تتبني المجتمعات الغربية المتقدمة نظام اثابة الطفل ماديا عن كل عمل اضافي يقوم به خارج نطاق دراسته حرصا علي ان يشب مدركا لقيمة العمل من اجل كسب العيش الا ان هذا الاسلوب قد يصنع منه شخصية مادية فاقدة الاحساس بالانتماء الي الاسرة
بدليل انه يهجرها في اول فرصة تسنح له للاستقلال عنها.. فالاطفال الذين ينشأون في اسرة متماسكة يتقاسم افرادها العمل من اجل صالح الاسرة وسعادتها ينعمون بالاتزان النفسي الذي يصاحبهم في رحلة الحياة وتظهر طموحاتهم وسعيهم للتميز والنجاح ولكن ماهي انسب الطرق لتدريب الطفل علي العمل؟. تجيب د. فيفيان احمد فؤاد استاذ علم النفس الطبي بكلية الاداب بجامعة حلوان قائلة أن الطفل لا يشعر بالرضي عما يمارسه من واجبات الا اذا احب ما يقوم بعمله
لذلك من الضروري ان يعود عليه بالنفع المادي والمعنوي والروحاني فينال مكافأته المادية في صورة مصروف مجز او الخروج في فسحة يفضلها كلما نال رضي ابويه عن عمل انجزه باتقان كما يساهم تشجيع الطفل معنويا عن طريق مدحه والتعبير عن تقديرهما له لما انجزه في اعتزازه بنفسه ودفعه لتكرار العمل اما العائد الروحي فيكتسبه من تربيته علي المبادئ الدينية الصحيحة التي توصي باتقان العمل وتحث عليه وتنبذ الكسل والتواكل فيربط بين رضي الله عنه واتقانه لعمله وبين حب اسرته له ومن اجل ان يحب الطفل ما يقوم به من عمل لابد من تكليفه باعماله وفروضه دون ضغط او اجبار ولكن يتم توضيح المطلوب منه بهدوء ودون تهديد بالعقاب وتترك له مسؤلية التخطيط ووضع الاوليات والانجاز علي سبيل المثال يطلب منه الاغتسال للصلاة وانجاز واجبه المدرسي وجمع ملابسه ووضع المتسخ منها في الغسالة وترتيب حجرته ويترك الامرله في ترتيب ما يجده مناسبا فيشعر باحترام الذات وبالكرامة كما يكتسب القدرة علي التفكير و التخطيط, ومن اجل تدريبه علي التعامل مع النقود والتصرف السليم في انفاقها ينصح بان تكون لديه ثلاث حصالات(يمكن استخدام علب فارغة)تخصص الأولي للانفاق والثانية للادخار والثالثة للتصدق علي المحتاجين وبذلك يتدرب علي الادارة الحكيمة لموارده منذ الصغر وتؤكد د.فيفيان ان الطفل الذي يقسم موارده بهذا النظام يلتزم به في مختلف مراحل حياته اما في حالة عدم التزام الطفل بتعاليم الابوين اوتمرده عليها فيترك لخوض التجربة فاذا اراد ان ينفق مصروفه كله علي الشكولاتة يتحمل تبعة قراره عندما يرفض الابوين مساعدته ماديا لشراء اشياء اخري ويقوما بتذكيره بانه أساء التخطيط لمصروفه فيتعلم من خطأه التنظيم وتدبير شؤنه المادية دون اللجؤ الي احد.
ويتفق د. سيد صبحي استاذ علم النفس بكلية التربية بجامعة عين شمس فيشدد علي ضرورة وجود القدوة من خلال حرص الابوين علي احترام العمل والمواظبة علي مواعيده وعلي مدح الطفل وتقريظه كلما احسن اداء واجباته المدرسية اوالمهمات المنزلية التي يكلف بها كالعناية بالزرع داخل اوخارج المنزل او ترتيب حجرته او اعداد المائدة مع باقي افراد الاسرة فيشعر بالدفء العائلي والانتماء ويدرك اهمية االمشاركة والتعاون من اجل سرعة الانجاز كذلك يجب ربط العمل باوامرالدين واخيرا يجب أن يشعر الطفل بسماحة الابوين وحبهما له عن طريق الدعاء له بالبركة ورضي الله عنه فيحفزه ذلك علي العمل كما يشعر بالاطمئنان لان والديه في صفه دائما..