إذا كنت تجهزين غرفة طفلك وهو في عمر يستطيع فيه التعبير عن نفسه واحتياجاته وهواياته؛ فمن الأفضل عزيزتى الام احترام آرائه ومساعدته في تجهيز غرفته وإعدادها بشكل يطلق طاقاته للإبداع، ويحقق له بعض الاستقلالية؛ لذا فاتركي له بعض الحرية في الاختيار
إذا وجدتِ أن اختياراته لا تناسبه من الناحية النفسية والصحية عليك أن توجهيه لاختيارآخر بالحواروالمناقشة، ولا تفرضي عليه ذوقك الخاص فقد تجعلينه ينفرمن غرفته أويشعربالاغتراب أو يصبح عدوانياً أو انطوائياً.
ينصح مصممو الديكور بعدم استخدام أوراق الجدران في غرف الأطفال التي لا تحتاج إلى صرف ميزانية كبيرة على اللمسات التجميلية فيها. وورق الحائط مهما كان جيداً فلن يتحمل أولى تجارب طفلك المستمرة في الكتابة. ولن يتحمل تجاربك التنظيفية المستمرة من أجل إزالة هذه المحاولات. لذا فإن الطلاء السهل التنظيف هوالحل الأمثل.
والطفل في مراحله المختلفة يحتاج إلى الألوان المبهجة والمشرقة لأنها تطلق لأحاسيسه العنان وتغلفها بجو من الفرحة والتفاؤل.
الألوان المناسبة
ويؤكد التربويون أن الألوان تمثل جانباً مهماً في حياة الطفل، وبخاصة الألوان الفاتحة كالأبيض والأصفروالروز والسيمون، فلها تأثيركبير في جذب انتباه الأطفال وتمنحهم جوّاً من السعادة.
وفيما يتعلق بأثاث حجرة طفلك فإنه يختلف باختلاف عمر الطفل، فعندما يكون رضيعاً يحتاج إلى مجموعة من الأثاث الخاص به من سرير بحواجز تمنعه من السقوط، وطاولة تستخدمينها لتغييرالحفاظات، بالإضافة إلى عدد من الأدراج والأرفف التخزينية. أما عندما يصبح في سن المدرسة فهو يحتاج إلى سريرأكبر، وطاولة للدراسة وممارسة الهوايات المختلفة، وهكذا.. لذلك حاولي أن تتناسب اختياراتك للأثاث مع احتياجات طفلك المتغيرة.
عودى طفلك على النظام
وتأتي المرحلة الثانية ، فبعد اختيار الغرفة المناسبة عليكِ تعويد طفلك على ترتيب غرفته دون تعنيف الطفل ، نصيحة الخبراء هي خليط من التسامح والشدة ولكن بشكل سليم. وتقول مارغريت شنيدلر خبيرة علم النفس في مدينة توبينجن الالمانية “كل اسرة تمر بهذا النوع من الصراع، فالاطفال لا يأتون الى العالم ولديهم احساس كاف بالنظام”.
وتشير الى ان خلق النظام هو مهارة يجب على الجميع ان يتعلموها. وتضيف “المشكلة تبدأ مع حقيقة ان الكبار يعتبرون عدم النظام امرا سلبيا، ولكن الاطفال يحتاجون الى بعض الفوضى حولهم، والا فإن الجانب الابداعي لديهم ستكون فرصة في النمو ضئيلة”.
وعلى هذا فإن التذمر رد فعل غير سليم على الدمار الذي يخلفه الاطفال عقب اللعب. بل يجب على الآباء تشجيع اطفالهم على تحمل المسؤولية تجاه ما يخصهم ومن الممكن ان يبينوا لهم مزايا الاحتفاظ بلعبهم مرتبة.
وتضيف شيندلر “عندما توضع الاقلام الرصاص في اماكنها كل مرة فإنه يمكن العثور عليها بشكل اكثر سهولة ومن الممكن تعليم الاطفال لادراك ذلك” ولكنها توضح ان الاطفال لن يدركوا هذه الصلة اذا قام الآباء دائما بالترتيب بدلا منهم.
والأوامر المجردة من نوع “اذهب ورتب غرفتك” لا تجدي ببساطة طبقا لقول مونيكا فيشر-كوخ الاخصائية الاجتماعية في احد المراكز الحكومية لارشاد الآباء واطفالهم في شتوتجارت.
وتقول فيشركوخ “على الآباء ان يقولوا تحديدا ما الذي يجب رفعه وأين يجب أن يوضع”. وتضيف أن معظم الاطفال الذين يجدون انفسهم داخل غرفة في حالة فوضى شاملة لا يعرفون ببساطة من أين يبدأون.
وينصح علماء النفس الآباء بمشاركة اطفالهم في عملية الترتيب وتخصيص وقت لهذه المهمة واعتبارها كمخبرة تعليمية وليس مجرد عملية روتينية شاقة.
ويحتاج الاطفال الصغار إلى تكليفهم بمهام يستطيعون فهمها مثل تنظيف جزء من الغرفة وتعليمهم خطوة، خطوة كيفية القيام بالمهمة كلها.