تعتبر المصممة الأميركية كوليت معلوف ملكة متوجة في عالم تصميم المجوهرات وإكسسوارات الشعر، محققة كل عناصر النجاح والتألق في كل موسم من مواسم الموضة العالمية، مفضلة ومنذ بداية مشوارها في أواخر الثمانينيات أن يكون لها بصمة محددة تعبر عنها وتميز فنها عن الآخرين، لتكتسب خلال السنوات الأخيرة شهرة عالمية واسعة وضعت تصميماتها المبتكرة ضمن أهم اتجاهات الأناقة والجمال.
حيث انطلقت مصممة الحلي كوليت معلوف في مجال التصميم بعد تجارب عدة ومحاولات ناجحة، خاضت من خلالها متعة إعادة صياغة الأشياء، مصنعة قطعاً عدة من الإكسسوارات لاستعمالها الشخصي أولاً، لتلفت اهتمام معظم المحيطين بها وتستقطب أنظارهم إلى عملها الفني البديع، مقررة فيما بعد أن تخوض التجربة كاملة، وتدخل بشكل حقيقي وجاد إلى عالم التصميم وسوق العمل، حيث جاءت انطلاقتها الأولى في عام 1987، مبتكرة تشكيلة جذابة من إكسسوارات الشعر، التي عرفت آنذاك باسم “ظفيرة معلوف”، كما زينت الكثير من مبتكراتها رؤوس نجمات هوليوود.
ويعلل البعض نجاح معلوف كونها جاءت بطراز جديد ومختلف، وأسلوب متفرد في مجال زينة الشعر وإكسسواراته، فهي ابتكرت نماذج متنوعة صاغتها بشكل غير مألوف، متخذة من الأسلاك المعدنية أداة فعالة لمفهوم عملها الفني، ومضيفة مزيداً من البريق والغنى على كل قطعة وموديل من خلال حبات الخرز واللآلئ مع الأحجار الملوّنة والكريستالات، لتصمم بها أشكالاً بديعة من زينة الشعر وأطواقه، مشكلة منها وروداً وأوراق شجر وأغصاناً، مع تموجات رائعة من الأسلاك المنسوجة والمطعمة بخامات جديدة، صيغت كلها بأسلوب فني معاصر لتستخدم كإكسسوارات راقية تتوج رؤوس الصبايا والسيدات بأناقة وجمال، طارحة جملة من الأطواق والأمشاط، بعضها مشغول بشرائط الحرير وورود الكورشيه، وبعضها الآخر متألق بسحر الحجر وبريق الكريستال، صممت كلها لتضفي على تسريحات النساء بعداً آخر من الجمال. وتلاحقت العروض وتوالت المجموعات على مر المواسم المختلفة، وتنطلق جملة من التشكيلات التي تأتي دائماً بالجديد والمبتكر، ومن أشهر تلك التصميمات، مجموعة “الأسلاك الملتوية”، ومجموعة “انحناءات الشانيون”، و”طراز الأفلام القديمة”، و” أدغال أفريقيا”، وغيرها الكثير من الباقات المنوعة التي تواكب أسابيع الموضة العالمية، وتعرض في كبرى محال أميركا وأوروبا.
وولدت معلوف في منطقة “سوهو” بولاية نيويورك، وهي منحدرة من أصول لبنانية، لتقضي فترة نشأتها وسط رفاهية مدينة منهاتن الشهيرة، محاطة بكل مفردات الأناقة والجمال، بدءاً من أحدث مستجدات الموضة وانتهاء بأوجه الفنون المعاصرة، لتترك هذه المؤثرات بصماتها الواضحة على ذوقها الرفيع وعينها التي أصبحت ترصد مواطن الإبداع في تفاصيل الأماكن والأشكال والألوان، مدربة ذاتها منذ أيام الصبا على عشق الموضة والأزياء في كنف عائلتها ميسورة الحال، مكتشفة قيمة الفخامة والترف وشغف التعلق بالأشياء الجميلة وحب تملك المجوهرات والأنتيكات، خاصة تلك التي ترجع إلى حقبة زمن الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، لتخلق لديها رصيداً كبيراً من حس الأناقة، مع الرغبة الشديدة بالابتكار والتصميم ومعاودة صياغة الأشياء بمفهوم جديد ومختلف.