وصلت السعودية ريم الشعث، والبرتغالية ماريا كونسيسا، والكويتيـة سعاد الفريح، إلى المرحلة النهائية من حملة ومسابقة «إلهامك يملأ الدنيا» المخصصة لاختيار أفضل قصص النساء الملهمات في العالم العربي، التي انطلق التصويت عليها، منذ الثامن من فبراير الجاري، وتعلن عن الفائزة في «يوم المرأة العالمي» في الثامن من مارس المقبل.

وتبرز «إلهامك يملأ الدنيا»، التي تنظمها وترعاها للسنة الثالثة على التوالي شركة «فيلادلفيا» للأجبان في دبي، مبادرات نساء في خدمة المجتمع، ودورهن في العمل الخيري، من خلال مشروعات وأفكار قد تكون بسيطة، أو أنها تنطلق بعيداً في عالم المغامرات الخطرة.

لم يكن الشغف بالمغامرات وعيش تجارب فريدة، وحده هو الذي دفع ريم الشعث إلى خوض تجربة تسلق جبل كلمنغارو، أو المشاركة في المخيم الأول الرئيس في جبل إفرست، الذي يصل ارتفاعه الى 5500 متر، وإنما كان الحافز الأكبر للمغامرة السعودية ريم الشعث، هو حب الخير، وتقديم خدمات مجتمعية، من خلال هذه الرحلات.

 

وأسست الشعث شركة خاصة بالرحلات السياحية، بعد أن كانت موظفة، وأدخلت على شركتها مفاهيم السياحة الفاخرة التي تضمن للمسافرين خوض تجارب ممتعة يرغبون في إدخالها على سفراتهم.

وكانت هذه الرحلات نقطة البداية لريم للقيام برحلات فيها الكثير من المغامرة، تقوم بها مع مجموعة من الراغبين، يدفع كل مشارك كلفة رحلته، ولكن عليه أن يأتي برعاية لهذه الرحلة، ويتم في الختام جمع مبالغ الرعاة لمصلحة الجمعيات الخيرية.

خدمات

حول ترشحها لـ«إلهامك يملأ الدنيا»، قالت الشعث: «لقد ترشحت للمسابقة من قبل شركة علاقات عامة، وتمكن مشروعي من تقديم خدمات للمجتمع خلال فترة وجيزة نسبياً، إذ تمكنت خلال رحلة كلمنغارو من جمع مبلغ 570 ألف دولار لجمعية إغاثة أطفال فلسطين، بينما بلغت قيمة المبلغ الذي جمعته من الرحلة الثانية 350 ألف دولار، وقدمت لعلاج خمسة أطفال مرضى بالسرطان، بينما كان في البداية هدفنا علاج طفلين فحسب»، مشيرة إلى أن النجاح الذي حققته في الرحلتين، شجعها على القيام بالمزيد، ولهذا ستقوم بالتخطيط لرحلة سنوية خيرية في كل عام.

أما بخصوص التحضيرات المتعلقة بهذه الرحلات، فنوهت الشعث إلى أنها تبدأ بالتجهيز لها قبل ثلاثة أشهر تقريباً، وتحرص خلالها على التمرين الجسدي والتحضير، من خلال الركض اليومي، وصعود درج 100 طابق، مشيرة إلى أن الصعوبات لا تتوقف على التحضير، بل تتعداه إلى ما يمكن أن يواجه المرأة في هكذا رحلة، لاسيما لجهة الأخطار التي تعترضها، فبنيتها تختلف عن بنية جسد الرجل. وذكرت النقص في الأوكسجين عند تسلق قمم الجبال، من أبرز الصعوبات التي تواجه المتسلقين في الرحلة. واختتمت الشعث بقولها إن «الحياة عبارة عن خبرات، وعلى الإنسان أن يبتعد عن التفكير بأن هناك شيئاً صعباً، إذ لابد من الاختبار والتجربة في الحياة، لاسيما إن كان الهدف خيرياً ويستحق، وشخصياً أرى أن أهمية المسابقة تتلخص في أبرازها دور النساء من جهة، وكذلك إلهام الأخريات من جهة أخرى».

تعليم

قصة ماريا كونسيسا، التي عملت مضيفة في «طيران الإمارات»، مختلفة، إذ كانت رحلة واحدة إلى بنغلاديش، كفيلة بتغيير حياتها، بعد أن رأت الأطفال الفقراء في العاصمة دكا، وقارنتهم بالرفاهية التي تعيشها في دبي، قررت حينها أن تبدأ بمساعدة هؤلاء الأطفال. وبدأت ماريا مشروعها من خلال تأسيس مدرسة من غرفة واحدة لتدريس الأطفال، لتتمكن بعد ذلك، وبعد جهد دام سبع سنوات، من مساعدة 700 طفل في أحياء دكا. وتمكنت ماريا عبر كل الجهود التي بذلتها من تأسيس شركتها الخيرية باسم «كريستينا ماريا»، برعاية «طيران الإمارات»، وأحضرت بعدها ثمانية أطفال إلى الإمارات ليتابعوا تعليمهم فيها، إلى جانب توليها مسؤولية التأهيل المهني لنحو 28 شخصاً. كما أنها عملت على تأمين الرعاية لهم، فهي تلعب دور الأم البديلة لهم، والمرشد الأكبر في حياتهم أثناء وجودهم في الإمارات. وقالت ماريا عن مشاركتها في «إلهامك يملأ الدنيا»: «تكمن أهمية المسابقة في تسليط الضوء على مشروعات ومبادرات نسائية موثرة، تقدم الإلهام الفعلي للآخر»، مشيرة إلى أن هناك كثيراً من المحتاجين في البلدان الفقيرة، ولكن لا أحد ينظر إليهم. وأضافت: «لست مختلفة عن بقية النساء، وكل ما فعلته هو أنني فكرت في غيري، وأعطيت من وقتي لمساعدتهم، فالفقر واقع، وكلنا نقرأ عنه في الصحف، أو نشاهد صور الفقراء في التلفزيونات، ولكن عندما نراهم في الواقع، الأمر يكون مختلفاً»، لافتة إلى أن القليل من المال، يمكنه أن يفعل الكثير لهؤلاء المحتاجين، وقالت: «الحياة يجب أن تُرى كاملة، ولا يمكننا وضع الأحلام الكبيرة في صناديق صغيرة، وعلى المرء أن يسعى إلى تحقيق أحلامه، بنظرة واقعية وليس خيالية».

«قصتي مع السيلياك»

من القصص الموجودة في نهائيات المسابقة، قصة الكويتية سعاد الفريح، التي بدأت قصتها الناجحة والملهمة بعد رحلة مضنية مع مرض السيلياك (مرض يصيب الجهاز الهضمي)، الذي لم يتمكن الأطباء من كشفه لها في بدايته، ومع وجود الكثير من الأخطاء في التشخيص.

وتمكنت سعاد بعد معاناة طويلة من عدم القدرة على البحث عن معلومات حول المرض من تأليف كتابها الخاص بعنوان «قصتي مع السيلياك»، تقدم فيه كل ما تعرضت له من أعراض، إلى جانب المضاعفات، نتيجة عدم الكشف المبكر عن المرض.

وإلى جانب الكتاب، أسهمت سعاد في نشر المعلومات حول المرض مع اخصائيين عبر مواقع التواصل الاجتماعية، وكذلك من خلال حملات التوعية التي شاركت فيها بالمدارس لتقديم المعلومات لتوعية الطلاب.

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *