الكثير من الأزواج يرى خدمة زوجته له وحسن رعايتها لبيتها وأولادها واجب عليها وفرض إلزامي لاتستحق عليه الشكر ، كما لو كان لسان حالهم يقول ولِمَ الشكر؟ ما تقوم به هو ما خلقت من أجله وما تفعله جميع النساء”
وتشير الدراسات إلي أن 74 % من الزوجات العربيات تعانين من عدم التقدير من الزوج وغياب ثقافة الثناء ، على الرغم من أن الحاجة إلى التقدير تأتي في مقدمة الاحتياجات الإنسانية التي رتبها العالم الغربي “ماسلو”، مؤكدًا أن حرمان الإنسان من هذه الحاجة يسبب له آثارًا نفسية سيئة، ويجعله يتخذ موقفًا معاديًا من المحيطين به، ويشعر نحوهم بالكراهية والتحفز.
وحول سبب غياب ثقافة الشكر والتقدير لدى الزوج توضح د. سامية الساعاتي ،رئيس قسم الاجتماع بآداب عين شمس، أن ذلك يعود إلي التنشئة الاجتماعية في الصغر، وأن الزوج الذي لايقول شكرا لزوجته هو بلا شك نشأ في أسرة كان والده لايقول لأمه أو من حوله كلمة شكر.
مفعول السحر
وترجع سبب عدم اعتياد الأزواج على تقديم الشكر لزوجاتهم إلي جهلهم لتأثير كلمة الشكر والتقدير على الزوجة ، مؤكدة أن كلمة “شكرا” تعمل على زيادة التقارب بين الأفراد وتقلل من النزاعات وتجعل المرأة سعيدة دائما، الأمر الذي ينعكس على الأبناء وعليه هو شخصيا .
وتشير الساعاتي إلى أن العكس يكون في ظل غياب الشكر والتقدير، ويتمثل ذلك في غياب السعادة داخل الأسرة وتربص كل طرف بالآخر، وقتل قدرتها ورغبتها في الإبداع داخل منزلها والتفاني في العمل للأسرة وله شخصيا.
ويلفت الدكتور هاشم بحري ،استشاري الطب النفسي، أن المرأة بطبيعتها تحتاج إلى أن تسمع من زوجها الكلمات الطيبة، والتي تعبر عن أن مشاعره نحوها ما زالت كما هي ولم تتغير؛ ولذلك فإن الزوج يجب أن يكون لديه حرص على توجيه كلمات الشكر والامتنان لزوجته عن كافة الأعمال التي تقوم بها داخل المنزل، لأن هذا الأمر يخفف المشقة عنها بشكل كبير ، كما أنه يشعرها بمدى قيمتها وأهميتها لدى زوجها.
ويضيف بحري أن الزوج يجب أن يكون لديه قناعة بأن هذا الأمر يعد ضروريا بالنسبة لعلاقته بزوجته، فهو في ظل انشغاله الدائم بالعمل ومحاولة توفير سبل الحياة الكريمة له ولأسرته – يجب أن يعلم أن علاقته الحميمة بزوجته ستساعده كثيرًا على التخفيف من ضغوط الحياة، وعلى العكس من ذلك فإن توتر علاقة الزوج والزوجة ببعضهما البعض سيزيد من الأعباء والضغوط النفسية التي يتعرض لها كل منهما. ومن خلال مجموعة من عبارات الشكر والامتنان يمكن للزوج أن يجعل علاقته بزوجته أكثر استقرارًا ورومانسية.
وينبه أن هذا السلوك يقلل بشكل كبير من الشكوى التي نراها على ألسنة بعض الزوجات اللاتي يشعرن دائمًا بالإحباط من أزواجهن الذين لا يشعرون بما يتحملنه من أعباء داخل المنزل. فالزوجة نتيجة غياب كلمة الشكر تشعر بأن زوجها أناني لا يهمه سوى نفسه، فهو يتحدث دائمًا عن مكانته في عمله في الوقت الذي لا يستمع فيه لشكواها ولا يقدم أي كلمة شكر وعرفان لما تقوم به؛ سواء في داخل المنزل فقط أو في أي عمل آخر تعمل فيه.
مودة ورحمة
وحول رؤية الشرع لهذا التصرف ، يقول الدكتور محمد الشامة ،أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أنه من المفترض إسلاميا أن يعامل الزوج زوجته معاملة حسنة ، وشكر الرجل لزوجته يعد شكلا من أشكال المعاملة الحسنة ، وعدم تقديم الشكر والتقدير لها يعد تجاهلا لما حثت عليه الشريعة الإسلامية . مؤكدا أن الشكر أمر واجب بين الزوجين فعلى الزوج أن يشكر زوجته حيال ما تقدمه له من رعاية وحب وحسن خدمة أولاده وعليها أن تشكره على حسن العشرة والرعاية.
وذلك عملا بالآية الكريمة: “(وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” .
والرسول الكريم يقول ” خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي” والخيرية تقتضي ان يشكر الزوج زوجته على رعايتها لبيته وتربيته لابنائه وحفاظها على نفسها وعلى استقرار البيت .
في نهاية الموضوع دعنا نتدرب على الاتي
***”سلمت يداكِ” تعبيرًا عن سعادتك بطهي زوجتك، ولا لجملة «الله يرحم أيامك يا أمي وأيام طعامك الشهي»
***رتبة حنان على كتف المسكينة التي تقف بالساعات لتدير البيت، وتؤدي مهامها المنزلية، ولا لتجاهل معاناتها وشكواها والتعامل معهما باستهانة.
موجود لأخذ رأيه.
***حث الأبناء على مساعدة الأم وعدم تحميلها كل الأعباء المنزلية، ولا للجلوس معهم أمام الكمبيوتر أو التلفاز، بينما هي لا تكاد تستطيع أن ترفع قدميها من التعب، ولا يشعر أحد بها.