لاشك أن البنت عندما تصل إلي سن المراهقة تطرأ عليها بعض التغيرات السلوكية مثل الجلوس لفترات طويلة أمام الكمبيوتر والانترنت أو التحدث كثيراً في الموبايل.
وتحتار الأمهات في كيفية التعامل مع ابنتها المراهقة.. حتي تجتاز هذه السنوات إلي بر الأمان.
توجهنا بهذا السؤال إلي عدد من علماء النفس والاجتماع:
في البداية تقول الدكتور سامية خضر- أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: عندما يطرأ علي ابنتك بعض هذه التغيرات فعليك المتابعة الدقيقة شريطة ألا تتحول هذه المتابعة إلي نوع من الحصار وعليك في مثل هذه الأمور كأم متابعة أحوال ابنتك يحث لا يتحول إلي حصار حتي لا تصاب الفتاة ببعض الأمراض النفسية أو تضطر أن ترتكب بعض الأخطاء خاصة أن هذه المرحلة تعتبر المرحلة الانتقالية لذلك فمن الواجب التميز بشكل إيجابي بين ما يجب أن يتم في التربية بين الأولاد والبنات لأن تربية البنات تختلف عن تربية الأبناء ولكل منهما طريقته الخاصة التي يجب مراعاتها في الفروق التربوية فتربية البنات تتطلب تقارباً خاصاً بين البنت ووالدتها لدرجة المصادقة خاصة أن البنت في هذه المرحلة تحتاج إلي قدوة تقتدي بها في حياتها فلا يمكن أن نأمر ابناءنا بالصلاح والخير ونحن بعيدون كل البعد عنهم لذلك علي الأم أن تجلس مع ابنتها وتصارحها عن الأفعال التي تقوم بها ومن هم الصديقات وعلي الأم مخاطبتهم والسؤال عنهم أيضاً.. وعلي الأم ألا تمنعها من الانترنت كلياً حتي لا تتأثر نفسياً بذلك ولكن من الممكن أن تبحث الأم أيضاً في المواقعه المفيدة وتشارك ابنتها في البحث عنها وتغرس فيها حب المعرفة والإطلاع علي كل ما هو مفيد!!
أضافت أن الأم عليها دور كبير في اندماج ابنتها ومشاركتها في جلسات العلم والثقافة والحوار.
أكدت د. سامية علي ضرورة التعاطف مع الابنة في هذه السن وتتعرف علي مشاكلها بكل دقة وأن يكون شكل هذه العلاقة بين الأم والابن هي الاحترام والصدق في المعاملة وأن تترك الأم للمستوي العمري لابنتها لتتفهم حاجتها في هذا السن والسماع إليها حتي لا تشعر بالكبت والاكتئاب وتتعرف علي جميع المشاكل التي تؤرقها كثيراً وأن تضع الأم في الاعتبار أن الكثير من الفتيات يواجهن بعض المشكلات في هذه المرحلة من العمر لتعارضهم الكثير من آراء الآباء والأمهات حيث إنهم يرغبون بفعل ما هم يريدونه.
نقول د. سميرة شندي- أستاذ علم النفس بكلية التربية جامعة عين شمس: علي كل أم لديها ابنة مراهقة أن تدرك أن ابنتها تمر بمرحلة صعبة وألا تعسر عليها الأمور مرة واحدة وألا تضعها في مواجهة كل الصعوبات فلا تحرمها من الصديقات ومن التليفزيون ومن الجلوس أمام جهاز الكمبيوتر ومشاهدة الانترنت.. لأن البنت في هذه المرحلة تنتقل من الطفولة إلي الأنوثة وعلي الأم أن تحدد بعض الأولويات التي لا يمكن التنازل عنها مثل الخروج بمفردها إلي أماكن ليست فوق الشبهات أو مجرد التسكع فهذه أشياء لا يمكن قبولها إطلاقاً.
تضيف أن الفتاة المراهقة ترفض بشدة نقد الوالدين لها مشيرة إلي أن معظم النقد لا يكون ضرورياً فهو غالباً ما يتناول أشياء من الممكن أن تنضبط في فترة تالية مثل نقد أسلوب الكلام أو المشي أو الأكل أو التصرفات أو تنقد صديقاتها وينبغي أن تفرق بين نوعية من النقد وهما النقد البناء وهو يتعامل مع الحدث مباشرة ولا يوجه اللوم للشخصية ذاتها أم النقد الضار فهو الذي يوجه إلي الشخصية ذاتها واستخدام السخرية واللوم والتأنيب.
انفصال أسري
و تري د. سمية نصر- أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: أنه حدث خلال السنوات الأخيرة انفصال بين أفراد الأسرة بسبب المشاكل التي تواجه الوالدين.. فأصبح كل فرد من أفراد الأسرة له عالمه الخاص ولكن الذي يدفع الثمن في النهاية هم الأولاد والبنات.
أضافت أن المثل الشعبي يقول “إن كبر ابنك خويه”. لذلك لابد علي الأم أن تكون صديقة لابنتها خاصة في سن المراهقة حتي تعرف مشاكلها وتسعي معها للوصول إلي حلول لها.
آراء الفتيات
التقينا مع عدد من الفتيات:
تقول نجوي عبدالله- بكالوريوس تجارة حلوان: الدراسة الآن أصبحت تتطلب الجلوس أمام جهاز الكمبيوتر لفترات طويلة.. وهذا يقلق العديد من أولياء الأمور الذين يخشون من الدخول علي مواقع إباحية أو المحادثة عبر الشات.. ولكنني استطعت اقناع والداي بأن النت أصبح ضرورياً في البحث والدراسة.
وتقول نهي صالح- ليسانس آداب بجامعة عين شمس: إن هناك فروقاً شاسعة بين تفكير فتيات اليوم وتفكير الآباء والأمهات بسبب اختلاف الأجيال مشيرة إلي أن والدتها لا تسمح لها بالخروج مع صديقاتها بدعوي أنها تخاف عليّ.. بينما الحياة لا يمكن أن تسير بدون صداقات.
ولكن نادية عبداللطيف- موظفة بشركة قطاع أعمال- لها رأي آخر حيث تقول إنها أم لخمس فتيات في مراحل التعليم المختلفة وأسعي إلي أن أكون صديقة لهن وليس مجرد أم.. ولا أحاول مراقبتهن وأعطي لهم ثقة كبيرة خاصة أنني مشغولة بالعمل وشئون المنزل.