المشاعر التي تمتلئ بالسعادة الزوجية والتي يضفي عليها الزوج الراحة والإستقرار, تنعكس كذلك علي ملامح الوجه وعلي حركة الجسم, والروح السعيدة بحياتها الزوجية وباختيار الإنسان الصح كشريك للحياة تلبس جسما سعيدا.
ويهتم علماء النفس بما يسمي لغة الجسد لأنها اللغة الحقيقية التي لايمكن أن تزيف, والعرب قالوا قديما كل إناء بما فيه ينضح والإناء هو الجسد, ولذلك أنت تستطيع أن تحكم في كل الأوقات علي حالة الإنسان النفسية بشكل عام, وصحة المرأة النفسية بشكل خاص من خلال التعبيرات الجسدية, فهي أصدق من كلماته, والمعالجون النفسيون يدخلون إلي أعماق الإنسان من خلال ملامح وجهه, فالحزن لايخفي والسعادة كذلك, والمرأة السعيدة في زواجها هي التي حققت أحلامها في رجل يشبع كل احتياجاتها, ويحقق لها الحلم الرومانسي والحياة المادية المستقرة فتجمع مابين رضا الروح والجسد, فلاتزال المرأة المصرية تعتبر أن مركز حياتها الرئيسي هو الرجل, والمرأة غير السعيدة امرأة خذلها الرجل بكل تأكيد وتركها في مفترق الطرق, لذلك يوصي د. خيري بالبنات خيرا ويقول للآباء:- دققوا في الاختيار مع بناتكن عندما يتقدم العرسان, وساعدوهن ولاتبخلوا بخبراتكم في الاختيار, ولاتتركوهن فريسة للخديعة, واسألوا عنهم كما كان يفعل آباؤنا أيام زمان فقعدة الخزانه..
ولاجوازة الندامة كما قالت قديما الجدات, وساندوا بناتكم غير السعيدات في زواجهن قدر الإمكان وامنحوهن الثقة حتي لايسقطن تحت أرجل الرجال في زيجاتهن الفاشلة, ذلك أن الفتاة المصرية تتوحد مع أبيها وتنجذب إليه خاصة وقت المحن التي قد تمر بها في حياتها الزوجية, ونقول لكل زوجة تعسة في زواجها إياك والحزن الذي يجني التعاسة, بآثاره الرهيبة علي الجسد, والوجه المكتئب والظهر المنحني والعين الخافتة والنظرات الضعيفة كلها ضد الحياة, ونطلب منها ألا تنصب مشاعرها كلها علي رجل واحد يكون هو محور حياتها ـ وعندما تفقده تكون قد فقدت كل شيء ـ إنما تبحث عن شبكة علاقات اجتماعية تضم كثيرا من الصديقات, وفي حالة الفشل المؤكد للزواج نقول للزوجة: أن القلب قادر علي أن يجدد نفسه باستمرار كما أنه قادر علي أن يعبر عن مشاعره في أكثر من إتجاه, فهناك الأب بحنانه الذي لايعوضه شيء آخر ولاينتظر منك مقابلا, والابن قرة عينك الذي يحتاج إليك قوية عفية ويبشرك دائما بالمستقبل المشرق الواعد, اهتمي بوصل صلة الرحم مع أقربائك, جددي صداقاتك القديمة واهتمي بعملك فأنت بحاجة لهم وهم بحاجة إليك, والرجل ليس ضروريا في حياتك أن يكون حبيبا فقط إنما يمكن أن يكون أبا وإبنا وهدفا وعملا تؤمنين به وتعيشين من أجله, فالطموح أكبر من مجرد شخص, وأحيانا كثيرة يكون وقوع المرأة في دائرة الرجل الخطأ الضيقة فخا وقعت فيه وإهدارا لطاقاتها ووعيها وطموحها.
أما عن المرأة السعيدة التي اختارت الإنسان الصح لحياتها فنقول لها:ـ هنيئا لك بعيونك اللامعة وضحكتك المجلجلة ولكن مع ذلك ننصحها بأن تعدد مصادر سعادتها وأن تنوعها ولاتجعلها من مصدر واحد فإذا ضاع المصدر.. ضاعت حياتك حبي أهلك وأصدقاءك.. أولادك وعملك واجعلي لنفسك دائما هدفا ودافعا, وفي النهاية ليس أدل علي مانقول ونختم به سوي قول الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم.. ماكان لله دام واتصل.. وماكان لغيره انقطع وانفصل صدق رسول الله.