من المؤكد أن الحصول علي المال ليس أمرا سهلا ولكن الأصعب هو المحافظة عليه وإنفاقه بحكمة وتدبير.. لذلك فوضع ميزانية للأسرة ليس مسئولية الأم والأب وحدهما
ولكنها مسئولية جميع أفراد الأسرة بما في ذلك الأولاد لأن لكل منهم نفقاته الخاصة .. وفي المقابل تقع علي كل منهم مسئولية الإنفاق في إطار الخطة التي التزم بها الجميع.
وتقول د. وفاء شلبي أستاذة إدارة مؤسسات الأسرة والطفولة بكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان أنه عند وضع ميزانية االأسرة لابد من مراعاة أن تكون الميزانية سنوية وليست شهرية بحيث يتم إدراج كل مصادر الدخل فيها.
فإذا كان عائل الأسرة موظفا فلابد من احتساب المرتب أو المعاش مضاعفا12 مرة بعدد شهور السنة بالإضافة إلي الأرباح السنوية مثلا وكذا ريع الأرض أو أرباح الودائع البنكية إن وجدت.
ولكي تكون الميزانية أكثر واقعية لابد من تحديد بنود الإنفاق السنوي الأساسية مثل مصروفات المدرسة واشتراكات النادي والأقساط المختلفة والزكاة ثم خصمها من إجمالي الدخل.
ويتم تحديد البنود الشهرية وهي الطعام والشراب وكل ما يتعلق بهما, ونفقات العلاج والمسكن وملحقاته من مياه وكهرباء ووقود وإصلاحات, بالإضافة إلي مصاريف المواصلات والتعليم كالدروس الخصوصية والكتب الخارجية, وبنود الترفيه مثل الفسح الأسبوعية والمصايف والمشاتي. وتكون الخطوة التالية هي تحديد نسبة مئوية من الدخل لكل بند من البنود الشهرية.. فمثلا الغذاء ينبغي ألا يتعدي نسبة40% من الدخل حتي يتحقق التوازن بينه وبين البنود الأخري.
وتشير د. وفاء إلي أن هناك وسائل عديدة يمكن بها ضغط المصروفات منها الاكتفاء بالطلبات الأساسية والبعد عن السلوك الاستهلاكي والجري وراء الإعلانات وإنفاق أموال طائلة بدون فائدة تذكر. وقد يبحث الأب والأم أو أحدهما عن عمل إضافي لزيادة الدخل خاصة في فترة الصيف حيث تقل الأعباء داخل الأسرة.
وعلي كل فرد من أفراد الأسرة استغلال مهاراته وقدراته من أجل توفير المال, كأن يقوم أحد الأبناء بكي الملابس أو إصلاح أحد الأجهزة المعطلة أو إجراء الصيانة اللازمة لها أو إصلاح السباكة والكهرباء. كما أن الابتعاد عن التقليد ومحاكاة المظاهر الاجتماعية غير المبررة أمرا مهما.. فليس منطقيا ان يكون المنزل صورة طبق الأصل من منزل الجيران أو الأقارب.
وعموما فإن التخطيط السليم للمال ينظم مصروفات العائلة ويتيح لأفرادها خيارات مختلفة قبل اتخاذ قرارات الإنفاق دون الوقوع في أزمات مالية.