يرتبط فصل الربيع بالعديد من أمراض الحساسية أهمها حساسية العيون بصفة خاصة.. هذا ما يؤكده د. عمرو السمرة أستاذ طب وجراحة العيون بمعهد بحوث العيون
حيث يؤكد أن جميع الأجزاء المكونة للعين ذات حساسية عالية جدا لأي جسم غريب قد يدخل إليها, فإذا حدث هذا يبدأ كل جزء في العين في المقاومة إما بإبعاده أو قتله والتخلص منه.. وهذا الجسم الغريب ليس بالضرورة أن يكون بكتيريا أو فيروسيا, فقد يكون جسما جافا كالتراب.. أو (الدخان), أو نشارة خشب, أو (حبوب لقاح), فإذا حدث وتسلل أي من هذه الأجسام الغريبة إلي العين, تبدأ العين في مقاومتها علي الفور, وليست كل الأجسام الغريبة تتعرض للمقاومة نفسها من كل الأشخاص, وقد يختلف مقاومة كل شخص للأجسام الغريبة تبعا لدرجة حساسية الإنسان نفسه لهذه الاجسام.
أما أهم أعراض الحساسية, فيلخصها د. عمرو في احمرار العين الذي يصاحبه افرازات دمعية ومخاطية, وهو ما يؤدي إلي الشعور بحكة في العين تدفع إلي محاولة فركها كرد فعل طبيعي للشعور بوجود جسم غريب, وقد يكون العرض جفاف العين.
ويؤكد د. السمرة أنه بالإضافة إلي التلوث الجوي وحبوب اللقاح, والتي تعد سببا رئيسيا لحساسية العين لا نغفل الاجهاد الذي يمكن أن يصيب العيون نتيحة التركيز في التليفزيون أو الكمبيوتر لمدة طويلة أو حتي القراءة أو شغل التريكو, والإبرة, بالإضافة طبعا إلي التعرض لأشعة الشمس أو التيارات الهوائية الشديدة لمدة طويلة, وكذلك استخدام أنواع رديئة من مستحضرات تجميل العيون, وأخيرا الافراط في استخدام (قطرات العين) لفترات طويلة, خاصة لكبار السن.
وينبه أستاذ أمراض العيون إلي أن حساسية العين ليست فقط (الرمد الربيعي) الناتج عن الحساسية لحبوب اللقاح التي تنتشر في الجو في هذا الفصل من السنة لأنها قد تكون بسبب الإصابة (بفيروس) أو بكتيريا خاصة بالنسبة لساكن المناطق المكدسة بالقمامة, والتي يزيد بها الحشرات..
أما أساليب الوقاية, فتنحصر في عدم التعرض للتيارات الهوائية الشديدة, وتجنب التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة سواء صيفا أو شتاء, مع ضرورة استخدام نظارات الشمس, ومحاولة اراحة العين بإغلاقها لمدة دقيقة واحدة علي الأقل كل نصف ساعة أثناء مشاهدة التليفزيون أو الجلوس أمام الكمبيوتر, أو التركيز في القراءة, وضرورة التأكد من وضع الكتاب تحت مستوي العين أثناء القراءة..
هذا بالإضافة إلي الحرص علي غسيل الأيدي جيدا قبل الاقتراب من العين.. وعند الشعور بألم في إحدي العينين نتيجة التعرض للتراب أو الملوثات, فلا داعي لحك العين, أو فركها, وإنما ينبغي عمل كمادات ماء بارد لمدة دقيقتين علي العين المصابة…
وأخيرا ننبه كل أم بضرورة المتابعة بالنسبة للطفل الذي سبق اصابته بالرمد الربيعي, وذلك باستشارة الطبيب الذي قد يصف نوعا من القطرة قبل بداية موسم الربيع بثلاثة أسابيع علي الاقل للوقاية, وهو ما يساعد في التخفيف من حدة الإصابة.