث او اعطاء اي انطباعا قبل نهايته مع عدم الاجابه علي السؤال قبل الانتهاء منه.