تميزت عباءات المصممة حصة العبيدلي بالأنوثة والترف، وجمعت بين رصانة التقاليد وعراقتها، وبين روح العصر وألوانه ما أضفى على المرأة التي ترتديها الكثير من الجمال والبهاء والتنوع. وتتميز تصاميم العبيدلي بالخطوط الفنية والتفاصيل والقصات القوية والموديلات الخيالية المبهجة التي تزيد غنى بالتطريزات المتنوعة، أما السمة العامة التي ميزت مجموعتها فكانت الرومانسية إلى أقصى الحدود، والكلاسيكية الأصيلة والفاتنة في آنٍ واحد.
حيث عكست المصممة حصة العبيدلي في تصاميمها أسلوبها الراقي، حيث بدت فيها الخطوط أنثوية مترفة بقصات دقيقة متقنة ضيقة عند الصدر، وتزداد اتساعاً كلما اتجهنا للأسفل مرة، وتزينها الثنيات الناعمة التي بدت ساحرة بأقمشة الحراير والدانتيل مرة أخرى، فجاءت مجموعتها الأولى متناغمة فيها الكثير من الدهشة.
إلى ذلك، تقول العبيدلي “أقدم الجديد في عالم تصميم العباءة حيث أضيف رؤيتي الذاتية لكل تصميم، وأجد نفسي وسعادتي دائماً في نجاحي، ويكفي أن عرضي الأخير الذي قدمته في مدينة “البندقية” بإيطاليا نال إعجاب الجمهور، وهذه ثروة لا تقدر بثمن، حيث يكفيني فخراً أنني من أوائل المصممات الإماراتيات في تقديم مجموعتي الأولى في هذا المكان لأمثل بلادي خارج الدولة”. وتضيف “كل الجهد والعناء المتواصلين اللذين قمت بهما لتقديم هذه التشكيلة الأولى تحولا الآن إلى فخر وشعور بالسعادة بما قدمته، حيث جاءت العباءات بتفاصيل غنية وأقمشة ثرية، وقصات مبتكرة واسعة تتيح للمرأة حرية الحركة، لترقص بها المرأة طرباً وتنتشي بأناقتها التي تفيض جاذبية وجمالاً، كما أن هدفي الذي أسعى إليه هو العالمية، بحيث أريد من خلال تلك التصاميم أن أؤكد تميز الإماراتية في هذا المجال”.
وفيما إذا كانت حصة تتقيد بالموضة، تقول “لا أتقيد أو أتأثر بالموضة إلى حد استنساخها، فقد أستعين بالخامات والموضة السائدة في كل موسم، وفى النهاية أوظفها في التصميم بطريقتي الخاصة”. وتضيف “كما أنني أصمم بمزاجي الخاص، فأحرص دائماً على الاهتمام بكل قطعة، وأشعر بالتحدي بيني وبين كل تصميم أثناء التنفيذ، وهذا يحفزني على الاستمرار، حتى أتمكن من إنجاز العمل بصورة أرضى عنها”، لافتة إلى أن العباءة هي من الأزياء التي يجب أن نهتم بتصميمها محلياً؛ لأننا ندرك أهميتها وخصوصيتها بالنسبة للمرأة الإماراتية بوجه خاصة والخليجية بوجه عام، ولا يمكن أن توفر لنا دور الأزياء العالمية تصاميم مناسبة مطورة بشكل مقبول. وتتابع “بمفهوم آخر جاءت المرأة في تصاميمي مثل أميرة فاتنة، تشبه نجمات هوليود بتصاميم مزجت بإبداع فريد بين الرقة والأنوثة”.
ولا شك في أن من يعمل في تصميم العباءات تتاح له فرصة رصد التغيير الذي يطرأ على توجهات النساء، وتجربة العبيدلي تؤكد ذلك. في هذا السياق، تقول “منذ بدأت العمل في مجال تصميم العباءات لاحظت أن ذوق المرأة الإماراتية قد تغير، فأصبحت أكثر جرأة في اختيار الألوان والموديلات، كما أنها أصبحت أكثر إقبالاً وتشجيعاً لصناعة الأزياء المحلية واقتناعاً بقدرة المصممة الإماراتية على محاكاة الإنتاج العالمي مع تفهم متطلبات المرأة الإماراتية”.
شغف الطفولة
عن رحلتها في عالم التصميم، تؤكد حصة العبيدلي “رغم أنني حاصلة على ماجستير إدارة أعمال، إلا أن حب التصميم كان شغفي منذ طفولتي، فكل ما يتعلق بأزيائي كان من وحي خيالي، وكنت من النوع الذي لا يرضى أن يرتدي أي شيء من تصميم شخص آخر”. وتتابع “مع بداية عام 2010، كانت الانطلاقة الحقيقية لتصميم العباءة، حيث باتت معظم تصاميمي تأتي مثل لوحة فنية بديعة، لتتفجر التصاميم بالأنوثة والدلال”. وتضيف “رغم متابعتي لكل ما يقدم في عالم الموضة، فإن موديلاتي لا تتبع إلا ما ينبع من مخيلتي ويعكس رؤيتي وأفكاري لتقدم في النهاية تشكيلة بلمسات عصرية تبرز المرأة وشفافيتها، وترضي ذوقها لتكون سيدة حضورها في كل المناسبات، تتحدى برقتها ورومانسيتها جرأة العصر”.